أهمية رياض الأ طفال في التنشئة السليمة.. رياض الأطفال بعدن بين الماضي والحاضر

> لقاء / فردوس العلمي

> رياض الأطفال في عدن أحد أهم الصروح التربوية التي تعمل على إنشاء الأجيال وإعدادهم وتسليحهم بالمفاهيم التربوية والتعليمية وهي الخطوة الأولى لهم قبل الولوج إلى معترك التعليم وتعمل رياض الأطفال على تهيئة الأجواء للأطفال وإعداهم الإعداد الجيد والسليم للانتقال إلى التعليم الأساسي، ومن ثلاث رياض تعني بأبناء الجاليات الأجنبية في عدن إلى 12 روضة أطفال تخدم أبناء عدن كافة «الأيام» التقت بالأستاذة شيخة أحمد ناصر مديرة رياض أطفال عدن سابقا لتسليط الضوء على هذا المنبر التربوي والتعليمي .
الطابور الصباحي للروضة
الطابور الصباحي للروضة

حصة النشاط المفتوح في روضة صيرة
حصة النشاط المفتوح في روضة صيرة

تحدثت أ/ شيخة أحمد ناصر عن أهمية رياض الأطفال قائلة: “هي مؤسسات تربوية تنموية لها دور فاعل، ومؤثر في تنشئة الطفل وإكسابه فن الحياة، وهي امتداد لدور الأسرة وإعداده للمدرسة النظامية،فالروضة توفر للطفل الرعاية بكل صورها وتحقق متطلبات نموه وتشبع حاجاته وتتيح له فرص اللعب المتنوعة ليكتشف ذاته، ويعرف قدراته ويعمل على تنميتها ويتشرب ثقافة مجتمعية فيعيش سعيدا متوافقا مع ذاته ومجتمعه، ولا تهدف الرياض إلى تعليم الطفل القراءة والكتابة، وإنما تعمل على تنمية مهارات الطفل المختلفة، فلا مجال للحصص والدروس والواجبات المنزلية لأنها أعمال لا تناسب هذه المرحلة من العمر، خاصة وأن مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة ممهدة للتعليم الأساسي، وذلك لإسهامها في بناء شخصية الطفل ورسم الخطوط الأولى لسماته ومقوماته، حيث تتعهد بالرعاية لينمو نموا متوازنا وتلبي احتياجاته بكل الحب والعطف ويغمره الشعور بالأمان والاستقلال”.
شيخة أحمد ناصر
شيخة أحمد ناصر

وتقول “تهدف رياض الأطفال إلى التنمية الشاملة المتكاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية مع الأخذ بعين الفروق الفردية ، وتنمية مهارات الأطفال اللغوية والعددية والفنية من خلال الأنشطة الفردية والجماعية، وتهدف أيضا إلى إنماء القدرة على التفكير والابتكار والتخيل، والتنشئة الاجتماعية والصحية السليمة، تلبية لحاجات ومطالب النمو الخاصة بهذه المرحلة من العمر لتمكن الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية كما تهدف إلى مساعدة الطفل على تكوين قيم روحية وعلى اكتساب سلوكيات راقية ومتحضرة، وذلك من خلال دروس وقصص نظرية وعلمية في التربية الدينية كسلوكيات، كما تعويد الطفل على النظام وتكوين علاقات إنسانية مع المعلمة والزملاء”.
أطفال روضة البراعم في رحلة بحرية
أطفال روضة البراعم في رحلة بحرية

أطفال روضة الصهاريج
أطفال روضة الصهاريج

وعن نشأة رياض الأطفال وتاريخها في عدن تقول “نشأت إبان الاستعمار البريطاني لخدمة أطفال الجالية الأجنبية، واقتصر وجودها في عدن كمركز رئيسي للسلطة البريطانية، ولم يزيد عددها على ثلاث رياض فقط، وكان الالتحاق بها محدودا جدا ولكن بعد الاستقلال بدأ الاهتمام بإنشاء رياض الأطفال والتوسع فيها، وكان ذلك ضمن الاهتمام الشامل للدولة الفتية بقضية التربية والتعليم، وفي الوقت نفسه كان للمنظمات النسوية الموجودة آنذاك دور ملموس تجسد في إنشاء الرياض الأهلية حيث كان العمل التربوي فيها يسير باجتهادات ذاتية.. ولم يكن لها منهج أو برنامج تربوي تسير به عملها”.
وتضيف “في بداية السبعينات صدر قانون التربية والتعليم رقم (26)لعام(1972م) والذي على أساسه صدر قانون خاص لرعاية الطفولة، و حدد وزارة التربية والتعليم كجهة مسئولة على رياض الأطفال، بموجب تلك القوانين، وأصبحت الرياض حلقة أساسية من حلقات السلم التعليمي العام، كما نظم قانون رعاية الطفولة آنذاك تمويل وتشغيل الرياض حينها لضمان استمراريتها وتوفير مستلزماتها، حيث أصدرت الدولة قرارا بإنشاء (وديعة صندوق الطفل )والتي تعتمد إيراداته في الأساس على استقطاع (100فلس شهريا ) من راتب الموظف، إضافة إلى ما تدفعه أسرة الطفل الملتحق بالروضة (دينار فقط كرسوم) وكان لهذه الوديعة دور كبير وواضح في التوسع الذي شهدته الرياض كما ونوعا، حيث شيدت الرياض الحديثة وفق التصاميم التربوية المناسبة وزودت الرياض بالأثاث والألعاب الميدانية والتعليمية والوسائل المتنوعة المتصلة بالعمل التربوي وكذا توفير وجبة غذائية خفيفة مناسبة وكأس حليب، كما عملت الوديعة على تغطية نفقات التأهيل والتدريب للمربيات..(أثناء الخدمة) لعدة دورات متتالية يتحصلن المربيات على (دبلوم رياض أطفال) ولرفد الرياض بالمربيات المؤهلات تم فتح قسم خاص برياض الأطفال في معهد المعلمات والمعلمين (قبل الخدمة)، وبذلك استطاعت الرياض القيام بدورها كمؤسسات تربوية تقدم الرعاية التربوية والصحية والاجتماعية والنفسية بأسلوب علمي متطور وبكوادر مدربة، ومن المفيد أن نذكر بأن تم وضع وثيقة تربوية هامة من قبل مختصين يمنيين (البرنامج التربوي العام ) والذي منه وعلى أساسه وضعت الأدلة التربوية المساعدة لمربية الروضة، كما أتيحت الفرصة لعدد من القيادات والمديرات لزيارة عدد من البلدان للاطلاع على تجاربها وتنظيم برامج تبادل الخبرات، و كل هذا كان ساريا إلى قبل عام 1990م”.
استقبال  أطفال روضة البراعم لرئيس الوزراء ومحافظ عدن أثناء زيارته  لمجمع حمزة
استقبال أطفال روضة البراعم لرئيس الوزراء ومحافظ عدن أثناء زيارته لمجمع حمزة

من اعمال اطفال  روضة صيرة
من اعمال اطفال روضة صيرة

وعن الوضع الرياض الحالي في عدن تقول: “وعلى الرغم من إنهاء وديعة صندوق الطفل التي كانت تعتمد عليها الرياض، وبعد إنهائها أصبحت بدون موازنة تشغيلية إلا أن الرياض في عدن واصلت مسيرتها، وذلك بفضل التفاف الكثير من الأسر، حيث اتفقوا على رفع رسوم الأطفال إلى (500ريال شهريا) والتزامهم بتوصيل أطفالهم إلى الرياض، هذا بحد ذاته خفف من المعاناة، وساعد الرياض في مواصلة مسيرتها التربوية والتي تتطور يوما عن يوم بفعل جهود قيادتها التربوية سواء في المحافظة أو في الرياض نفسها، ولن ننسى الدور التربوي المؤثر لفريق التوجيه الفني لرياض الأطفال والذي ساعد في استمرار العملية التربوية الناجحة في الرياض رغم وجود كل الصعوبات الكثيرة”.
وعن أهم الصعوبات تقول: “نقص عدد الرياض 12 روضة فقط والتي تستوعب أقل من 5 % من الأطفال في سن الروضة وتحويل بعض الرياض إلى مدارس (روضة المستقبل المعلا مع أن تصميمها روضة وليس مدرسة)، روضة الشعب مدينة الشعب، عند إعادة بناء الرياض لأن هناك اهتمام بسعة الشعبة، وعدد الشعب مثلا روضة أروى كانت تحتوي على أكثر من (15) غير الإدارة والمسرح وقاعات النشاط والمرفقات الأخرى الآن (6 شعب فقط)، الضياء كانت (10شعب)، غير المرفقات أصبحت ( 6 شعب صغيرة)، الشموع مديرية البريقة كانت (أكثر من (15شعبة) أصبحت (6 شعب صغيرة)والبراعم، المعلا كانت فيها أكثر من (15)أصبحت (7 صغيرة) عدم توفر أثاث حديثة، وألعاب ميدانية في معظم الرياض أثاثها منذ 1975م”.
وتضيف: “وجود موازنة تشغيلية ستعيد للرياض مجدها وتساعدها في تنظيم برامج تربوية فاعلة ومتنوعة للأطفال والمربيات، وتساعد في انتشار الرياض بكل مقوماتها التربوية في كل حي ومدينة سكنية”.
في ختام هذا اللقاء تؤكد “أن كل شيء في عدن طاله التغيير والطمس، ومن هذه التغيرات والطمس استبدال الزي الرسمي للروضة المتعارف عليها منذ تأسيس رياض الأطفال بعدن بزي آخر وكذا رفع رسوم الأطفال حيث قام الكثير من الأسر بمنع أطفالها من ارتداد الروضة لهذا لابد من توفير موازنة تشغيلية
للرياض الأطفال حتى تتمكن الأسر الفقيرة من الاستفادة من هذه الخطوة التربوية الهامة في حياة الأطفال التعليمية والتربوية”.
أطفال روضة الصهاريج في زيارة للتعرف على معالم عدن
أطفال روضة الصهاريج في زيارة للتعرف على معالم عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى