3000 ريال أو 3000 دولار.. يعتمد !
>
لله في خلقه شؤون.. هذا حال الدنيا، فيه الحلو وفيه المر.. فيه الصيف وفيه الشتاء.. فيه الشاكر وفيه الجاحد.. صادفت الشاب الطيب (م.ع.غ) في شارع من شوارع كريتر الطيبة، وبعد السلام والسؤال عن الحال وعن الوالدين قال لي: أستاذ نجيب.. أنت أبونا وأنت قدوتنا.. قلت له: هذا من أصلك.. قال لي: يا أستاذ شر البلية ما يضحك، وضحك.. قلت: نعم.. ما خلفية هذا البيان.. قال: هناك بيت تجاري صاحبه شحيح.. وكان معي تقارير طبية لمريضة سرطان معروفة لدى الأسرة وأحجمت عن الذهاب إلى ذلك البيت.
حملت التقارير إلى بيت تجاري معروف بالإحسان وتجشمت عناء المشوار لأكون وسيط خير أو دالا على الخير وهو يوازي فاعل الخير، وهذا من قيم إسلامنا، تمنيت على صاحب هذا البيت التجاري أن يرفع أمرا بإصدار ثلاث تذاكر مثلا بأسماء المريض والمرافقين جريا على عادة هذه البيوت في تعاملها مع مكاتب شركات الطيران.. وإن لم يكن ذلك تمنيت لو أن صاحب هذا البيت حرر شيكا للمريضة أو طلب حضورها أو صاحب صلة قرابة مباشرة منها (زوجها أو ابنها).. قلت: هذا كلام سليم.. ما الذي حدث؟. قال الشاب المشهود له بحسن خلقه: فوجئت بأمر صاحب البيت وقد أخجل تواضعي بكرمه الحاتمي عندما أمر الدائرة المالية بدفع مبلغ قدره ثلاثة آلاف ريال لمساعدة المريضة في مواجهة تكاليف العلاج في الخارج.. قلت له: كيف تصرفت؟ قال وهو يضحك: كان علي أن أحافظ على ماء وجهينا (وجهي ووجه صاحب البيت) فتوجهت على الفور إلى باب المؤسسة وغادرتها دون أن أطرق باب المدير المالي.وختم قائلا: يا أستاذ نجيب لقد قدمت لك نشرة الأخبار تاركا لك التعليق.
قلت له: 3000 ريال أو 3000 دولار تحدده عوامل معينة، فقد يكون المبلغ بالدولار تحدده مصلحة صاحب الأمر بربه، لأن الـ(3000) دولار ستضرب في عشرة في حسابات الرحمن، وقد يكون المبلغ بالدولار تحدده مصلحة صاحب الأمر بمرافق معنية بمصالحه: مثل الإسكان، هيئة الاستثمار، هيئة المنطقة الحرة، مكتب الأمن بمختلف مسمياته أو وحدة عسكرية بمختلف مسمياتها أو عيار الوسيط.
الأمر متروك لصاحب الأمر على قاعدة “من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها”، واسمح لي أن أقول كلمة أخيرة: إن صاحب هذا البيت عرفناه متفاعلاً مع قضايا المرضى والمنكوبين أو المحتاجين، وأستغرب أن يكون ذلك ردة فعله مع قضية حساسة مثل ما ذكرت.. التجاوب في القضية المذكورة لم يكن مشجعا على الإطلاق رغم معرفتي به كريماً في مثل هذه القضايا أو غيرها.. لا يسعني إلا أن أقول لك: ولله في خلقه شؤون، رد علي: أشكر سعة صدرك وحسن نصحك، ونسأله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه الخير.. آمين!!.
كتب / نجيب محمد يابلي
لله في خلقه شؤون.. هذا حال الدنيا، فيه الحلو وفيه المر.. فيه الصيف وفيه الشتاء.. فيه الشاكر وفيه الجاحد.. صادفت الشاب الطيب (م.ع.غ) في شارع من شوارع كريتر الطيبة، وبعد السلام والسؤال عن الحال وعن الوالدين قال لي: أستاذ نجيب.. أنت أبونا وأنت قدوتنا.. قلت له: هذا من أصلك.. قال لي: يا أستاذ شر البلية ما يضحك، وضحك.. قلت: نعم.. ما خلفية هذا البيان.. قال: هناك بيت تجاري صاحبه شحيح.. وكان معي تقارير طبية لمريضة سرطان معروفة لدى الأسرة وأحجمت عن الذهاب إلى ذلك البيت.
حملت التقارير إلى بيت تجاري معروف بالإحسان وتجشمت عناء المشوار لأكون وسيط خير أو دالا على الخير وهو يوازي فاعل الخير، وهذا من قيم إسلامنا، تمنيت على صاحب هذا البيت التجاري أن يرفع أمرا بإصدار ثلاث تذاكر مثلا بأسماء المريض والمرافقين جريا على عادة هذه البيوت في تعاملها مع مكاتب شركات الطيران.. وإن لم يكن ذلك تمنيت لو أن صاحب هذا البيت حرر شيكا للمريضة أو طلب حضورها أو صاحب صلة قرابة مباشرة منها (زوجها أو ابنها).. قلت: هذا كلام سليم.. ما الذي حدث؟. قال الشاب المشهود له بحسن خلقه: فوجئت بأمر صاحب البيت وقد أخجل تواضعي بكرمه الحاتمي عندما أمر الدائرة المالية بدفع مبلغ قدره ثلاثة آلاف ريال لمساعدة المريضة في مواجهة تكاليف العلاج في الخارج.. قلت له: كيف تصرفت؟ قال وهو يضحك: كان علي أن أحافظ على ماء وجهينا (وجهي ووجه صاحب البيت) فتوجهت على الفور إلى باب المؤسسة وغادرتها دون أن أطرق باب المدير المالي.وختم قائلا: يا أستاذ نجيب لقد قدمت لك نشرة الأخبار تاركا لك التعليق.
قلت له: 3000 ريال أو 3000 دولار تحدده عوامل معينة، فقد يكون المبلغ بالدولار تحدده مصلحة صاحب الأمر بربه، لأن الـ(3000) دولار ستضرب في عشرة في حسابات الرحمن، وقد يكون المبلغ بالدولار تحدده مصلحة صاحب الأمر بمرافق معنية بمصالحه: مثل الإسكان، هيئة الاستثمار، هيئة المنطقة الحرة، مكتب الأمن بمختلف مسمياته أو وحدة عسكرية بمختلف مسمياتها أو عيار الوسيط.
الأمر متروك لصاحب الأمر على قاعدة “من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها”، واسمح لي أن أقول كلمة أخيرة: إن صاحب هذا البيت عرفناه متفاعلاً مع قضايا المرضى والمنكوبين أو المحتاجين، وأستغرب أن يكون ذلك ردة فعله مع قضية حساسة مثل ما ذكرت.. التجاوب في القضية المذكورة لم يكن مشجعا على الإطلاق رغم معرفتي به كريماً في مثل هذه القضايا أو غيرها.. لا يسعني إلا أن أقول لك: ولله في خلقه شؤون، رد علي: أشكر سعة صدرك وحسن نصحك، ونسأله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه الخير.. آمين!!.