احذروا النيران الصديقة !

> وضاح العامري

> بعد أفول نجم سهيل اليماني والسقوط المريع لأسطورة أزال على أيادي من لايدركون ماهيتها، تداخلت الأمور بعضها ببعض في المنطقة وأتجهت إلى المجهول يقودها في ذلك زعماء الحرب والدمار في صنعاء وما حولها.
وفي أرض الجنوب اتجهت الأوضاع إلى المضمار القريب من التوقعات الجنوبية، فما آلت وستؤول اليه الأوضاع في الجنوب بعد انتكاسة صنعاء يدعو إلى الوقوف بجديه وحزم وكثير من المسؤولية لتجنب الوقوع في فخ الصراع الداخلي وكذلك الابتعاد بشكل كبير عن مرمى النيران الصديقة التي ستطلقها آلة نظام صنعاء ضد الشرفاء من أبطال الجنوب الاحرار وفتح جبهات صراع داخليه يذكيها بعض المارقين من صنعاء وسيسعون إلى فرض واقع مضطرب جديد على الساحة الجنوبية وتحويلها إلى ساحة حرب ليتسنى لهم نقل الصراع السياسي والعسكري والمذهبي من أعماق الشمال إلى الاراضي الجنوبية واستكمال مشاريعهم فيها.
وتعتبر هذه المرحلة بالذات هي الاصعب عن سابقاتها بما تحمله من أحداث متسارعة لا تكاد تغطيها الصحف اليومية وما تحتويه تفاصيلها من معطيات متفاوتة على أرض الواقع لعل أهمها هو انهيار تام لمنظومة الحكم في اليمن وسقوط مدو لهرم السلطة الرئاسية الشرعية في البلاد وسقوط كل مرافق وأجهزة الدولة بيد الحوثيين.
وعقب تلك الانهيارات السياسية والأمنية المتتالية أصبحت البلاد تعيش فراغاً سياسياً دستورياً أمنياً اقتصادياً مريعا لا يبقي ولا يذر وسيذهب الجميع من خلاله على قطار الانهيار نحو المجهول.
تلك الأحداث المريعة انعكست سلباً وبشكل مباشر على الاوضاع في الجنوب العربي ووضعت الجميع في بوتقة الانتظار الممزوج بالحيرة والخوف من المستقبل.
ولذلك تعتبر الكرة الآن في ملعب الجنوبيين كافة وهم الوحيدون لا سواهم المعنيون باستثمار هذه المرحلة المفصلية للخروج بقضيتهم إلى بر الأمان، والمأمول المرتقب من النخب السياسية الجنوبية سواء في الداخل أو الخارج أن تلعب دورها المنوط بها في هذه المرحلة الحساسة وخصوصاً بعد التحول الإيجابي في الخطاب السياسي لدول الجوار الإقليمي والذي لمسناه من خلال بعض البيانات لسياسيين خليجيين خصوصاً في السعودية وقطر وتلويحهم بالسعي لفصل الجنوب عن الشمال وإقامة دولة الجنوب العربي في ظل العبث السياسي والانفلات الأمني والسيطرة الحوثية على كافة أجهزة الدوله بما في ذلك دار الرئاسة في صنعاء.
وتلك الفرصة الذهبية التي منحتها الاقدار للجنوب والجنوبيين إن لم يتم استثمارها بالشكل الصحيح وترجمتها إلى خطوات فعلية على أرض الواقع والوصول بقضية الجنوب وشعبه إلى بر الأمان ستذهب تلك الفرصة أدراج الرياح، ولن تتكرر بل إنها ستكون الأخيرة وسيموت الأمل مجدداً في قلوب شعب الجنوب الاحرار التواقين الى الحرية والاستقلال، وما نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يشد على أيادي الشرفاء من أبناء الجنوب لتحقيق الحلم الجنوبي الذي طال انتظاره والمتمثل باستعادة الأرض كاملة السيادة على تراب الجنوب الطاهر.
**وضاح العامري**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى