يمارسون القتل لإراحتك !

> عبد العزيز المجيدي

>
عبد العزيز المجيدي
عبد العزيز المجيدي
الاستخفاف الذي يتدفق من “عصبيات” التحالف الانقلابي في صنعاء لا حدود له. تشبه المسألة جريمة قتل، يدعي فيها الجاني أنه لا يريد شيئا سوى “إراحة” ضحيته بينما الدم يقطر من السكين، وإذا صرخت، رفضا لهذه الجريمة فأنت القاتل!. ثمة غطرسة طافحة بالاستعلاء، لجماعة وعصبة تعتقد أنها هي البلاد والشعب، رغم أقليتها، وما عداها محض هراء!، لكنها الحماقة التي ستقضي على صاحبها لا محالة.
بالفعل، الرجل لم يتسلم سوى خرقة وبلادا فارغة من كل شيء، لكنهم ضجوا العالم بأن هادي “أبين” الجيش، وللأسف، كان قسم كبير من السذج، يتساوق معهم في هذا الطرح. ثبت أن الرجل لم “ يؤبين” حتى ألوية حمايته الخاصة، وتعامل مع الأمر كما لو أنه في سويسرا! ظلت حراسات القصور في صنعاء وعدن وجميع المحافظات، بمعظم أفرادها ووحداتها تنتمي لمنطقة حليف الانقلابيين الأهم صالح، أو لموالين له ولنجله، حتى وقد أصبح حاكما سابقا، على الأقل في الكشوفات!، يجري الانقلاب على الرئيس، ويكتشف أن ظهره بلا غطاء من أي حماية وسط جغرافيا كشرت عن أنيابها، وتركته وحيدا في محبسه.
طيلة 33 عاما، لم يتحدث احد إلا بالهمس عن الهيمنة والاستحواذ وتحويل الجيش إلى إقطاعية، تخص صالح ونجله وحليفه السابق علي محسن. طردوا جيشا بكامله وأجهزة امنية قوامها 120 ألف فرد من الجنوب لأسباب وحدوية محضة! اليوم يتباكى “حسن زيد” رئيس حزب الحق على ما زعم أنه طرد لكتيبتين من “الحرس الجمهوري” من القصر في عدن.
لاحظوا أنه حتى لا يستطيع التخلي عن التسمية القديمة لصالح وقد أصبحت تتبع الحرس الرئاسي!، غارقون في التعصب حتى للتسمية. الجيش الذي يرتدي زي طائفة، ويتماهى معها ضد رموز الدولة المفترضة، لا يستطيع أن يكون أكثر من ميلشيا ميري. على الرئيس هادي أن يشرع بإجراءات دمج وإعادة تشكيل ألوية الجيش على أسس وطنية، تمنع تحويله إلى طابور خامس، لمصلحة نزعات طائفية ومناطقية أوصلت البلاد إلى الانهيار.
قبل ذلك، عليه أن يسرع في إعادة جميع الجنوبيين المبعدين الذين قاعدهم قسريا زعيم الانفصاليين في صنعاء صالح من الجيش، لتحقيق توازن وطني مؤقت على الأقل، ضمن مشروع إعادة بناء جيش وطني محترف وكفوء. لا دولة بدون جيش وطني يعرف معنى أن يرتدي زيا عسكريا، يصبح بموجبه الفرد ذائبا في وظيفته الدستورية في حماية سيادة البلاد وإرساء النظام، وليس ترسا في الانقلاب عليه، و“الشغل مع المليشيات الطائفية”، لأنهم “أصحابنا”.
من حق الرئيس تأمين نفسه بعد أن تعرض للغدر والخيانة من متعصبين في الجيش الذي يفترض أنه قائده الأعلى، ويجب أن يلجأ لكل التدابير اللازمة لذلك، فهو الرمز الشرعي الوحيد المتبقي من فكرة الدولة، التي يجب أن يتشبث بها اليمنيون المخلصون جميعا، لمواجهة السقوط في حروب المليشيات والطوائف.
بنبغي العمل بيقظة تامة واستثنائية، ويجب تأمين المرحلة بتفكير يتجاوز ذهنية السلحفاة والتريث، الذي سيقود - لا محالة- إلى عودة العجلة إلى نقطة 21 سبتمبر!، العصبيات لا تقضي عليها سوى الدولة، وهي وحدها تستطيع أن تضع الحركات التي تتغذى على هذه “الغريزة” في متحف التاريخ.
* رئيس تحرير صحيفة (الشاهد)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى