> استشهد ناشط في الحراك الجنوبي وأصيب عدد من أفراد قوات الأمن الخاص بينهم مواطنين عقب اشتباكات مسلحة شهدتها منطقة الدباء بمدينة الحوطة محافظة لحج صباح أمس عندما استهدف جنود الأمن الذين كانوا على متن اثنين من الأطقم العسكرية نقطة تفتيش تابعة للحراك الجنوبي بالمدينة في محاولة منهم لرفعها من موقعها بحسب توجيهات صادرة من بعض القيادات بالمحافظة، الأمر الذي تسبب بإغلاق الطريق الرئيسي لعدة ساعات نتيجة للاشتباكات المسلحة بين الجانبين.
وقالت مصادر محلية: “إن أفراد اثنين من أطقم قوات الأمن الخاص أطلقوا الرصاص بشكل مباشر أثناء مرورهم بسرعة على أفراد نقطة يتمركز فيها عناصر الحراك الجنوبي بمنطقة الدباء، والتي تعمل إلى جانب العديد من النقاط التابعة للجان الشعبية على طول الطريق العام الرابط بين عدد من المحافظات الشمالية والجنوبية في حفظ أمن المدينة، ليتبادل الجانبان إطلاق النار، أعقبها وصول تعزيزات تابعة للأمن الخاص قامت بإطلاق الرصاص بكثافة على أفراد النقطة الحراكية، ما أسفر عن استشهاد الناشط في الحراك الجنوبي الشاب صابر صالح الزيدي من أبناء مدينة الحوطة بطلقتين في الرأس والظهر، فيما أصيب ستة أفراد من قوات الأمن بإصابات مختلفة، نُقل بعضهم إلى مستشفيات عدن لتلقى العلاج نظراً لخطورة حالتهم، كما أُصيب مواطن يُدعى رفيق سعيد عبدالله من أبناء لحج يعمل سائق تاكسي أجرة جرّاء الاشتباكات كادت أن تودي بحياته”.
إلى ذلك استهدف مسلحون مجهولون عصر أمس طقماً عسكرياً تابعاً للجيش بعبوة ناسفة انفجرت على مقربة من منطقة بيت عياض على الطريق الواصل إلى المنطقة والتي يوجد بأطرافها حماية عسكرية تابعة للجيش تم استهدافها عدة مرات من قِبل مسلحين مجهولين.
وأشارت مصادر محلية في المنطقة إلى أن “مجهولين استهدفوا طقماً عسكرياً بتفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار، حيث سُمع دويها إلى مسافات بعيدة تسبب في إعطاب الطقم وانقلابه وإصابة عدد من أفراده بإصابات مختلفة نُقلوا على إثرها إلى مستشفيات عدن لتلقى العلاج، حيث لم يعلن أي مصدر عن عدد المصابين جرّاء الحادثة التي وصفت إصابات بعض ضحاياه بالخطيرة”.
وبالعودة إلى الاشتباكات المسلحة بين أفراد نقطة تفتيش الحراك وجنود الأمن تحصلت الصحيفة على أسماء المصابين من أفراد الأمن الخاص جرّاء الاشتباكات التي شهدتها المدينة، وهم: ماجد علي علي السماوي، إسماعيل إسماعيل مجردر، أمين محمد المعزبي، صدام السماوي، مالك أحمد الحيمي، عبدالله حسين صبحان.
وشهدت المدينة عقب الأحداث إغلاقاً تاماً للمحلات التجارية خشية توسع الاشتباكات والاضطرابات في المدينة فيما التزم المواطنين مساكنهم جرّاء الأحداث، كما عبّر عدد من قيادات و نشطاء الحراك الجنوبي بالمدينة عن إدانتهم لتلك الحادثة التي أدت إلى استشهاد أحد نشطاء الحراك الجنوبي والمتمثلة بإقدام أفراد من قوات الأمن الخاص باغتيال الناشط أثناء أدائه لواجبه في خدمة الوطن والهادفة - حسب قولهم - إلى عرقلة جهود أبناء المدينة بمختلف انتمائهم للعمل إلى جانب إخوانهم في اللجان الشعبية من أجل حفظ الأمن ومنع دخول أي سلاح أو جماعات إلى المدينة في ظل ما يشهده الشمال من اضطرابات، وأكدوا أن ما حدث لن يثنيهم عن مواصلة ما بدأوه من عمل في سبيل وطنهم الجنوب.
كما كشفت مصادر مقربة من قيادات في الحراك الجنوبي بالمدينة عن سعي قيادة السلطة المحلية والأمنية لرفع النقطة التابعة للحراك، وهو الأمر الذي يرفضه الجميع، ومشيرا إلى وجود العديد من النقاط التابعة للجان الشعبية على طول الطريق العام لم يمسها أحد، وأن تلك الجهات لجأت إلى استخدام القوة لثني أفراد النقطة الحراكية عن الاستمرار في واجبها الوطني بعد وصولهم إلى طريق مسدود.
وأكدوا أن استشهاد زميلهم لن يزيدهم إلا إصراراً على مواصلة واجبهم في الحفاظ على أمن مدينتهم الحوطة حتى تحقيق شعب الجنوب تطلعاته وغاياته في التحرير والاستقلال.
كما شارك المئات من المواطنين في تشييع جثمان الناشط في الحراك الجنوبي الشهيد صابر الزيدي إلى مثواه الأخير في مقبرة الحوطة بعد الصلاة عليه في مسجد الشيخ سعيد.