الورطة الكبرى وسيناريو الخلاص

> موسى المقطري

>
موسى المقطري
موسى المقطري
لم أعد أشك إطلاقاً بمدى الورطة التي يتمرغ بها الحوثة مع أن مكابرتهم التي يظهرونها تتحطم يوما بعد يوم بدرامتيكية الأحداث وخاصة المعطيات الأخيرة.
كان بإمكان الحوثة أن يظلوا قوة مهابة لو لم يجبرهم غباؤهم السياسي على اقتحام صنعاء في 21 سبتمر، كان بإمكانهم أن يظلوا قوة مهابة يفاوضون ويناورون ويحققون المكاسب.
اليوم لم يعد بأيديهم من أوراق اللعبة أي شيء، وبإمكانهم أن يظلوا حكاماً بلا دولة، وأمراء بلا شعب، ويستمرون في مسلسل سقطاتهم المتوالية.
الرمزية الحقيقية اليوم للدولة تنحصر في رئيس الجمهورية الذي صار خارج سيطرتهم، والعزلة السياسية تطبق عليهم يوماً بعد يوم، والتحالف الذي سيعيدهم إلى مران بدأت ملامحه بالتشكل.. مع أني كنت أحب ألا تتدخل فيه أطرف دولية من خارج الحدود، لكن ظرف المرحلة أفضى إلى هذا التحالف.
قد يبدو كلامي مستغرباً، لكن كل الوقائع تشير إلى تشكل هذا التحالف، وجميع التوقعات تؤكد أن هذا التحالف الذي هو في طور التشكل سيعيد الحركة الحوثية إلى مراحلها الأولى، مع احتمالية ضرب آخر المسامير في نعشهم الذي أوشك أن يكون جاهزا وبأيدي صناع مهرة.
الغباء السياسي للحوثة منذ بداية الأحداث، والذي راهنتُ عليه في كتاباتي وراهن مثلي الكثير من المحللين أنه سيتكفل بالقضاء على طموح الجماعة ظهرت آثاره عبر إستراتيجية مشؤومة سلكها هؤلاء، وهي صناعة الأعداء، فقد أجادوها بامتياز وتمكنوا بغباء مطبق من إثارة كل مراكز القوة الرسمية وغير الرسمية.
اعتقدت جازماً منذ بداية ارتفاع راية الحوثة أنهم لن يحكموا شعباً وصفه المصطفى بالإيمان والحكمة، وإن صبوا عليه نيران حقدهم، وجام غضبهم وشرور انتقامهم، وأن الانتفاشة التي ظهروا بها يوماً هي من صنع غيرهم، ولا قدرة لهم على المحافظة على وهجها أو استمرارها وهذا ما حصل بالفعل.
اليوم يقف الحوثة بين مطرقة الرفض الشعبي، وسندان العزلة السياسية، وهذان كافيان ليسدلوا الستار على آمال الجماعة وآمال المشروع الصفوي في التحكم بهذه الأرض الطيبة أرضاً وإنساناً.
توقعاتي أن الأيام القادمة ستزيد فيها العزلة السياسية للجماعة وستلتف الحبال على رقبتهم، وسيجدون أنفسهم في مواجهة مفتوحة على الأرض مع قوى مختلفة، وفي مواجهة مع حلف دولي يرفع الغطاء السياسي عن الجماعة، وسيرافق ذلك صراعات مصالح ونفوذ واستحواذ داخل الجماعة سيؤدي إلى تفكيك في البنية الداخلية، وكالعادة في مثل هذه الحالات سيرافق الأحداث شراء ولاءات لقيادات في الجماعة ستساهم في الإجهاز على المشروع الحوثي.
لكن السؤال المطروح، والذي يثير القلق لدي ولدى الكثير ممن يحب هذه الأرض: كم من الثمن سندفعه لنصل لهذه النتيجة، وكم من السنوات ستتأخر البلد بسبب ما حدث وسيحدث، وكم يلزم علينا أن نطلق آهاتنا حسرة على وطن لا يستحق أن تعبث بمصيره قلة مشاغبة تستمد أفكارها من صراعات مضى على آخرها 1400 عام؟.
دمتم سالمين.. ودام الوطن بخير!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى