القمندان أوجد اللون اللحجي في الغناء والطرب

> ناصر مشبح

> أبدأ بمدخل أغنية (صادت عيون المها قلبي)
هل أعجبك يوم في شعري غزير المعاني
وذقت ترتيل آياتي وشاقك بياني
وهل تأملت يا لحجي كتاب الأغاني
ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني
أتوقف عند هذين البيتين:
وهل تأملت يا لحجي كتاب الأغاني
ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني
سمعت يومًا من هذه الأيام الفنان أبو بكر سالم بلفقيه يغني أغنية (صادت عيون المها قلبي) وعندما جاء إلى هذا الشطر القائل (وهل تأملت يا لحجي) حولها وغير كلمة (يا لحجي) بكلمة أخر (يا خلي)، وهذا عيب في حد ذاته أدبيًا وفنيا، ودافعه في ذلك أن القمندان اتهم بالعنصرية.
والشطر القائل : ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني
اتهمه البعض من المجتهدين في مجال الأدب بانه تنكر ليمنيته وأنه كان انفصالياً وما شابه ذلك، لا ذا ولا ذاك، فالحقيقة أن القمندان في ذلك كان يقاتل باحثاً عن لون لحجي تتميز وتختص به لحج مسقط رأسه، حيث كان يسمع عند تواجده في عدن إبان الحرب العالمية الأولى 1914م - 1918م أغاني صنعانية لأن الغناء كان محظورًا آنذاك في اليمن، كما كان يستمع الأغاني الهندية والمصرية والفارسية والتركية فتألم كذلك وحز في نفسه وتساءل مع نفسه لماذا لا يكون هنا لون خاص بلحج خصوصًا وأن لحج كانت تتميز بمزايا وصفات تؤهلها بأن يكون لها لوناً متميزا وخاصا في الغناء والطرب، حيث كانت الطبيعة الخلابة والخضرة والماء والوجه الحسن، أضف إلى التربة الخصبة، كل هذه المزايا من الإنسان اللحجي شاعرًا وفنانًا مبدعًا.
عاد القمندان إلى حوطة لحج بعد نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م حين نصب أخوه عبدالكريم فضل سلطاناً لسلطنة لحج وكانت فكرة اللون اللحجي حينها قد اختمرت في عقل ووجدان القمندان.
بدأ بتكوين فرقة موسيقية بعد عناء شديد مكونة من:
الفنان الراحل (فضل محمد اللحجي) قائداً للفرقة وعازفا على آلة العود ومغنيا، والفنان الراحل (مسعد بن أحمد حسين) فنانًا مغنيًا وعيال (طفش) فضل وحسن طفش على الإيقاع والدف والطبول.
دفع أبو فاطمة الكثير من عرقه وجهده وسهره، كما بذل المال الوفير في سبيل ذلك حتى تسنى له ما أراد ودخلت لحج بثوبها القشيب وطابعها الغنائي الخاص بلونها اللحجي المتميز الذي يعرف الآن باللون اللحجي في كل أقطار العالم.
**ناصر مشبح**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى