وانتصر هادي !

> محمد العزعزي

>
 محمد العزعزي
محمد العزعزي
انتقل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن وافتك من الحصار المفروض عليه في صنعاء بعد أيام عجاف مر بها هو ومرافقوه وأهله وتحمل من المتاعب مالم تتحمله الجبال حرصا منه على سلامة الجميع، لكنهم لم يقدروا هذا الموقف.
وبالقدر الذي بدا فيه هادي شجاعا وحكيما جن جنون المليشيات المسلحة الحوثية، واستطاع إحراق القرارات التي شرعوا لها برعونة، وانتهت ما تسمى (الشرعية الثورية) التي كانوا يسعون إلى تكريسها بالنار والشنار، وبعودة هادي إلى الرئاسة سقطت المؤامرة وانتصر هادي.
هذا الزعيم الهادي المشير أحرق المظلة التي كانت تستظل بها تلك القوى، وبدت في مأزق كبير يشوبها الارتباك والتخبط لأنها تشعر أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن معادلة جديدة قد برزت في المشهد بعودة الشرعية للمؤسسة الرئاسية، فقضى على ما تبقى من أحلام اليقظة التي عاشتها هذه الجماعة، وانتهت اللعبة بطريقة لم يتوقعها أحد، وبات لزاما على كل قوى الخير مساعدة الرئيس الشرعي الوحيد لتمكينه من تدشين المشروع الوطني الشامل، والبدء بتسوية الملعب ليكون الشعب هو مالك كل القرارات والسلطات، وتوفير الأمن والأمان وتحقيق الفرص المتساوية للعيش الرغيد بحرية بعيدا عن القهر والفقر والقمع والبطالة والجنازات الجماعية.
إن عشاق الدماء والدمار والخراب حولوا اليمن إلى أرض محروقة تشتعل بها الفتن والفوضى والحروب والفيد والفساد، وفي هذه اللحظات التاريخية يجب على الحراك الجنوبي فرض رؤيته بكل الطرق والوسائل السلمية لكي يكون لاعبا رئيسا في المعادلة السياسية القادمة والتأكيد على مشروعيته على أرض الواقع والمساعدة على تعزيز شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
ولا يفوتنا أن نقول إن الرئيس هادي استطاع خلال فترة حكمة تجنيب اليمن ويلات التمزق والاقتتال قدر الاستطاعة، وهذه حسنة تحسب له وليس لرعاة المبادلات والمبادرات والأوصياء الإقليميين والدوليين، وبات لزاما على الرئيس الهادي الشرعي عمل مبادرة وطنية جديدة بعيدا عن السياسات والمصالح العفنة التي مارسوها ضده في السنوات الثلاث الانتقالية حتى أوصلت اليمن إلى ما هي عليه.
ولكي يكون النصر كامل الأركان على السيد الرئيس المشير هادي أن يسعى إلى إعادة الثقة بينه وبين الجماهير، خاصة بعد الفترة التي قضاها تحت الإقامة الجبرية للسيد ومليشياته، وباعتقادي أن هادي يحتاج إلى فرصة ثانية محددة بفترة مزمنة لعله يعيد الأمور إلى جادة الصواب في هذا الظرف العصيب.
وكما عودنا، فليس غريبا أن يحول هادي الانكسار في صنعاء إلى انتصار في عدن وسط ذهول الداخل والخارج، وما نشاهده من انهيار أخلاقي وقيمي لجغرافية الهضبة التي تسيطر عليها جماعة قبلية تنتمي لذات المذهب وتحاول أن توهم الناس أن الجديد يختلف عن القديم، ويعرف الجميع أن هذه المنطقة لا هم لها سوى السيطرة على الموارد والسلاح واستعباد الناس، وهي المعروفة بعدم القبول بالآخر حتى أصبحت أحداث الانكسارات اليمنية متكررة ومتطابقة في العديد من سيناريوهات رفض التمدن والحداثة للخروج من شرنقة القبيلة التي لا تحب دخول الألفية الثالثة، وتحاول جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة أن تسحب اليمنيين إلى مربعها المرفوض شعبيا من قبل الغالبية العظمى.
وينتظر الشعب من المشير هادي أن يتوج النصر بخطاب خارطة طريق يعيد الأمل لمن منحوه سبعة ملايين صوت للخروج من المأزق واعتبار ما مضى درسا، وإطفاء الحرائق الناشبة في أماكن متعددة لكي يكسب ثقة الشارع والمحيط الإقليمي الذي يرقب الأحداث بدقة.. فمتى تبدأ يا سيادة الرئيس؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى