والدتهم تكافح من أجل رعايتهم رغم كبر سنها ووفاة زوجها..مأساة أسرة بكاملها تعاني من الإعاقة الحركية منذ عشرين عاما بلحج

> تقرير/ هشام عطيري

> حكاية مؤلمة لأسرة تعيش في بلدة نائية بلحج جميعهم معاقون وأم مكافحة بعد وفاة زوجها لرعاية أولادها وبناتها الذين بلغوا من العمر عتيا في ظل ظروف صعبة وفقر مدقع.
صحيفة «الأيام» كانت حاضرة ونقلت ما شاهدته من مآس وآلام على الطبيعة، وحديث بعض الأشقاء المعاقين وأهالي المنطقة حول أوضاع هذه الأسرة التي تتطلب الالتفات حولهم من قبل أهل الخير ورجال الأعمال لمد يد العون.
منطقة كوكبان وادي خير والتي تقع ضمن نطاق مديرية تبن فيما تبعد عن مدينة الحوطة بعدة كيلو مترات، يعمل أهلها في مجال الرعي والزراعة.
في هذه المنطقة توجد أسرة مكونة من أم مكافحة بعد وفاة زوجها عام 94م وخمسة أشقاء، اثنين من الأبناء في العقد الخامس، فيما ثلاث نساء ما بين العقد الثالث والرابع والخامس جميعهم ما عدا الأم يعانون من الإعاقة الحركية.
يقول صالح وهو الشقيق الأكبر في هذه الأسرة: «لقد بدأت علامات المرض ومشاكل في الحركة بداية العام 85م حتى وصلت أنا وأخي وثلاث شقيقات إلى توقف الحركة بالكامل في العام 95م وأصبحنا مقعدين منذ ذلك الحين دون حراك رغم متابعاتنا للأطباء الذين شخصوا الحالة بأنها (روماتيزم) ولكن دون جدوى، وهكذا استمر المرض يفتك بنا حتى أصبحنا كما تلاحظون الآن».
الام تتوسط بناتها المعاقات
الام تتوسط بناتها المعاقات

تشتهر هذه الأسرة باسم أسرة (النوبي) نسبة إلى والدهم (رحمة الله عليه) حيدرة النوبي، كانت هذه الأسرة ـ حسب الأهالي ـ تعمل في مجال الرعي ولديها ثروة حيوانية كبيرة انتهت بفعل ما حدث للأشقاء الخمسة من إعاقة، حيث أصبحوا دون مصدر دخل ثابت يؤمن لهم معيشتهم اليومية.
الأم المجاهدة حُسن علي حمود في العقد السابع من العمر لازالت تهتم بأبنائها وهي في هذا العمر، فهي لا تستطيع أن تتركهم لوحدهم فهي التي ترعاهم وتعتني بهم في كل الأوقات كونهم معاقين ولا يقدرون على الحركة.
أهالي القرية قالوا إن الأطباء عجزوا عن تشخيص حالاتهم أو علاجها حتى تمت الاستعانة بالمعالجين بالقرآن الكريم عسى يكون هناك شيء آخر قد أصابهم ولكن دون جدوى.
الأسرة تعيش في منزل متواضع معرض لعوامل التعرية مع كل تغيير في المناخ كما أن وسائل التدفئة غير موجودة وكثير من الأدوات الكهربائية معدومة مثل الثلاجة والعديد من التجهيزات الأخرى.
‎ ‎الشقيق الأكبر صالح
‎ ‎الشقيق الأكبر صالح

الشقيق الآخر ويدعى أحمد ذو الـ 45 عاما تجده منذ الصباح تحت هذه الشجرة التي بجانب منزله لا يتركها أبدا يتطلع إلى المستقبل.. يقول أحمد: «الحمد لله على كل شيء، نحن في هذا الوضع منذ سنين والوالدة تعمل على رعايتنا أنا وشقيقاتي وأخي الأكبر منذ وفاة الوالد رحمه الله رغم تقدمها في السن وعدد من أهالي المنطقة الذين يقومون أحيانا بإحضار أغراض للمنزل في حالة طلبنا منهم ذلك فأنا مثل جميع أشقائي معاق ولا أقدر على الحركة والتنقل بسبب ما حدث لنا».
ويضيف أحمد أنه يحلم بأن تتوفر له دراجة خاصة للمعاقين ذات الأربع عجلات من قبل أهل الخير للتنقل وتوفير احتياجات المنزل من أغراض وأشياء أخرى قد تساعدهم في التخفيف من معاناتهم.
لم يتبق من الأسرة سوى أحمد وأمه اللذين لم يسجلا حتى اللحظة في الضمان الاجتماعي أسوة بشقيقاته الثلاث اللاتي يتسلمن مبالغ من الضمان كل ثلاثة أشهر.
أحمد يقضي وقته تحت الشجرة
أحمد يقضي وقته تحت الشجرة

الأسرة تعاني مأساة يجب من كل فاعل خير تقديم ما يمكن تقديمه لهذه الأسرة لتوفير العيش الكريم لها كونهم جميعا معاقين ولا يوجد سوى الأم التي تكافح من أجلهم وبعض أهالي المنطقة الذين يساعدونهم في توفير بعض المتطلبات لهم والله لا يضيع أجر المحسنين.
أحمد وصالح والثلاث الشقيقات منتظرون من يعطف عليهم لتعود البسمة لهم وهم في هذا العمر معاقون غير قادرين على الحركة.. فهل من استجابة؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى