ازدياد حالة العزلة في اليمن مع إغلاق المزيد من السفارا.. بنعمر: أصبحت أصوات الجنوبيين الذين عانوا لسنوات طويلة من التمييز والتهميش أعلى من ذي قبل

> صنعاء/ نيويورك «الأيام» وكالات

> كان الدبلوماسيون السعوديون والالمان والايطاليون آخر من غادر صنعاء أمس الجمعة في حين تزداد عزلة اليمن مع تعزيز ميلشيات الحوثيين سيطرتهم على العاصمة.
من جهة ثانية، تواجه البلاد ذات الغالبية السنية هجمات متكررة لتنظيم القاعدة الذي استولى الخميس على معسكر للجيش وكميات كبيرة من الأسلحة في محافظة شبوة جنوب اليمن إلى الشرق من صنعاء.
وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول الخميس مجلس الأمن الدولي من أن اليمن “ينهار أمام أعيننا”، داعيا إلى التحرك لوقف انزلاق هذا البلد نحو الفوضى.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية الجمعة أن المملكة علقت أعمال سفارتها في اليمن وأجلت دبلوماسييها بسبب “تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في صنعاء”.

والسعودية هي أول دولة عربية تخلي سفارتها بعد عدد من الدول الغربية.
ودانت السعودية مثل باقي دول مجلس التعاون الخليجي ما وصفته بانه “انقلاب” في اليمن عندما أعلن الحوثيون قبل اسبوع حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي يتولى السلطة التنفيذية.
ويجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون اليوم السبت في الرياض لبحث الأزمة في اليمن.
وبالمثل أعلنت المانيا وايطاليا أمس الجمعة إجلاء دبلوماسييهما من اليمن وإغلاق سفارتيهما موقتا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية “قررنا أمس الأول (الخميس) إغلاق سفارتنا في صنعاء موقتا”، موضحا أن “كل الطاقم غادر الأراضي” اليمنية. وأضاف أن الوضع السياسي الحالي في اليمن أصبح على درجة من الخطورة “غير مقبولة إطلاقا” للعاملين.
وفي روما، ذكرت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان أنها “قررت إغلاق السفارة الايطالية في صنعاء موقتا بعد تسارع الأحداث في البلاد والتفاقم التدريجي للظروف الامنية”. وأضافت أن “السفير (لوتشيانو) غاللي وجميع اعضاء السفارة يعودون بأمان في هذا الوقت إلى ايطاليا”.
وتابع أن الوزارة “تأمل في أن تتيح جهود الوساطة التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر عودة الظروف الأمنية الكفيلة السماح في أسرع وقت بعودة الموظفين الديبلوماسيين إلى اليمن”.
وكانت السفارة الايطالية في صنعاء أقفلت الثلاثاء مكاتبها أمام الجمهور، ونصحت وزارة الخارجية الايطاليين بعدم السفر إلى اليمن ومن هم فيه إلى المغادرة.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أعلنت هذا الاسبوع إغلاق سفاراتها، كما أغلقت هولندا سفارتها في صنعاء.
مساء الخميس، عرض الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن نتائج زيارته إلى السعودية والامارات حيث أجرى محادثات ركزت على “منع حرب أهلية في اليمن”، كما قال.
وأضاف بان كي مون أمام أعضاء المجلس الخمسة عشر أن “اليمن ينهار أمام أعيننا، ولا يمكن أن نقف جانبا ونتفرج”، مضيفا “يجب أن نقوم بكل شيء لمساعدة اليمن على تجنب الانهيار”.
ولفت بان إلى “التحديات” التي يواجهها اليمن، مشيرا في هذا السياق إلى “أزمة سياسية خطيرة” و «توترات انفصالية متزايدة في جنوب” البلاد و «أزمة انسانية خطيرة” تطال 16 مليون شخص.
وأكد الأمين العام أن كل هذه التحديات تشكل “خطرا على السلم والأمن الاقليميين والدوليين”.
ودعا بان إلى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها مبعوثه إلى اليمن الذي يبذل جهودا لاستئناف المفاوضات بعد سيطرة الحوثيين الشيعة على السلطة اثر استقالة الرئيس عبد ربه هادي منصور والحكومة.
وقال بن عمر للمجلس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة “اليوم يقف اليمن على مفترق طرق، إما الانزلاق إلى حرب أهلية والتفكك أو أن البلاد ستجد سبيلا لتطبيق الانتقال” السياسي.

وأضاف “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي في الأيام المقبلة، هناك مخاطر فعلية أيضا لانهيار الريال” ما سيؤدي إلى تخلف البلاد عن الدفع او تسديد الرواتب. وأضاف “قد يجد عشرات آلاف الأشخاص انفسهم بدون وظيفة”.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إن الوضع في محافظة مأرب الغنية بالنفط متوتر للغاية، وأغلب اليمنيين متخوفون من اندلاع مواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل في أي لحظة، وفي الجنوب، يسود وضع غير مستقر. وأصبحت أصوات الجنوبيين، الذين عانوا لسنوات طويلة من التمييز والتهميش، أعلى من ذي قبل، وعادت كثير من تلك الأصوات للمطالبة بالانفصال.
وأكد أن الأمم المتحدة ورغم الصعوبات “لن تغادر البلاد وتؤكد مجددا التزامها بمساعدة اليمن”.
وقال “رغم كل العراقيل، لا يزال بامكان اليمنيين النجاح” في عملية الانتقال الديموقراطي التي بدأت بعد تخلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة اثر ثورة شعبية في 2012.
وأكد مشاركون في جلسة حوارية عقدت مساء الاربعاء أن المحادثات لم تحقق أي اختراق مع تمسك الحوثيين بالإعلان الدستوري الذي اصدروه في 6 فبراير وحلوا بموجبه البرلمان مع تشكيل لجنة أمنية لإدارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي.
ويواصل الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء والمحافظات الشمالية هجومهم في وسط البلاد حيث استولوا الثلاثاء على البيضاء، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.
وتنظم تظاهرات شبه يومية احتجاجا على سيطرة الحوثيين في صنعاء وغيرها من المدن.

**مسؤولون أمريكيون: إغلاق
السفارة يضر بمكافحة الإرهاب**
وقال مسؤولون أمريكيون أمس الأول الخميس إن إغلاق السفارة الأمريكية في اليمن أضعف قدرة أمريكا على تنفيذ عمليات في جهود مكافحة الإرهاب في الدولة التي أصبحت على شفا الحرب الأهلية.
وأقر المسؤولون الشهر الماضي بأن مثل هذه العمليات بما في ذلك استخدام طائرات بدون طيار ضد أهداف تابعة للقاعدة أصبحت صعبة بسبب تعثر حصول الوكالات الأمريكية على المعلومات المخابراتية التي تحتاجها على الأرض لادارة العمليات.
واعترف المسؤولون بأن إخلاء السفارة يقوض على نحو آخر عمليات مكافحة الإرهاب. لكن المسؤولين قالوا إن بعض العاملين في مجال مكافحة الإرهاب ما زالوا في اليمن وما زال بمقدورهم تنفيذ عمليات رغم الفوضى التي تجتاح البلاد في اعقاب استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وتشن الولايات المتحدة منذ سنوات حملة ضد جناح تنظيم القاعدة في اليمن وهو واحد من أخطر فروع التنظيم.
وذكرت مصادر حكومية امريكية أنه تم تنفيذ ضربتين بطائرات بدون طيار ضد أهداف تابعة للقاعدة في اليمن منذ اطاح الحوثيون بالرئيس واستولوا على المباني الحكومية الشهر الماضي بما في ذلك المكاتب التي تضم أجهزة الأمن والمخابرات.
ولن يناقش المسؤولون تفاصيل استمرار الوجود الأمريكي في اليمن. وتنشر الولايات المتحدة مستشارين في قاعدة جوية يمنية في الجنوب ونفذت ضربات بطائرات بدون طيار في اليمن من قاعدة عبر الحدود الشرقية في السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى