لو كان علي وعلي كما سالم وعبدربه

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد

الرئيس أو حتى القائد الذي أصبح يتجمع حوله مناصرون أو جماهير غفيرة، أو أقل من غفيرة، ارتبطت به وجعلت مصيرها مرتبطا بمصير رؤسائهم أو قادتهم الذين يتصدرون الصفوف لقيادة الجماهير في البلاد هم وقادتهم أو رؤساؤهم في خندق واحد ويواجهون مصيرا واحدا. والقيادة التي يتصدرها الرئيس أو القائد تواجه أعاصير الاختلافات والنزاعات على السلطة، كما أن الرئيس أو القائد في مثل هذه الحالات لابد له من التمسك بحقه في كرسي الرئاسة ليس حبا في الكرسي ولكنها مسألة مبدأ.. وهذا ما سيضطره إلى مواجهة الخارجين عن طاعته أو الطامعين في إقصائه والسيطرة على السلطة التي كانوا محرومين منها.
وتبدأ المواجهة بين الرئيس أو القائد والمناوئين له في الطرف الآخر الذين هم بالمقابل يستندون إلى منظمات وأحزاب خارج إطار قاعدة الجماهير الواسعة المتعاطفة والمساندة للرئيس.
من خلال التجارب التي مرت بها بلادنا والمحطات الساخنة التي كانت ميدان الصراع المباشر بين الرئيس والمعارضة أو المعارضين له، قد يتطلب الأمر منا توضيح هذه النقطة التي قلنا إن الصراع بين الرئيس والمعارضين له وعدم ذكر وجود معارضة سياسية بقدر ما صادف أن المواجهة بين الرئيس والمعارضين له في إطار تجمعهم كرئيس وقائد في كفة والمعارضون له في الكفة الأخرى كمعارضين سياسيين.. فإذا سادت كفة المعارضين أو المعارضة وضعف موقف الرئيس أو القائد، فإلى ماذا قاد ذلك، وإلى أي مدى بلغته تلك المواجهة في الأعوام 1986م و1994م.
نقول ذلك لما لحق بنا من آلام وأوجاع أوصلتنا إليها تلك الأحداث في نهاية المشهد.. وما قد حدث في تلك الأيام من الزعماء أو القادة، فمنهم من آثر سلامة نفسه وحياته وخرج من الساحة وحقق الهروب إلى خارج الوطن.. وقد عرفنا العديد منهم من الذين ترك أنصاره ومؤيديه في مهب الريح وآثر حياته وسلامتها على ما سيواجهه المؤيدون والمناصرون له.
وكما ذكرنا في عنوان هذه المادة أن (العليين) اللذين كانا في مواجهة يوم 13 يناير 1986م المشؤوم كغريمين خرجا من البلاد في أوقات متفاوتة ومتباعدة بعض الشيء.. فالأول كان خروجه تحت أحداث 13 يناير المؤلمة والمشؤومة عام 1986م بينما الثاني كان هروبه وخروجه من الوطن بعد حرب الشمال على الجنوب عام 1994م.
هذه الصورة التي تعكس مواقف الرؤساء والقادة بعد تغيير كفة النصر للمعارضين وانحدارهم إلى خارج البلاد.. لكن هذه الصورة تسقط عن الحائط الذي كانت تزينه منازل كل من حقق نصرا على شعبه.. لتحل محلها صور الصمود والمواقف الثابتة والإصرار على عدم الهروب والخروج عن أرض الوطن.. فقد ظهرت هذه الصورة للرئيس الرمز والقائد الفذ سالم ربيع علي (رحمه الله) الذي آثر البقاء على أرضه وبين أهله حتى تمت عملية الغدر الآثم به وبتاريخه الشريف ناصع البياض، واليوم الصورة تتجدد في موقف الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الذين حاولوا إثناءه عن موقفه الشجاع.. ومثلما حاولوا إقناع (سالمين) بالخروج الآمن إلى إثيوبيا حاولوا إثناء (عبدربه) للخروج الآمن إلى أي دولة صديقة، فرفض ولايزال موقفه الشجاع يجسد صورة الرجال الذين عاهدوا الله وشعبهم على الصمود حتى يحق الحق من عند المولى (عز وجل).
كلمه صريحة: إذا كانت عودة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي قد تحققت بصورة ناجحة إلى داره وبين أهله، فإننا نتمنى أن تكون هذه العودة لتعزيز حق أبناء الجنوب في إيصال قضيتهم العادلة لبر الأمان بتحقيق الهدف من نضال شعب الجنوب السلمي الذي خاضه بشجاعة منقطعة النظير، رغم صعوبة الطرق التي اجتازها هذا الشعب بنجاح.. مع إدراكنا الكامل بأن عليه التزامات محلية ودولية، لكننا نتمنى بأن لا تغلب هذه الالتزامات على شرعية القضية الجنوبية.. فالناس هنا في الجنوب سعداء جداً بعودته إلى داره، لكنهم ينتظرون منه أن لا يغلب العام على الخاص، فتكون المسألة كما قادنا إليها (البيض) الذي (فر هاربا) إلى عدن ومن عدن واصل هروبه إلى المكلا ومن المكلا إلى عمان.. فيا أخي الرئيس الشرعي نحن معك، فلتكن أنت معنا، والله الموفق لنا ولك.. والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى