التعليم بمودية أبين.. مدارس مغلقة ونقص في الكادر التعليمي والكتب المدرسية

> استطلاع / حيدرة واقس

> في العام 1943م تم تأسيس أول فصل دراسي من قبل الاستعمار البريطاني في مدينة مودية عاصمة ولاية دثينة قبل العام 1967م، وأشرف على هذا الفصل الأستاذ عبدالله الجنيدي والأستاذ البيحاني، وكان عدد الطلاب 45 طالبا، وفي العام 1948م تم إضافة فصل آخر وعمل في التدريس إلى جانب الجنيدي والبيحاني علي ناصر محمد، ومحمد علي هيثم، ومحمد سليمان ناصر وغيرهم الكثير، وتوسع التعليم بعدها، حيث بنيت المدارس في القرى المجاورة في عام 1968م أي بعد استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.
اليوم مدارس مودية تعاني الكثير من الإهمال والتقصير، نقص في الكادر التعليمي، والمعلمين المتخصصين في المواد العلمية، وكذا نقص في الكتب، وتوقف بعض المدارس عن التدريس تماماً.

مع بداية الفصل الدارسي الثاني استطلعت “الأيام” أوضاع العملية التعليمية في مودية، وأبرز الصعوبات التي تواجهها، وتحد من سير التعليم بالشكل المناسب.
«الأيام» التقت في البدء بمدير مكتب التربية الأستاذ سعيد محمد عبدالله الذي تحدث عن جملة من المشكلات والطموحات لدى المكتب بالقول: “تواجهنا في مكتب التربية عدة مشكلات وصعوبات ميدانية، كعدم وجود فريق متكامل بالتوجيه التربوي، وبعد المسافات بين المدارس والمراكز، وصعوبة نقل الكتاب المدرسي والأثاث من مديرية لودر أو عدن، كما نأمل أن يعاد النظر في عملية توزيع الكتاب المدرسي، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهنا إلا أننا ومنذ استلام المكتب قبل عام قمنا بأعمال عدة، أبرزها إعادة السكرتارية بالمكتب، وتنظيم عمل الأقسام به واعتماد التخطيط الإستراتيجي بشقيه القصير والطويل، وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تدفع بالعملية التعليمية إلى الأمام”، مضيفاً “لقد أولينا - أيضاً - الرعاية للتعليم ما قبل الأساسي لروضة 18 أغسطس، والتي تعتبر الروضة الوحيدة العاملة بالمحافظة على الرغم من نقص التجهيزات الفنية، وهنا أجدها فرصة نتوجه عبر “الأيام” بنداء إلى الجهات ذات الاختصاص بضرورة الاهتمام بهذه الروضة، أيضاً لدينا تطلع مستقبلي إلى بناء روضة للأطفال، ومدرسة للمتفوقين، وذلك للاهتمام بجميع مستويات التعليم الأساسي”.

**مدارس مغلقة**
المعلم علي محمد أحمد تحدث لـ«الأيام» عن المعاناة التربوية التي يواجهونها بالقول: “المعاناة التربوية كثيرة تشمل كل أركان العملية التعليمية، كنقص الكادر التربوي المؤهل في عموم المدارس، وكذا كثرة العوائق التي تواجه سير العملية التعليمية في المدارس، وأبرزها إغلاق المدارس من قبل مالكي الأراضي لوقوعها على أراضيهم، لمطالبات شخصية، بعضها تجاوزت ثلاثة أعوام، ومن المشكلات التي نواجهها أيضاً غياب دور التوجيه التربوي، وعدم تفاعل إدارة التربية بالمديرية مع القضايا التي تسهم بشكل فعال في تطوير العملية التعليمية، وبشكل رئيس نقص المعلمين في المواد العلمية، كالرياضيات والكيمياء وغيرها”.

**تدهور تعليمي كبير**
من جهته تحدث الأستاذ صالح سالم مدرس مادة الكيمياء بثانوية جواس عن بعض المشكلات التي تعاني منها هذه المديرية في الجانب التعليمي بالقول: “في الحقيقة بات الجنوب خلال العشرين السنة الأخيرة يعاني كثيراً في مجالات عدة ومن ذلك التدهور الكبير في العملية التعليمية بشكل عام، غير أن ما يعانيه أبناء مودية فاق كل التصورات، وكاد أجزم أن أبناءنا لا يتلقَّون من التعليم إلا محو الأمية، كما أن المستوى التعليمي لدى طلاب المرحلة الثانوية العامة ضعيف جداً يعكس مدى ضعف العملية التعليمة هنا، وهذا عائد لأسباب عدة أبرزها: عدم وجود إستراتيجية من إدارة التربية لمعالجات تردي التعليم، وغياب التوجيه وتفعيله على الواقع، وكذا المدرس البديل، الذي لعب دورا أساسيا في تدهور التعليم، وخاصة أن البديل عادة يكون مستواه أقل بكثير من المبدل، فضلاً عن غياب الثواب والعقاب في الإدارات، بل إن المسيء يتم التغاضي عنه، والمحسن لا يشار إليه، هذه بعض الأسباب التي أدت إلى تدهور التعليم في مودية، والمصيبة أن كل المدرسين والإداريين والآباء والإدارة المحلية والأهالي يدركون كل هذه العوامل، وأنها السبب الرئيس لانحطاط التعليم في مودية”، مضيفاً: “إن أبناءنا في هذه المرحلة معرَّضون للضياع إما في الأسواق وإما في متاهات الأفكار الهدامة، وإن لم ندرك ذلك وتعمل إدارة التربية إستراتيجة للنهوض بمستوى الطلاب، والتركيز على التعليم الأساسي، كونه أساس التغيير، وإذا ما بدأت التربية بالعمل وبتعاون جميع المعنيين من إداريين ومعلمين وأهالي بالاهتمام بهذا الأمر، وإلا فليبشروا بمزيد من الجهل والتخلف والأمية”.

**غش وفشل **
المواطن محسن مسعود من جهته تحدث عن سير العملية التعليمية بمديرية مودية، وأبرز المشكلات التي تواجهها بالقول: “جميع المدارس في مودية تعاني من نقص كبير في المدرسين والمدرسات، وغياب الاهتمام بمتابعة الطلاب، وهو ما أدَّى إلى تفشي ظاهرة الغش بشكل مخيف بين الطلاب، وزيادة نسبة الفشل فيما بينهم، كما أن المعلمين الموظفين في مدارس بعيدة لا يذهبون إلى مدارسهم، ولهذا نطالب إدارة التربية بمودية بضرورة النزول إلى هذه المدارس لتفقد سير العملية التعليمية، وتفعيل الأنشطة فيها”.
أما المعلم محمد عوض مخشم فقال لـ“الأيام”: “بعد سنوات من غياب التوجيه في المديرية استطاع مكتب التربية والتعليم بالمديرية تشكيل فريق توجيه متكامل لديه كفاءات وخبرات، ويسعى هذا الفريق إلى إيجاد الحلقة المفقودة في العملية التربوية، ومن هنا نشكر كل من دعم هذا الفريق الذي له أهمية كبيرة في تفعيل جانب العمل التربوي والتعليمي للمديرية”.
من اليمين : سعيد محمد عبدالله ، محمد صالح القماد، صالح همام، محسن مسعود، محمد علي أحمد، محمد علي مخشم
من اليمين : سعيد محمد عبدالله ، محمد صالح القماد، صالح همام، محسن مسعود، محمد علي أحمد، محمد علي مخشم

من جهته أشار محمد صالح القمادي، رئيس قسم الإحصاء التربوي إلى “بعض الإحصائيات في مكتب التربية كعدد الموظفين فيه، الذين يصل عددهم إلى 854 موظفا، منهم 709 موظف يعملون في السلك التدريسي، والآخرون إداريين، بالإضافة إلى 44 مدرسة، منها 38 مدرسة أساسية و5 تعليم ثانوي، وواحدة للتعليم الخاص، بالإضافة إلى روضة الأطفال”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى