الجمال الحقيقي

> ياسين عبد السلام أحمد

> يحكى قديماً عن رجل كان اسمه أنس بن عامر، أراد أن يتزوج امرأة جميلة.. وبالفعل تزوج، ولكن عندما كشف عن وجهها وجدها قبيحة المنظر سوداء ليس فيها شيء من الجمال الذي كان يتوقعه، وذلك أنه لم يرها من قبل، فما كان منه إلا أن يهجرها فى ليلة الدخلة، الأمر الذي آلمها.
واستمر الهجران بعد ذلك فلما استشعرت زوجته ذلك ذهبت إليه وقالت له: “يا أنس لعل الخير يكمن فى الشر، فدخل بها وأتم زواجه ولكن استمر فى قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها، فهجرها مرة ثانية، ولكن هذه المرة هجرها عشرين عاماً ولم يدرِ بأن امرأته حملت منه، وبعد عشرين عاما رجع إلى المدينة حيث يوجد بيته، وأراد أن يصلي فدخل المسجد فسمع إماما يلقي درسا، فجلس ليستمع منه فعجبه وانبهر به فسأل عن اسمه فقالوا له: هو الإمام مالك، فقال ابن من؟ فقالوا “ابن رجل هجر المدينة منذ عشرين عاماً اسمه أنس، فذهب إليه وقال له سأذهب معك إلى منزلك ولكني سأقف أمام الباب وقل لأمك رجل أمام البيت يقول لك لعل الخير يكمن فى الشر.
فلما ذهب وقال لأمه ما أخبره به هذا الرجل قالت أسرع وافتح الباب، إنه والدك أتى بعد غياب، ولم تقل لولدها بأن أباه هجرها طول هذه المدة الزمنية، ولم تذكره بسوء، فكان اللقاء حاراً، هذه هي الزوجة الفاضلة، وهذه فعلا أم الإمام مالك.. ومن هنا يتأكد لنا بأن الجمال لا يقاس بالمنظر بل بالجوهر.
**ياسين عبد السلام أحمد**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى