منطقة الجرايب بأبين..منطقة منسية وخدمات مفقودة

> استطلاع/ سالم حيدرة صالح

> منطقة الجرايب إحدى قرى مديرية خنفر محافظة أبين يعيش الأهالي فيها ظروفا قاسية وصعبة في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتربية وغيرها من المشاريع الخدماتية، غير أن مشكلة الماء تشكل العبء الأكبر على أهالي المنطقة، حيث يضطرون لإحضاره من مسافات بعيدة علی ظهور الحمير.
وفي هذا المنطقة أيضاً لا شيء يدل على أي تواجد لخدمات السلطة المحلية المنطقة في المديرية والمحافظة، وهو ما جعل الأهالي في مباشرة مع المعاناة والمرض والحرمان منذ زمن طويل، حيث لم تنعم بأي من المشاريع منذ قيام ثورة 14 أكتوبر وحتى الوقت الحاضر.
«الأيام» زارت هذه المنطقة وتلمست هموم أهلها وخرجت بالمعاناة الآتية.
مازال منطقة الجرايب محرومة حتى الوقت الحاضر وتعاني الحرمان والتهميش وتغرد خارج سرب الخدمات الحكومية، الزائر إليها لم يرَ ثَمَّ ما يؤكد على تواجد الدولة، فلا خدمة الكهرباء متوفرة، ولا مشروع ماء، وحرمان من المدارس، وغياب للوحدات الصحية معاناة بعضها فوق بعض في ظل غياب تمام للجهات المعنية.
المواطن إبراهيم
المواطن إبراهيم

يقول المواطن إبراهيم حيدرة أحمد: “نحن نعاني من النسيان والإهمال من قبل السلطة المحلية بالمحافظة التي باتت لاتؤدي واجبها تجاه المواطنين وحل مشاكلهم، وهو ما جعل أبناء هذه المنطقة يعانون الأمرين نتيجة للحرمان من العديد من المشاريع الخدمية منذ قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة وحتی اليوم، وكأنه حكم بالحرمان والموت، حيث لا يوجد مشروع مياه للشرب، وهو ما اضطر الأهالي إلى شرب مياه ملوثة وغير صالحة للاستخدام البشري، الأمر الذي تسبب في إصابة الأهالي بالعديد من الأمراض الوبائية، بل إننا نضطر لجلب الماء علی ظهور الحمير من مسافات بعيدة”، مضيفاً “لقد قامت منظمة اليونيسف مؤخراً بدعمنا بمضخة مياه لغرض إيصال الماء للأهالي، غير أنها فرحة لم تتم إلى الآن لم ندرِ إلى أين ذهبت وأين مصيرها”.

وطلب في ختام حديثه لـ«الأيام» الجهات المعنية بـ “سرعة العمل على إيصال المشاريع الخدمية إلى المنطقة المحرومة منذ زمن طويل”، وشاكراً “صحيفة «الأيام» على تغطياتها المهنية وتلمسها لهموم أبناء المنطقة”.
**ظلام دامس**
الحرمان في هذه المنطقة لم يقتصر على خدمة المياه وحسب بل طال مشروع خدمة الكهرباء، حيث مايزال الأهالي يعيشون في ظلام دامس ويستخدمون الوسائل البدائية لتبديد الظلام كوسيلة الفانوس وغيره.
يقول المواطن أحمد عمر محمد (كفيف): “نحن في هذه المنطقة نعاني من عدم وجود أي مشاريع خدمية ومازلنا نعيش في ظلام دامس رغم أن أعمدة الكهرباء لا تبعد عن منطقتنا سوی مسافة قصيرة، وهذا ما يؤكد على عدم اهتمام السلطة المحلية بمعاناة الأهالي وعدم الشعور بالمسؤولية، الأمر الذي حرم المنطقة من المشاريع منذ عدة عقود من الزمن، ولهذا نطالب السلطة المحلية بالقيام بمهامها وواجباتها تجاه هذه المنطقة وأبنائها والعمل على التخفيف من معاناتهم”.
**الإهمال سيد الموقف**
المواطن سيف أحمد
المواطن سيف أحمد

ماتزال منطقة الجرايب حتى المرحلة الحالية محرومة من المدارس التعليمية، الأمر الذي يجبر الطلاب على قطع مسافات طويلة إلى مدارس منطقة المسيمير بغرض التعلم.
يقول المواطن سيف أحمد إبراهيم: “لقد صرنا نعاني من عدم وجود مدرسة يتعلم فيها أطفالنا الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة للدراسة في ظل عدم وجود أي مشاريع حيوية، ومنها بناء مدرسة لتعليم أبنائنا”، مضيفاً “إن ما نعانيه ناتج عن إهمال السلطة المحلية وعدم قيامها بواجبها ومسؤلياتها تجاه المنطقة وأبنائها، وهو ما جعل الفقر والضياع والنسيان هو سيد الموفق هنا”.
**غياب الجانب الصحي**
لا توجد في المنطقة وحدة صحية، وتنشر فيها العديد من الأمراض، الأمر الذي زاد من مشكلات ومعانات الأهالي الصحية، حيث يضطرون بإسعاف مرضاهم إلى مستشفی الرازي بالمديرية لتلقي العلاج.
وعن هذا الجانب يقول المواطن جمال حيدرة أحمد: “نحن نعاني من الحرمان والنسيات فلا توجد وحدة صحية بالمنطقة تمكننا من معالجة مرضانا، ولا يوجد أي اهتمام من قبل الجهات المعنية تخفف من آلامنا ومشكلاتنا، إنها منطقة منسية ومهمشة”.
صورة للاطفال وهم يجلبون المياة علی ظهور الحمير بالكراديف
صورة للاطفال وهم يجلبون المياة علی ظهور الحمير بالكراديف

أما الشاب قادري علي محسن فقال لـ«الأيام»: “إن المنطقة تعاني الكثير من الصعوبات وتجاهل الجهات المتخصصة في المديرية والمحافظة، وإلى الآن لم تتحصل المنطقة على أي من المشاريع الخدمية، وكل ما تقدمه الدولة هو وعود عرقوبية جميهعا ذهبت أدراج الرياح”، مضيفاً “يوجد في المنطقة مسجد قيد الإنشاء بُني علی حساب فاعلي الخير، ولم يتم استكماله، وهنا ندعو رجال الخير أو من يجد الرغبة في مساعدة أبناء المنطقة بإكماله عليه بالمبادرة وله من الله عظيم الأجر والثواب ومن الأهالي الشكر والتقدير”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى