شبوة.. انفلات أمني متعمد ومتنفذون يغذون الخلافات القبلية للاستحواذ على ثروات المحافظة

> استطلاع/ صالح مساوى

> استقبلت محافظة شبوة العام الميلادي الجديد بانهيار أمني غير مسبوق تمثل في حوادث اغتيالات نفذها مسلحون مجهولون في عاصمة المحافظة راح ضحيتها كوادر من الأمن والجيش اليمني، وعدد من المواطنين، كما شهدت من قبل مقتل شخصين ينتمون للحراك الجنوبي على أيدي قوات الأمن.
هذه العمليات ألقت بظلالها على الشارع الشبواني الذي بات يتسأل عن مصير محافظته في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة وحوادث الاغتيالات التي لم يسبق أن شهدتها المحافظة مثلها في الفترات السابقة.
«الأيام» استطلعت الأوضاع الأمنية التي تشهدها المحافظة مع عدد من المواطنين خلصت بالمعاناة الآتية.
اختلفت الظروف والأوضاع وتباينت من منطقة ومديرية وما بين محافظة ومحافظة أخرى في استقبال هذا العام الجديد.
محافظة شبوة استقبلت هذا العام بالانفلات والتدهور الأمني غير المسبوق، المحامي مطيع عبد الله هواش تحدث لـ«الأيام» عن هذا الوضع الأمني المتردي الذي تعيشه المحافظة بالقول: “الوضع الأمني الذي تشهده هذه المحافظة ليس ببعيد عمّا تشهده اليمن بشكل عام من انفلات أمني وانعدام دور الأمن في كل المحافظات بما فيها العاصمة صنعاء، لكن الأمر المستجد في المشهد الأمني في هذه المحافظة هو كثرة حوادث الاغتيالات خلال الأيام الماضية، الأمر الذي يشير إلى عدم وجود الجاهزية الكافية لدى أمن المحافظة، فهناك مديريات تغرد خارج الحزام الأمني، وهي بحاجة إلى إعادة تشكيل وتوفير كل الاحتياجات الأمنية لكي يتم استعادة دورها المنوط بها، ومن الملاحظ في ظل هذه الأوضاع الأمنية الأخيرة أنه أصبح بإمكان مرتكبي الجريمة الفرار من عتق بكل سهولة دون أن يمنعه أو يتعقبه أحد، ولهذا نناشد محافظ المحافظة، ومدير الأمن، واللجنة الأمنية في المحافظة، وجميع المشايخ والأعيان في المحافظة، ومنظمات المجتمع المدني بسرعة عقد لقاء موسع يتم فيه وضع إستراتيجية أمنية للمحافظة بجميع مديرياتها وإعادة هيبة الدولة، وإلا فإن المحافظة ستشهد انفلاتا أمنيا غير معهود”.
**جهات نافذة تقف وراء مايحصل**
خميس فرج حمل ما تشهده المحافظة من انفلات أمني وقتل واغتيالات السلطة وجهات نافذة من صنعاء، موضحاً بأن “السلطة تخلت عن كل شيء وفرغت نفسها لمواجهة وقمع الفعاليات السلمية للثورة الجنوبية واغتيال نشطائه، كما حصل للشهيد مطلوب شطيرات، والذي اغتيل أمام بوابة إدارة محافظة شبوة، واقتحام مخيم الاعتصام في النصب، واغتيال الشهيد علي عمران، في الوقت الذي يسرح فيه قطاع الطرق واللصوص ويمرحون أمام أعينهم دون أن يتم القبض عليهم أو تعقبهم لعلمهم بأن أولئك القطاع واللصوص يتبعون جهات نافذة هدفها إقلاق السكينة في المحافظة”.
**هشاشة الدولة**

أحمد لحنف من جهته تحدث لـ«الأيام» عن الوضع الأمني الذي تعيشه محافظة شبوة بالقول: “إن الوضع الأمني في محافظة شبوة لا ينفصل عن الوضع الأمني الذي تشهده المحافظات المجاورة لها، ومما زاد التدهور الأمني فيها هو هشاشة الدولة وبروز دور القبيلة التي فرضت أمرها على أمن شبوة سلباً أو إيجابا”.
**انفلات أمني متعمد**
أما المواطن حسن أحمد بن عبد السلام فقال: “ما شهدته شبوة خلال الفترة الأخيرة من أعمال إجرامية أمر مؤسف ويرفضه أبناء المحافظة ألبتة”، موضحاً أن “الأمن مفقود في المحافظة منذ فترة طويلة، وتعمدت السلطة تركها للثأرات والاقتتال وخلق الفتن بين القبائل بهدف الاستحواذ على ثرواتها وخيراتها على حين غفلة من أهلها، غير أن الجديد الذي تشهده المحافظة هو تنفيذ عمليات الاغتيالات بواسطة أشخاص مجهولين، وما هو حاصل الآن وتشهده المحافظة هو جزء من اللعبة أو الصراع على ثرواتها بين الرؤوس الكبيرة، ولهذا نؤكد بأن إصلاح المحافظة لن يأتي إلا من أبنائه فمن المستحيل أن يقوم شخص من خارج المحافظة بعمل يعود بفائدة على المحافظة دون مشاركة أبناء المحافظة، ولهذا أدعو أبناء شبوة إلى التفكير في مصلحة أبناء المحافظة ككل، والوقوف صفاً واحداً ضد المخططات القذرة التي يحاول البعض أن تسود ليتمكن لهم الاصطياد في المياه العكرة”.
**محاولات لتحول شبوة إلى أبين أخرى**
بدوره تحدث عمر صالح المنصوري عن جانب مما تشهده المحافظة من انفلات أمني بالقول: “منذُ عام 2011م انفلت الوضع الأمني في المحافظة إلى درجة الانفراط، وهو ما نتج عنه تزايد عدد القتلى والجرحى، حيث باتت المحافظة تشهد عمليات قتل بشكل يومي، وإن كان الوضع الأمني في المحافظة يبدو في بعض الأحيان هادئاً، والذي سرعان ما يتحول إلى عاصفة في كثير من الأحيان”.
وأوضح المنصوري بأن “هناك من يحاول زعزعة أمن المحافظة ونقل الوضع فيها إلى مرحلة أخيرة تتجسد في الاغتيالات قادة أمنيين وعسكريين، الأمر الذي قد زعزع من قبل أمن واستقرار عدة محافظات مجاورة كأبين، وحضرموت”.
واستعرض المنصوري في ختام حديثه عددا من الأمور التي تؤدِّي إلى الفوضى في المحافظة منها التصعيد في الأنشطة النضالية للحراك الجنوبي والتي تؤدِّي إلى حدوث صدامات عنيفة مع الأمن كما حدث في مقتل شطيرات والسليماني، إضافة إلى الحروب التي تشنها الدولة على الجماعات المتطرفة في بعض مناطق المحافظة، وهناك أمر ثالث وهو الصدامات القبلية القبلية التي تحصل على خلفيات الثأر ويغذّيها الغياب شبه التام لأجهزة الأمن”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى