لقاء موسع بعدن يناقش تداعيات الانقلاب على الشرعية الدستورية.. تحالف السلطة المحلية والحراك الجنوبي ضد الحوثيين

> عدن «الأيام» خاص

> عقد أمس بعدن لقاء جمع قيادات الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحراك السلمي الجنوبي في المحافظة لمناقشة تداعيات الاحداث التي تشهدها الساحة الوطنية والخروج برؤية موحدة لمواجهة التحديات الامنية ومواجهة ما وصفوه بالانقلاب على الوحدة والشرعية الدستورية وحصار القيادات الجنوبية بصنعاء.
وخلال اللقاء أكد محافظ عدن الدكتور عبد العزيز بن حبتور ان اي قرار لمواجهة الانقلاب يجب ان يكون مدروسا وبمشاركة جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال بن حبتور: هناك اطروحات سقفها عال قد لا يراعي الواقع الذي تشهده اليمن وينبغي التعامل معها، مشيرا الى اهمية الوضع العسكري، مؤكدا قطع الصلة بالانقلابيين وان الامر العسكري بيد قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
واضاف: موقف الجميع رافض للانقلاب وغير معترف ببيان جماعة الحوثيين وان التحديات التي تواجه محافظة عدن اولها تحدي الارهاب وثانيها التحدي الاقتصادي وتأمين معيشة الناس، وقال: علينا ألا ندفع بقرارات يكون مردودها سلبيا ما عدا الموقف السياسي.
وتابع قائلا: نحن رفضنا الانقلاب ومترتباته، وهناك قوى حية وديمقراطية رفضت الانقلاب في المحافظات الشمالية، ينبغي ان يكون موقعنا الجغرافي في مأمن لأن اليمن عبارة عن انساق وعلينا ألا نتهور في اعتبار الانقلاب قضية شمالية فذلك لا يخدمنا اطلاقا.
واكد بن حبتور اهمية التنسيق مع الحراك السلمي وقال: لا يستطيع احد منا ان يقول انا بديل عنك، كما قال لويس السادس عشر “انا الشعب انا الثورة”، وكما يفعل الحوثيون حينما يكررون خطأ وقع قبل 400 سنة.
وخلال اللقاء تقدم ممثلو الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني بعدد من المقترحات لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، منها توجيه مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلي الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية لاطلاعهم على موقفهم الرافض للانقلاب وتحميل جماعة الحوثي مسؤولية تدهور الأوضاع.
كما حمل المشاركون في اللقاء جماعة الحوثي مسؤولية الحفاظ على امن وسلامة رئيس الجمهورية ورفع الإقامة الجبرية عنه وعن رئيس مجلس الوزراء ووزراء الحكومة، مشيرين الى ان كل القوى السياسية والمدنية والعسكرية بمحافظة عدن مازالوا حتى هذه اللحظة يغلبون صوت العقل رغم حالة الغليان الشعبي المتزايدة التي تشهدها تلك المحافظات.
وقدم نائب رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقته للتحرير والاستقلال احمد بامعلم خلال اللقاء رؤية الهيئة لمواجهة التحديات التي تشهدها الساحة الجنوبية وما يمر به شعب الجنوب مع التطورات الخطيرة التي استجدت في الساحة اليمنية بعد الاعلان عما سمي الاعلان الدستوري.
وقال في رؤية الهيئة التي القاها نيابة عن رئيس الهيئة عبدالرحمن علي بن محمد الجفري: ان المخاطر والتحديات تتصاعد وهو ما يضعنا جميعا امام مسئولية تاريخية لتحقيق الاصطفاف الوطني الجنوبي على هدف التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة على الحدود المتعارف بها دوليا.
واضاف: ان التصدي لكل ما يحدث لنا من اخطار تهدد امن بلادنا واستقرارها لن يتأتى الا بوضع الاليات والخطط المدروسة للدفاع عن الجنوب وتجنيبه كل الويلات والكوارث، وان المسئولية لا تقع على كاهل طرف دون بقية الاطراف الجنوبية بل هي مسئولية جماعية منوطة بكل القوى الحراكية الجنوبية والسياسية والسلطات الجنوبية والشرائح المجتمعية في الجنوب.

وتابع قائلا: نرى ان مسئولية ادارة الوضع في الجنوب في هذه المرحلة الخطيرة تكمن في شراكة كل القوى الوطنية الجنوبية لانفاذ ارادة شعبنا، ومن هذا المنطلق نضع لكم رؤيتنا في النقاط الاتية: ان نتعاون جميعا على ادارة الجنوب مدنيا وعسكريا وامنيا والدفاع عن سيادته، وايقاف كل الايرادات المالية في الجنوب الى صنعاء وتوريدها لخزينة الجنوب.
كما تضمنت رؤية الهيئة تحقيق الشراكة الوطنية الجنوبية بين الجنوبيين في مؤسسات السلطات المحلية وقوى الحراك الجنوبي السلمي والاحزاب الجنوبية وذلك لتعزيز الثقة بين الجنوبيين، وتفعيل دور اللجان الشعبية الجنوبية وتجنيد المزيد من شباب الجنوب على المستوى الوطني وتأهيلهم عسكريا وامنيا بما يمكنهم من المساهمة في اداء رسالتهم في المحافظة على امن الجنوب واستقراره.
وقال القيادي الاشتركي قاسم داود: ان هذا اللقاء شبيه بلقاءات ما قبل حرب 94 بعدها حلت على الجنوب كارثة، وعلينا ان نعمل معا، فأمامنا اخطار كبيرة.
واضاف: مشكلة المركز المقدس اكبر من الجماعة السياسية، وما حدث لن يتم التراجع عنه، وان حوار القوى السياسية يمثل اعطاء الجماعة الانقلابية والمركز المقدس غطاء سياسيا لشرعنة الانقلاب.
وتابع قائلا: علينا جميعا العمل على مواجهة الانقلاب والوقوف مع الجنوب لأن الوضع في شمال الشمال سيستمر على هذا المنوال سيذهب الحوثي وياتي شخص وجماعة اخرى.
وطالب داود المجتمعين بتشكيل مجموعة مصغرة للتنسيق من اجل عمل جاد في ظل الظروف التي يشهدها البلد.
وحذر عضو مؤتمر الحوار الوطني زيد علي السلامي من المخاطر التي يواجهها الجنوب بسبب ولاءات الوحدات العسكرية التي لا تخدم الجنوب والموقف العسكري واكد على اهمية موقف الاقاليم الجنوبية المساند للاقاليم الاخرى الرافضة للانقلاب، مؤكدا ضرورة تجنب الاصطفاف المذهبي والعمل في اطار الجنوب.
واتهمت القيادية المؤتمرية وعضو المجلس المحلي بالمحافظة ام الخير الصاعدي ممثلي جماعة الحوثيين بالتملص والتهرب من التزاماتهم بمؤتمر الحوار ونهج جماعتهم المليشاوي على الارض.
وقالت ان المجتمع الدولي في موقف المتفرج بعد اعتقال قيادات الدولة ورئيسها واغتصاب السلطة بقوة السلاح، وطالبت المجتمعين بالتوحد في مواجهة الانقلاب.
من جهته دعا الدكتور عبدالله لملس فروع الاحزاب التي وصفها بالمنبطحة في صنعاء، وانها تتحاور في ظل رئيس تحت الاقامة الجبرية وتوسع جماعة الحوثي على مشارف يافع، دعا قياداتها وقواعدها في الجنوب الى فك الارتباط عنها.
وقال: فكوا ارتباطكم بأحزابكم المنبطحة في صنعاء، فجماعة الحوثي لن تعمل باي نتائج وكم من اتفاقيات وقعت عليها هذه الجماعة وفرت لها غطاء لحروبها على الدولة.
وقال القيادي المؤتمري الدكتور مهدي عبدالسلام: ان اللقاء الوطني الموسع المزمع احتضانه في محافظة عدن ينبغي ان يركز على الخروج بموقف وطني يواجه الانقلاب ويرفع الغطاء عن الانقلابيين ويركز على الجانب الاقتصادي ويدعو التجار الذين تتهدد مصالحهم سيطرة جماعة الحوثي على ميناء الحديدة التوجه الى ميناء عدن دون خوف اوتوجس.
وخلال اللقاء تحدث الشيخ عبدالرب السلامي رئيس حركة النهضة الجنوبية السلمية قائلا: ما حدث في صنعاء انقلاب على المشروع الوطني والوحدة الوطنية وعلى الجميع التفكير بقضية مشتركة اكبر من مشاريعنا السياسية.
واضاف: الان لدينا رئيس معتقل وما حدث يمنحنا فرصة لتشكيل اصطفاف وطني جنوبي، وحال وجود اصطفاف وطني جنوبي لن يتمكن الحوثيون من اختراق الجنوب.
وخلال اللقاء تطرق المشاركون الى عدد من القضايا المتصلة بتوحيد المواقف وشراكة جميع القوى السياسية الجنوبية في حماية الجنوب والتصدي لكل المخاطر والتحديات وتحقيق الامن والاستقرار في المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى