بين أحلام الحوثيين وكوابيس الشعب

> محمد مقبل الحميري

>
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري
الأخوة الحوثيون عاشوا هم وأنصارهم خلال فترة تربو على شهر حلماً جميلا، وعاشت بقية الأحزاب والقوى وأوساط عريضة من أبناء الشعب اليمني كابوسا مرعبا خلال هذه الفترة، وبوصول هادي إلى عدن أعتقد أنهم صحوا من حلمهم الجميل وأفاق الآخرون من كابوسهم المرعب، وآن الأوان للجميع أصحاب الحلم الجميل وأصحاب الكابوس المرعب أن يفكروا الآن وهم في كامل يقظتهم، ولا يضيعوا الوقت بالحديث عن شرعية الرئيس عبدربه من عدمها.
فالحديث عن عدم شرعية الرئيس هادي استخفاف بالدستور والقانون والمواثيق والاتفاقات المحلية والدولية، ونسف لكل أبواب الاتفاق، فالرئيس هادي هو الرئيس الشرعي الوحيد للجمهورية اليمنية حتى يتم انتخاب رئيس بديلا عنه تنتقل له الشرعية عبر صناديق الاقتراع.
الإخوة الكرام جميعا المؤيد والمعارض عليكم جميعا أن تفكروا بمسئولية، وبهم وطن بعيدا عن معيار الربح والخسارة للجماعة أو الحزب، ويجب ألا يشعر من كانوا يظنون أن الأجواء كانت قد ضحكت لهم، وأن خروج هادي إلى عدن سبب كارثة لطموحهم مما يدفعهم للوقوف ضده، فهذا التفكير سيكون عدميا وتدميريا لا يخدمهم ولا يخدم الوطن، وبالمقابل على الآخرين أن يعترفوا أن الإخوة الحوثيين أصبحوا أمرا واقعا ويجب عدم تجاوزهم، وهم جزء من العملية السياسية مع ضرورة أن يتخلوا عن العنف والاستقواء على الآخرين بعتادهم وعدتهم، ويعملوا على سحب مليشياتهم المسلحة حتى لا يستعدوا إخوانهم من أبناء وطنهم، وأن يعيدوا سلاح الجيش الذي أخذوه للدولة، فهم جزء من هذا النسيج اليمني، ولكنهم ليسوا كل اليمن.
الإخوة المتحاورون في موفنبيك يجب أن يدركوا أنه بخروج الرئيس هادي إلى عدن تغيرت المعادلة، ويجب أن تتغير المحاور التي كانوا يتحاورون حولها، وأن يعلنوها صراحة وقوفهم مع الشرعية ويتوافقوا على اختيار مكان آمن لاستمرار الحوار، وألا يشعر أي طرف من الأطراف بنشوة الانتصار، ولكن يكون التفكير والحوار بعقلية الوطني الحريص على وطنه وأمنه واستقراره.
وعلى الأخ الرئيس تقع مسئولية تاريخية لقيادة الوطن إلى بر الأمان، مع ضرورة أن يستفيد الجميع من أخطاء الماضي القريب، وما لم تستشعر كل الأطراف خطورة المرحلة وضرورة التنازلات من أجل الوطن، ويستيقظ الشعب ليكون هو السد المنيع لكل من تسول له نفسه العبث بالوطن والاستهتار بمستقبله فإن المراحل لا تزال طويلة.
اللهم احفظ وطننا ووحد كلمة أبنائه لما فيه الخير والصلاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى