> تقرير/ نبيل عبدالله مصلح

مستشفى الأمومة والطفولة بمحافظة إب صرح طبي تم افتتاحه منتصف 2007 بتكلفة تصل إلى 350 مليون ريال ومبنى حديث، غير أن هذا الصرح الطبي الذي حلم به أبناء المحافظة منذ سنوات والخاص بالأمومة والطفولة سرعان ما أضحى سرابا واصطدم بالواقع المرير.
واقع كشف مدى فشل إدارته في تسيير أموره وضبط العمل فيه، الأمر الذي أدى إلى تدهور أوضاعه بشكل كبير، وتبخرت جرائها آمال المواطنين وزاد من معاناتهم، وبات المستشفى يخلو من الكوادر الطبية فيه سوى من مناوب روسي يصعب على المرضى ومرافقيهم التفاهم والتحدث معه لعدم تحدثه العربية، مشكلات ومعضلات تنذر بإيقافه عمّا قريب.
**أجهزة وعربات إسعاف متعطلة**

في هذا المستشفى والذي لم يمر على افتتاحه سبعة أعوام أجهزة طبية حديثة كلفت الملايين غير أنها تعطلت قبل البدء العمل بها، عربات الإسعاف في المستشفى أيضاً هي الأخرى نالها نصيبا من الإهمال من قبل الجهات المعنية في المستشفى.
يقول السائق محمد أحمد علي قائد:
“لقد تعرضت سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى إلى حادث مروري والأخرى معطلة”، مضيفاً: “لقد أخذ بعض القطع من السيارة التي تعرضت للحادث بغرض إصلاح المتعطلة غير أن عملية الصيانة لم تتم ومازالت السيارتان الخاصة بالمستشفى متعطلتين إلى الأن”، متسائلاً: أين الاعتماد الحكومي وأين اعتماد التحسين ودخل المستشفى؟!، متهماً في الوقت نفسه إدارة المستشفى بالفشل وتراجع الخدمات فيه، ويضيف: “لي أسبوع معتصم داخل باص الإسعاف للمطالبة بإصلاحه وإلى الآن لم يتم التجاوب”.
**وضع سيئ**

مشكلات عدة يعاني منها هذا المستشفى، مبنى بحاجة إلى صيانة، غرف مهملة، وحمامات لم تعد صالحة للاستخدام، وغياب تام للعلاجات والأدوية، وأجهزة طبية معطلة كجهاز انترسوات، وجهاز القلب، وأجهزة التخدير والتعقيم، والأشعة، وثلاجة ألموتي هي الأخرى مليئة بجثث الموتى، وغياب تام للنظافة في المستشفى. مصدر في مكتب المالية أوضح بأن اعتماد الصيانة الشهري الخاص بالمستشفى مليون وسبعمائة وخمسون ألف في الوقت الذي تغيب الصيانة فيه بشكل تام.
غير أن جهات مسؤولة في المستشفى أوضحت لـ«الأيام» بأن هذه المبالغ والخاصة بالصيانة يتم إنفاقها من قبل المستشفى في شراء وقود للمولد قوته 500 ميجاوات والذي يستهلك 25 لترا في الساعة بمعدل شهري يتجاوز 12 ألف لتر، الأمر الذي يفوق بكثير المبلغ المعتمد للصيانة”، ويعيد المصدر هذا الاستهلاك الكبير للوقود نتيجة لسوء التخطيط في شراء المولد الضخم.

ويضيف: “كان من المفترض شراء مولد صغير بما يتناسب مع المخصص ولكن الإدارة السابقة اشترت هذا المولد دون أي تخطيط أو دراسة وحالياً يستخدم للمستشفى، ولمبني الأمن السياسي، ولمبني الشرطة العسكري المجاورين لمبني المستشفى، بالإضافة إلى بعض البيوت المجاورة للمستشفى لقوة المولد والتي تصل إلى 500 ميجاوات”، موضحاً: “إلى الآن لم تصل الطاقة المستخدمة من هذا المولد إلى مائة ميجاوات وهو ما يكشف مدى العبث في شراء هذا المولد من قبل الإدارة السابقة، وبحسب علمنا فإن الإدارة السابقة هي الأخرى اشترت مولدا صغيرا كلف مليون وماتي ألف تعطل بعد ثلاثة أشهر من استخدامه، الأمر الذي يكشف مدى الفساد الحاصل في الإدارة السابقة والإدارة الحالية.. لقد أضحى المستشفى مهددا بالتوقف عن العمل”.
**استياء المواطنين**
عدد من أهالي المرضى عبروا عن استيائهم من الوضع الذي وصل إليه المستشفى جراء الإهمال والتسيب في إدارته، يقول الأهالي المستشفى يخلو في المساء من المناوبين سوى من المناوب الروسي في الوقت الذي فيه ست طبيبات متغيبات ولم يتم الزامهن بالحضور من قبل الإدارة، والاكتفاء بخدمات طبيبة روسية تم التعاقد معها وبالعملة الصعبة وعلى حساب إيرادات الأمومة.

**معاناة الكادر الصحي**
يعاني الكادر الطبي في المستشفى من قلة المخصصات المعتمدة لهم والخاصة بالمكافآت.. يقول الكادر إن ما يصرف لهم من مكافآت لا تتجاوز عشرة آلالف ريال للبعض فضلاً عن معاناة المتعاقدين في المستشفى، الأمر الذي تقول فيه الإدارة بأنها ناقشته مع أوضاع المستشفى بشكل عام مع السلطة المحلية، وكذا الوزير ولأكثر من مرة عبر مذكرات.
ووفقاً للإدارة فإنها سددت مبالغ ديون الإدارة السابقة والتي وصلت إلى 24 مليون، وأنه في الوقت الحاضر تطالب الشركات الخاصة بالادوية إدارة المستشفى بتسدد الديون التي عليها، وامتنعت من تقديم أي أدوية ومحاليل وأفلام للمستشفى، الأمر الذي أوصل المستشفى إلى وضعية سيئة.
**أدوية منتهية**

في الوقت الذي كانت فيه «الأيام» تستطلع عن كثب أوضاع المستشفى، وصلت للمستشفى أدوية من مكتب الصحة بينها مغذيات ( دريبات) منتهية الصلاحية بتاريخ 28 أغسطس 2014م، بالإضافة إلى إبر (حقن) وأدوية أخري مجانية هي الأخرى منتهية الصالحية، وهو ما يكشف مدى الاستخفاف والتلاعب بأرواح الناس، وغياب روح المسؤلية والأمانة.