الباطل حتمية السقوط

> أحمد ناصر حميدان

>
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
التنافس في العمل السياسي يفترض أن يكون تنافسا شريفا وصادقا لهدف وطني وإنساني نبيل، ونحن في اليمن لنا تاريخ مزر في التنافس السياسي مليء بالمكر والخبث والدسائس والمؤامرات، وفي النهاية يتمخض لمصالح ضيقة وأنانية، ويتم من خلاله القضاء على المشروع الوطني.
أثبتت فترات العنف في الماضي أنه لا يؤدي سوى لمزيد من العنف المضاد وضحايا أبرياء أوصل الكثير من القوى السياسية إلى قناعة تامة لرفض العنف والحسم العسكري الذي يؤدي إلى هزيمة الكل، وعلى رأسهم الوطن وقضاياه الكبرى، لهذا قبلت بالمبادرة الخليجية التي لا تلبي طموحات وأمال الجماهير الغفيرة لكنها تجنب الوطن الحروب والحسم العسكري وترسم مسار بناء أسس لدولة مدنية اتحادية عادلة وضامنة للحريات.
وكنا قاب قوسين أو أدنى من ذلك لكن قوى العنف والمليشيات المدججة بالأسلحة انتهزت فرصة تفكك الدولة لإعادة بنائها على أسس وطنية وهي مسئولية الجميع كواجب وطني ونتيجة هذا الضعف انقضت ضباع الحوثي على جسد الوطن المنهك والمثخن بالثغرات التي ترمم وبتآمر مع أطراف سياسية متضررة من عملية بناء الدولة الاتحادية الجديدة التي سترسي عدلا وحرية يعكر مصالحهم وأنانيتهم ويضعهم عرضة للنظام والقانون.
هذا المخطط واضح في سلوك وتعامل هذه القوى مع الأطراف الأخرى بحقد قاس وسلوك عفن غير مقبول كعداء لا كتنافس سياسي، وعداء وفق مبدأ علي وعلى الكل، غير مبال بالوطن ومصالحه الكبرى والمواطن ومعاناته، المهم هو إسقاط خصم سياسي وتشويهه باستخدام وسائل قذرة خارج إطار النظام والقانون، وليسقط الوطن ومن عليه في الجحيم.
استغرب واستعجب معا مما أسمعه من اتهام وشتم وسب شنيع بحق رئيس الجمهورية بدون وجه حق قانوني ولا يدل على خلاف سياسي بل يبرهن على قلوب ونفوس مليئة بالحقد والضغائن ومشبعة بالكراهية، هذا ليس تنافسا سياسيا بريئا بل هو صراع يتعدى الخصومة السياسية ويعكس ثقافة وفكر حامليه، وماذا يعني اختطاف رهائن من أسر الخصوم كأطفال ونساء وسرقة منزل الرئيس كفيد، إنه أعلى مستوى السقوط الأخلاقي والقيمي، فما هكذا تورد الإبل يا هؤلاء، على الأقل نتنافس ونترك هامشا من الاحترام والمقامات، وما أسوأ أن يصاب الفرد في لحظة بنوع من الاستياء والعجز عن الدفاع ليس عن النفس بل عن مشروع الوطن عن مستقبل الأجيال في زمن صار فيه القبح جميلا والجمال قبيح دون أن تراه واضحا بالأسس والقوانين والتشريعات والمؤسسات بل كلها ألغيت وتحولت لمجرد كلام وهرج ومرج وشعارات واتهامات ليس لها معنى على الواقع، فالواقع مختلف ملامحه تؤشر للأزمنة الغابرة قضوا على كل جديد أسسناه وتعشمنا انه سينمو ويتطور وإذا بهم يقتلونه، لم يعد لدينا هامش ولا غيره فقدنا كل شيء.
أنا أقولها صراحة كمتابع، نحن نريد دولة اتحادية عادلة وضامنة وقضاء عادلا مستقلا يدين المخطئ والمسيء والفاسد بالدلائل والبراهين من خلال مؤسسات، كائنا من كان، فنحن ضده حتى وان كان اقرب الناس إلينا، كنا نريد ان نسير لنؤسس لبناء هذه الدولة الضامنة التي ستجعل الرئيس وغيره عرضة للعقاب والحساب، لكن من أعاق ولازال يعيق التسوية للوصول لهذه الدولة هو من لا يريد للقانون ان يكون نافذا يريد الفوضى ورمي التهم جزافا دون وجه حق، والحق يفرض علينا ان نلتزم بالقاعدة أن الشك يفسر لصالح المتهم وان المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وإن المرء يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى