واحة اللغة العربية

> كتب / د. محمد الصماتي

> ورد إلى بريد الصحيفة سؤال من السائل غالب محمد السميعي يسأل عن الترادف في اللغة.
شغل علماء اللغة بقضيةِ الترادف في اللغة؛ إذ أشاروا إليها مبكرًا في مصنفاتهم، فهذا سيبويه يذكر هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر اللغوية كالمشترك اللفظي والتضاد في اللغة؛ إذ يقول: “واعلم أن من كلامهم، اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين”.
فالأصل في اللغة أن يوضع اللفظ الواحد للمعنى الواحد، لكن ظروفًا تنشأ في اللغة تؤدي إلى ظهور ألفاظ عديدة تحمل معنى واحدًا، أو كما يقول قطرب (ت206): “اختلاف اللفظين والمعنى متفق واحد وذلك مثل: عير وحمار، وذئب وسِيْد، وجلس وقعد”.
والحقّ أنه لم تَغنَ لغة بمثل ما غنيت به اللغة العربية من تعدد المفردات الدالة على معنى واحد، وهو ما عرف باسم (المترادف)، وهو موجود في غير اللغة العربية، لكن اللسان العربي قد فاق غيره من الألسنة في كثرة الألفاظ المترادفة حتى قيل إن سبب تضخم المعجم العربي يعود إلى كثرةِ الترادف في اللغة العربية.
وبالغ بعض علماء اللغة في جمع تلك الألفاظ المترادفة التي تدل على معنى واحد، فهذا أبو الحسن الرماني ألف كتابًا عنوانه (الألفاظ المترادفة) والأصمعي ألف كتابًا عنوانه (ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه).
وكان حفظ هذه الألفاظ يعد فخرًا، فقد روي أن الرشيد سأل الأصمعي عن شعر لابن حزام العكلي، ففسره، فقال: يا أصمعي إن الغريب عندك لغير غريب، فقال: يا أمير المؤمنين ألا أكون كذلك، وقد حفظت للحجر سبعين اسمًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى