رثاء الشعب

> قصيدة شعرية للشاعر الراحل محمد محمود الزبيري

> ما كنتُ أحسِبُ أني سوفَ أبكيهِ
وأنّ شِعْري إلى الدنيا سينعيهِ
وأنني سوف أبقى بعد نكبتهِ
حيّاً أُمزّق روحي في مراثيه ِ
وأنّ من كنتُ أرجوهم لنجدتهِ
يومَ الكريهةِ كانوا من أعاديهِ
ألقى بأبطاله في شرّ مهلكةٍ
لأنهم حقّقوا أغلى أمانيهِ
قد عاش دهرًا طويلاً في دياجرهِ
حتى انمحى كلّ نورٍ في مآقيهِ
فصار لا الليلُ يُؤذيه بظلمتهِ
ولا الصباحُ إذا ما لاح يهديهِ
تكتّلتْ قوّةُ الدّنْيا بأجمعها
في طعنةٍ مزّقتْ صدري وما فيهِ!
بالأمسِ كانت على الطغيان شامخةً
تجلوه عارًا على الدنيا وتُخزيهِ
وكلِّ طاغيةٍ لو نرتضي معهُ
خِيَانَةَ الشعبِ جاءتْنا تهانيهِ
وكلِّ أعمًى أردنا أن نردّ لهُ
عينيه، فانفجرت فينا لياليهِ !
وكلِّ بوقٍ أصمِّ الحسِّ لو نَبَحَتْ
فيه الكلابُ لزكّاها مُزَكيّهِ
وألَّبوا الشعبَ ضدَّ الشعبِ واندرأوا
عليه من كلّ تضليلٍ وتمويهِ
يا شَعْبَنا نصفَ قرنٍ في عبادتهمْ
لم يقبلوا منكَ قُرباناً تُؤدّيهِ
رأى الطغاةُ بزن الخوف يقتلهُ
وفاتهم أن عنفَ الحقدِ يُحييهِ
قالوا انتهى الشعبُ إنا سوف نقذفهُ
إلى جهنّمَ تمحوه، وتُلغيه ِ
الشعبُ أعظمُ بطشًا يومَ صحوتهِ
من قاتليه، وأدهى من دواهيهِ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى