أمناء عموم 3 أحزاب سياسية يلتقون هادي لإقناعه بالعدول عن الاستقالة.. هادي متمسك بالاستقالة ويشترط قبل التراجع عنها انسحاب المسلحين .. المؤتمر الموسع لأنصار الله يصدر اليوم بيانه الختامي

> صنعاء«الأيام»

> تواصلت أمس الجهود المبذولة لإخراج اليمن من أزمته الراهنة، سواء عبر المفاوضات الجارية بين القوى السياسية والمبعوث الأممي بنعمر أو في الحشد الذي ضم أنصار ومسلحي جماعة الحوثيين.
وفي هذا السياق تحدثت الأنباء عن لقاء رئيس الجمهورية المستقيل عبدربه منصور هادي، أمس، بعدد من أعضاء اللجنة المشكلة من اللقاءات والاجتماعات الخاصة بإخراج اليمن من أزمتها الراهنة وذلك لإقناعه بالعدول عن استقالته نظرا لما يمر به الوطن من ظروف عصيبة في الوقت الراهن .
اللجنة التي استقبلها هادي ضمت الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، عبدالله نعمان، أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وعبدالعزيز جباري، أمين عام حزب العدالة والبناء، حيث أطلعوه على ما تم التوصل إليه في جلسات النقاش التي أدارها المبعوث الأممي جمال بنعمر.
**هادي متمسك بالاستقالة**
وحسب مصادر إعلامية يمنية فقد أبلغ هادي قادة الأحزاب الذين التقوا به في مقر إقامته بأنه متمسك بالاستقالة، مؤكدا بأن استقالته نهائية ولا رجعة عنها، موضحا بأنها أتت حرصا منه على سلامة الوطن.
وأشار هادي إلى أنه سيظل حريصا على مستقبل اليمن وعون وسند لكل من يسعى للخروج بالبلد من أزمتها الراهنة، مشددا على أهمية ان يتنازل الجميع لما فيه مصلحة الوطن وخيره، داعيا الفرقاء السياسيين الى أهمية التوافق فيما بينهم، وأن تكون أي حلول للأزمة عبر المؤسسات الدستورية بما في ذلك التوافق على مجلس رئاسة.
كما دعا هادي الجميع الى أن يكونوا صفا واحد وأن يحمل كل شخص على عاتقه مصلحة اليمن أولا وأخيرا، وأن يتوحد الجميع في صناعة قرارات من شأنها الارتقاء بالوطن وتقديمه على كل المصالح وتجنيبه ويلات الصراعات وسفك الدماء.
الى ذلك نسبت قناة (الجزيرة) الى النائب عبد العزيز جباري، عضو البرلمان والقيادي في حزب العدالة والبناء اليمني، قوله: “إن الرئيس هادي أبلغهم بأن استقالته نهائية ولا رجعة عنها إلا في حال انسحاب الحوثيين من صنعاء”.
وأشار جباري الى ان هادي أوضح لهم بأن “أي حلول يتم الاتفاق بشأنها يجب أن تكون عبر المؤسسات الدستورية”.
من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر بأحد الأحزاب التي شاركت في الاجتماع قوله: “إن هادي اشترط خروج الحوثيين من صنعاء للتراجع عن استقالته التي أعلنها قبل نحو أسبوع”.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن “هادي اشترط للعدول عن استقالته، انسحاب مسلحي الحوثي من صنعاء وعقد جلسات الحوار الوطني في مدينة غير صنعاء”، مشيرا الى أن هادي طالب أيضا بـ“ترتيب الوضع الأمني في صنعاء، قبل قبوله التراجع عن الاستقالة”.
في وقت لاحق ذكرت قناة (العربية) نقلا عن مصادر سياسية يمنية بأن مساعي ممثلي عدد من الأحزاب فشلت في إقناع الرئيس هادي للعدول عن استقالته التي مضى على إعلانها أكثر من 10 أيام دون أن يتم البت فيها، غير ان اللجنة أكدت من جانبها بأن زيارتها للرئيس المستقيل هادي ليست الأولى وسوف تتكرر مستقبلا لإطلاع هادي على آخر التطورات وما ستخرج به مناقشات القوى السياسية مع المبعوث الأممي جمال بنعمر.
**مفاوضات القوى السياسية وبنعمر**
مفاوضات الحل السياسي في اليمن
مفاوضات الحل السياسي في اليمن

أفاد مصدر مشارك في مفاوضات الحل السياسي في اليمن لـ(العربية) بأن مساعي المبعوث الدولي جمال بنعمر لا تزال مستمرة لإيجاد حل ينهي الأزمة في البلاد.
ويواصل بنعمر لقاءاته بممثلي القوى السياسية لاستكمال الحوار بشأن اللجنة الرئاسية والاتفاق على تقاسم السلطة، ونفى المصدر ذاته أن يكون الحراك الجنوبي انسحب من المفاوضات السياسية.
وفي وقت سابق أفادت مصادر مطلعة أن الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة فشلت في التوصل إلى اتفاق حول البديل الممكن لاستقالة الرئيس هادي والخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة.
وأوضح سياسيون شاركوا في الاجتماعات التي استمرت أكثر من 4 أيام بحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر أن الحوثيين يتمسكون بتشكيل مجلس رئاسي كبديل للرئيس هادي، في حين تمسك ممثلو المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالعودة إلى البرلمان للبت في استقالة الرئيس هادي.
**تواصل الضغط الحوثي**
في غضون ذلك تواصل جماعة الحوثيين حشد أنصارها في قاعة 22 مايو للمؤتمرات الدولية بصنعاء للمشاركة في أعمال ما أسمته بـ“المؤتمر الوطني الموسع” الذي يعقد لليوم الثاني لتدارس التطورات على الساحة اليمنية ولبلورة الرؤى لتجاوز التحديات الراهنة.
ويرى مراقبون سياسيون ان جماعة الحوثيين تهدف من عقد هذا المؤتمر الذي دعا له زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الى الضغط على القوى السياسية الأخرى كي تقبل بشروطها المطروحة في المفاوضات الجارية مع المبعوث الأممي جمال بنعمر والمتمثلة في تشكيل مجلس رئاسة من سبعة أعضاء يكون على رأسه شخصية جنوبية غير الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، مع منح الحصانة لهادي وكل من عملوا معه وضمان مغادرته إلى أي بلد يختاره.
كما تتضمن تلك الشروط تأجيل البت في تقسيم البلاد إلى أقاليم، وإقامة دولة اتحادية مدة خمس سنوات وتشكيل حكومة وحدة وطنية توزع حقائبها بالتساوي بين المكونات السياسية الممثلة في مجلس الرئاسة على أن يتولى المجلس الرئاسي الإشراف على إعداد الدستور وطرحه للاستفتاء وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية.
وبحسب جدول أعمال المؤتمر، فإن جلسته الختامية من المقرر أن تعقد اليوم الأحد، لإعلان البيان الختامي والقرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمر.
وذكرت وكالة أنباء (سبأ) الحكومية التي تدار من قبل جماعة الحوثيين بأن المؤتمر الموسع شكل في جلسته أمس السبت، لجنة لصياغة البيان الختامي والقرارات والتوصيات التي سيخرج بها، مبينة أن اللجنة تضم ممثلين عن أمانة صنعاء وعموم المحافظات بواقع ثلاثة أشخاص لكل محافظة إلى جانب ممثلين عن الشخصيات الأكاديمية والمرأة والمحامين ومنظمات المجتمع المدني.
وأشارت الى أن جلسة يوم أمس ألقيت خلالها عدد من الكلمات أكدت في مجملها أن الشراكة الوطنية هي عنوان ومضمون المرحلة الراهنة وخيار يمني لا رجعة عنه لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع الاستبداد والاستئثار ومحاربة الفساد والإرهاب.
وأوضحت الكلمات بأن اليمن يمر بفراغ دستوري نتيجة التجاوزات التي مورست خلال الفترة الماضية، داعية المشاركين بالمؤتمر “للاضطلاع بمسؤوليتهم في إيجاد مخارج وحلول جذرية عاجلة لإنقاذ البلاد”.
وطالب المتحدثون القوى السياسية كافة بأن تجعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة والخروج باليمن إلى بر الأمان وآفاق السلام والاستقرار ونبذ دعوات التمزيق والتشطير ومحاربة العناصر الإرهابية وتجسيد الشراكة الوطنية الحقيقية التي يمثل مرجعيتها الحوار الوطني ومقرراته وكذا اتفاق السلم والشراكة.
وأشاروا إلى أن المرحلة الراهنة تستدعي من الجميع الالتفاف والوقوف بكل حزم لبناء اليمن الواحد الموحد والتسامح والتصالح والاتجاه نحو التنمية بعيدا عن المناكفات السياسية والحزبية والصراعات القبلية، وحذرت الكلمات من دعوات التمزيق التي تبث سمومها بعض القوى الظلامية فضلا عن مخاطر إثارة النعرات المناطقية والمذهبية والأفكار الهدامة بين أبناء الوطن الواحد الموحد.
**التظاهرات مستمرة**
مديريات صنعاء تخرج في مظاهرات حاشدة رفضا للانقلاب الحوثي
مديريات صنعاء تخرج في مظاهرات حاشدة رفضا للانقلاب الحوثي

ميدانياً شهدت صنعاء امس تظاهرة حاشدة انطلقت من ساحة التغيير بجامعة صنعاء تنديداً بالانقلاب الحوثي وبسيطرة المليشيات على أجهزة الدولة ومؤسساتها وللمطالبة بإطلاق سراح المختطفين واعترضت مليشيات الحوثي المسيرة الحاشدة في جولة القادسية واعتدت على المتظاهرين بالأسلحة البيضاء والهراوات وأطلقت الرصاص الحي لتفريقهم.
وأكد شهود عيان أن مليشيات الحوثي بلباس الأمن مسنودة برجال يلبسون الزي الشعبي اعتدت على المسيرة التي كانت تندد بتدخل المليشيات في الحرم الجامعي والتواجد المسلح في كل مؤسسات الدولة وفرقتها في ساحة التغيير كما طردت وسائل الإعلام من تغطية المسيرة وتم ملاحقتها وفرقتها في الأزقة والحارات ومداخل الشوارع المجاورة.
وتعرضت الناشطتان هويدا المذحجي وفريدة اليريمي وثلاثة من الشباب بجولة القادسية للضرب المبرح والتلفظ عليهم بألفاظ نابية.
وقالت هويدا المذحجي أن مليشيات الحوثي قامت بضربها وجرها من شعرها في شارع مؤد إلى ساحة التغيير اثناء مشاركتها في المسيرة صباح امس.
واختطفت مليشيات الحوثي الناشط فؤاد الهمداني من المسيرة في الوقت الذي لايزال رئيس الاتحاد العام لجامعتي صنعاء وعمران رضوان مسعود مختطفا منذ يوم أمس وكذا الناشط ياسين المليكي.
وفي ذمار تظاهر الآلاف من المناهضين للانقلابيين الحوثيين في المدينة بدعوة من حركة (رفض) التي أعلنت رفضها للمليشيات الحوثية والانقلاب على المؤسسات الشرعية في البلاد.
انطلقت المسيرة عقب وقفة احتجاجية نفذها المشاركون أمام مكتبة الشاعر عبدالله البردوني وسط مدينة ذمار جنوب صنعاء تحت شعار “لا للعنف والإرهاب”، وطالبوا بسحب المليشيات من المدن والمؤسسات الحكومية، وسرعة إعادة هيبة الدولة إلى المدن والمؤسسات التي احتلتها جماعة الحوثي تحت قوة السلاح.
وندد المتظاهرون بما أسموها جرائم الحوثيين واعتداءاتهم على الصحافيين والناشطين بصنعاء، معبرين عن رفضهم الكامل للانتهاكات التي تقوم بها المليشيات المسلحة ضد حقوق الإنسان وحرية التعبير. ودعا بيان عن حركة (رفض) للإفراج عن جميع المعتقلين من الناشطين والإعلاميين والحقوقيين وإغلاق السجون الخاصة التابعة للحوثيين، مطالبا الأحزاب السياسية بوقف الحوار مع جماعة الحوثي حتى يتم تسليم السلاح وإطلاق المعتقلين والخروج من المدن والمؤسسات والمكاتب الحكومية التي احتلوها بقوة السلاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى