> تعز «الأيام» عاد نعمان

أكد نائب المدير التنفيذي لمنظمة (شركاء اليمن) الدولية عبدالحكيم العفيري أنه “إذا لم تستخدم العدالة الانتقالية في إعادة بناء الدولة فإنها ستخسر الكثير من الموارد، فالعدالة تساهم في الإصلاح المؤسسي بشكل عام بجبر ضرر الانتهاكات، وضمان عدم تكرارها في المستقبل”.
جاء ذلك في الجلسة الختامية لفعاليات ورشة العمل الخاصة بالمشاركة المجتمعية مساء أمس الأول الخميس بمدينة تعز، والتي نفذتها منظمة (شركاء اليمن) الدولية واستمرت ستة أيام.
وقال العفيري: “إن العدالة الانتقالية فرصة ثمينة لمنظمات المجتمع المدني المحلية لتثبت حضورها بالمشاركة المجتمعية الحقيقية”، منبها إلى أن “الجرائم إذا لم تواجه بأدوات مكافحة ستتكاثر وتنتشر، فالبلاد تتعرض لانتهاكات بوعي وبدون وعي، والجرائم الاقتصادية أفظع من أية جرائم، وتمس حياة الناس بشكل مباشر، في الوقت الذي تتصف عقليات السياسيين بالضيقة رغم كل ذلك النمو السكاني والتوسع الحضري والنشاط الاقتصادي، فموارد البلاد بحاجة لإدارة وتنظيم”.
وكان قد تم خلال الدورة استعراض فرق التيسير لسجلات القضايا التي تحتاج لعدالة انتقالية ومصالحة موضوعية ذات أطر مؤسسية في المحافظات المستهدفة، ووضع آليات واقعية لتشخيص تلك القضايا التي تعاني الانتهاكات والنزاعات التي تم رصدها بالاستبيانات في مرحلة سابقة من البرنامج، والخروج بمناهج واضحة حول عملها الميداني، والصعوبات التي من الممكن أن تعيق عملها، وتوافق أعضاء كل فريق على الأدوات والوسائل التي سيتم استخدامها أثناء العمل الميداني لجمع البيانات والمعلومات وتوثيق القضايا، بالإضافة لأدوات ووسائل وأنواع ومناهج وخطط عمل المنتديات، وكيفية إجراء اللقاءات المفتوحة والمجموعات البؤرية، وأنواع وأهداف ومحاور وشروط إعداد وكتابة التقارير.
من جانب آخر تخللت العملية التدريبية عقد منتدى حواري استضافت فيه فرق التيسير مجموعة من الناشطين والمحامين ورجال الأعمال والمتقاعدين العسكريين وعدد من ممثلي نقابات ومنظمات المجتمع المدني وموظفين بمؤسسات ومرافق الحكومية في مدينة تعز، والتي هي على صلة وثيقة بفعاليات البرنامج لتعميق اللقاءات المجتمعية التي ستنفذها فرق التيسير في المنتديات الحوارية، حيث استعرض الضيوف قضايا انتهاكات عايشوها وشهدوها وكانوا أطرافاً فيها.
كما أدار الدكتور ياسين القباطي حلقة نقاش حول العدالة الانتقالية بعنوان “لجان البحث عن الحقيقة.. آلية إنشائها وواجباتها”، واستعرض الصحفي والناشط فهمي السقاف تجربته الشخصية في صحيفة “النداء” بفتح ملفات الاختفاء القسري، فيما شارك العفيري بمداخلات قصيرة حول عناصر إنشاء لجنة حقيقة فاعلة.
يُذكر أن فرق التيسير الخمس ستعمل خلال الفترة القادمة على إقامة خمسة منتديات حوارية تتضمن لقاءات مجتمعية توعوية بواقع منتدى في كل محافظة يستهدف 100 من ضحايا قضايا الانتهاكات وذوي العلاقة بها، تشترك جميع فرق التيسير بقضية ذات طابع وطني، بينما يختار كل فريق عمل قضية ذات طابع محلي على مستوى المحافظة، كما سيخرج البرنامج بدليل تدريبي حول العدالة الانتقالية بما يتوافق مع البيئة اليمنية ومخرجات المنتديات الحوارية.