حكاية أغنية .. ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
واحد من أعيان الحوطة، واسمه صالح علي بسيمه، عقد العزم على تزويج ابنه وأعلن أنه سيقيم حفلا رائعا يجري تذكره إلى أمد بعيد.
ذهب الوالد صالح بسيمه إلى الأمير أحمد فضل القمندان ليطلعه بنيته على زواج ابنه ويدعوه لحضور حفل زواج ابنه، تقبل الأمير القمندان الدعوة ووعده بالحضور.
لكن الوالد (بسيمه) طلب من القمندان طلبا آخر يقضي باستعارة فرقته الفنية لكي تحيي حفل ابنه.
ولما كانت فرقة القمندان حتى ذلك الوقت لا تخرج لأية مناسبات كتلك التي طلبها الوالد (بسيمه) وقال له إنه سيفكر في هذا الأمر.
لكن صالح بسيمه ـ وكان طليق اللسان ويمتاز بذكائه الاجتماعي ـ حين قال للأمير القمندان إن خروج فرقتك الفنية لإحياء حفل زواج ابني سيكون له تقليد جديد، ويبعث تأثيره الاجتماعي في نشر الأغنية القمندانية، وسوف تجعل أغانيه شباب الحوطة وكبارها يرقصون طربا، وسوف تشع أغانيه بين عامة الناس وتعطيهم روحا جديدة يتفانون بها أمام القاصي والداني.
بعد هذا الحديث أعطى القمندان كلمته الأخيرة بحضور حفل الزواج وبصحبته فرقته الفنية.
وفي اليوم الذي قرر القمندان إخراج فرقته الفنية وإلى يوم المقيل والسمرة راح يفكر في تقديم فرقته الفنية بالشكل الذي يليق بمظهرها فأمر بتفصيل ملابس جديدة لأعضاء الفرقة على أساس الزي الموحد، فكان لون الزي أخضر وهو عبارة عن (معوز وقميص وربطة رأس) على شكل ما يفعله أهالي المنطقة الوسطى في أبين (عوذلي).
حضرت الفرقة تلك الليلة بشكل جديد على الحياة اللحجية وأحيت حفلة الزواج، ولاقت ارتياحا بالغا بين أوساط من حضروا ذلك الحفل.
وأنهت الفرقة ليلتها الموسيقية في الصباح الباكر، وغادرت الفرقة مع أميرها أحمد فضل القمندان، وتفرقوا كلا إلى منزله يعوضون تلك السهرة بقسط من النوم.
وكذا فعل الأمير أحمد فضل القمندان حيث كان متوجها إلى منزله، حين اعترضه كل من الأمير عبدالله عبد الكريم السلامي وأخوه الأمير أحمد عبد الكريم السلامي ومجموعة أخرى من شباب الحوطة كانوا يحتسون الشاي بعد سهرة المخدرة.
وسلموا على الأمير أحمد فضل القمندان وأشادوا بفرقته الفنية وخصوا بالإشادة أغنية (صادت عيون المها قلبي)، باعتبارها نوعا جديدا سمعوه، وأشادوا بكلمات الأغنية التي حملت عمقا في المعنى والتفسير، ولحنا سيكون له مكانته في سماء الحوطة وفيما جاورها.
وكان رد الأمير أحمد فضل القمندان وهل أعجبتكم هذه الأغنية حقا فردوا عليه بالإيجاب، وقالوا له نعم أعجبتنا وسوف تعجب أي مخلوق على وجه الأرض.
عندها طلع الأمير أحمد فضل القمندان إلى منزله وبدل أن يتوجه إلى مخدعه للنوم مضى إلى مكتبه حيث كتب مطلع جديد لهذه القصيدة بناء على الحوار الذي جرى بينه وبين شبان لحج.
وكانت القصيدة تبدأ أبياتها مباشرة بـ (صادت عيون المها) والتي يقول فيها:
صادت عيون المها قلبي بسهم المحبة
وبات ساهر أسير محبته أيش ذنبه
قهري على ذي انتهب عقله وذي طار لبه
هايم قفا الزين شفى به حواسد وشاني
وعندما طلع القمندان إلى مكتبه كتب مطلع جديد للقصيدة بناء على الحوار المذكور فقال فيها:
هل أعجبك يوم في شعري غزير المعاني
وذقت ترتيل آياتي وشاقك بياني
وهل تأملت يا لحجي كتاب الأغاني
ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني
هل أسمعك فضل يوما في الغنا ما أعاني
وقد عبر القمندان في مطلع القصيدة الجديد عن ثورة غنائية جديدة في لحج، أسس من خلالها مدرسة فنية لحجية لا هي صنعانية ولا هي أصفهانية، بل إنها بذرة فنية أنبتتها تربة لحج الزراعية ودون أن تكون مستهدفة لأي كان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى