تعز والمناطقية والمشروع الوطني الجامع

>
كتب / محمد مقبل الحميري
كتب / محمد مقبل الحميري

لست أدري لماذا يتحسس البعض من تعز عندما يلتقي أبناؤها لمناقشة الشأن المحلي فيتطوع البعض لوصفهم بالمناطقية، ويصمهم البعض الآخر بالطائفية، وللأسف بعض أبناء تعز يجاري مرضى النفوس ويتكلم على إخوانه ركوبا للموجة التي تستهدف تعز وثقافتها وإرثها الحضاري المتسامح ليثبت للآخرين أنه بريء من هذه التهم التي هي ظالمة بالأصل.
وتصحيحا للمفاهيم لمن يبحث عن الحقيقة فإن أبناء تعز عندما يجتمعون لأمر ما سواء محلي أو على مستوى الوطن فإنهم لا يتآمرون على أحد، بل ويحملون الهمَّ الوطني في يقظتهم ومنامهم، في اجتماعاتهم وخلوتهم، وعندما نقول أبناء تعز فإننا لا نعني فصلا عنصريا أو سلاليا أو مذهبيا، ولكننا نعني كل من يسكن على أرض تعز بغض النظر عن مذهبه أو لهجته أو منطقته الأصل، ولتتأكدوا من صدق مقالي تصفحوا أسماء من نجحوا في الانتخابات ومثلوا تعز في المجالس البرلمانية والمحلية ستجدونهم يمثلون كل الأطياف اليمنية ابتداء بالهاشميين وانتهاء بمن يسمون بالمهمشين، والجميع يعيشون بحب وإخاء دون أية حساسيات.
أيها المتحسسون من تعز واجتماع أبنائها أرجو أن تعيدوا حساباتكم وفقا للمعيار الوطني المجرد من الحسابات الضيقة، وستجدون أن تعز تحمل هم الوطن، وأن أبناء تعز عبر التاريج في مقدمة مشعلي الثورات الوطنية، وأول من يقدمون التضحيات دون حساب للمصالح الضيقة، فيجب أن تثقوا أن اجتماع أبناء تعز دائما يحمل الخير للوطن كل الوطن، فلا قلقوا، ولن يؤتى الوطن من قبلهم، كما أرجو ألا تخلطوا بين النظام الاتحادي والأقاليم التي توافق عليها كل قوى المجتمع وبين المناطقية.
فالنظام الاتحادي نظام معمول به عالميا وأقوى الدول في العالم هي الدول الاتحادية، وخير مثال على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وغيرهما، لأن مواطنيها يشعرون بالمشاركة في السلطة والثروة، ولذلك تستقر الدولة الاتحادية، بينما الدولة المركزية هي الأكثر عرضة للاهتزاز والتفكك، ولكم العبرة بما حل بالاتحاد السوفياتي من تفكك خلال سنوات قصيرة.
وعندما نتمسك بإقليم الجند فإننا نتمسك بهويتنا اليمنية ووحدتنا الجامعة، والأقاليم هي نظام إداري، بينما الجيش واحد والسياسة العامة واحدة، ولا يرفض ذلك إلا أناس غير مطلعين على النظام الفدرالي وأسسه وقواعده، أو آخرون استعذبوا الاستحواذ على خيرات الوطن ومقدراته على حساب بقية إخوانهم، ويريدون الاستمرار بهذا الاستحواذ والإقصاء لغيرهم، فيرفعون أصواتهم بالرفض للفدرالية بمبرر الحرص على الوطن، فنقول لهم إن أخطر ما يهدد الوطن هو الظلم والإقصاء والتهميش وعدم إرساء دعائم المواطنة المتساوية، أما العدل والشراكة في السلطة والثروة فإنهما الضامن الحقيقي لاستقرار الوطن واللحاق بركب الحضارة.
وخلاصة القول نقولها من أعماق قلوبنا بملء الفم إننا أبناء تعز يمانيون وطنيون مؤمنون أن قوة أبناء الوطن بتوحدهم وبناء وطن يسوده العدل والمساواة والشراكة في السلطة والثروة، وأن أبناء تعز جزء من هذا النسيج الوطني الأصيل الممتد من المهرة إلى صعدة، مهما زايد المزايدون، فهذا السلوك جزء من عقيدتنا وديننا الذي ندين لله به.
* عضو مجلس النواب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى