مدرسة ابن سيناء بعاصمة مديرية حبيل جبر بردفان لحج..إهمال الجهات المسؤولة حوّلها إلى أشبه بخرابة في فلاة

> استطلاع/ قائد نصر

> يعاني أبناء ردفان بمديرياته الأربع بمحافظة لحج من مشكلات عدة طالت جميع مناحي وخدمات الحياة العامة فيها، مديرية حبيل جبر واحدة من هذه المديريات طالها ما طال أخواتها من الإهمال والإقصاء والتهميش من الجهات المعنية وبشكل متعمد، ويعد المجال التعليمي في هذه المديرية أحد أبرز المشكلات التي يعاني منها أبناء عاصمة هذه المديرية والناتج عن الإهمال الحكومي، والذي طال كافة جوانب أركان العملية التعليمية فيها.
«الأيام» استطلعت أوضاع التعليم في عاصمة هذه المديرية، وخلصت إلى الآتي:
يسكن في عاصمة مديرية حبيل جبر أكثر من 10 آلاف نسمة تقريباً، والغريب أن يكون لدى الطلاب فيها مدرسة أساسية واحدة فقط تضم الطلاب والطالبات هي مدرسة ابن سيناء، وعلى الرغم من أنها المدرسة الوحيدة إلا أنها تعاني من الإهمال الكثير والكثير، ويدرس الطلاب والطالبات في هذه المدرسة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1991م على الأرض، ولا نوافذ أو أبواب فيها، كما أن اللوحة الحائطية (السبورة) المستخدمة كوسيلة للتعليم لم تعد صالحة للكتابة عليها، بل أنها أصبحت مكاناً ومأوى لكثير من الحيوانات، الأمر الذي يعرض كتب ودفاتر الطلاب بشكل مستمر إلى التمزيق من قبل تلك الحيوانات، وإدارة ذات مبنى متهالك، الأمر نفسه في دورة المياه، وما تبقى فيها من أبواب أو نوافذ سرت فيها الأرضة بشكل كبير لقدم هذه الأبواب.
اللوحة الحائطية (السبورة)
اللوحة الحائطية (السبورة)

وفي سبيل حل جزء من هذه المشكلة التي يعاني منها الطلاب لجأت إدارة المدرسة إلى تحويل غرف كانت مخصصة قبل سنوات للمختبرات التحليلية إلى فصول دراسية.
وكانت مدرسة ابن سيناء قد تصدرت قائمة أفضل المدارس في المديرية حين تأسيسها، كما أنها تعد أول مدرسة خاصة بالتعليم الثانوي في المديرية، قبل أن تتحول إلى مدرسة للتعليم الأساسي، حيث كانت تحتوي على مختبرات علمية جيدة، وحالياً لم يتبقَ منها سوى القاعات فقط.
ويتكون المبنى العام المتهالك لمدرسة ابن سيناء من تسعة فصول، وثلاثة مختبرات علمية، وقاعة كبرى للأنشطة والفعاليات، وغرفتين للإدارة والسكرتارية، وكذا غرفة راحة للمعلمين، وحمامين اثنين للمعلمين، وخمسة آخرون للطلاب، جميعها صارت في خبر كان.
كما أن هذه المدرسة تفتقر إلى الحراسة الأمنية التي كانت متوفرة في الماضي ما جعلها عرضة للخراب ومأوى للحيوانات.
**لا تمتلك المقومات البيئة التعليمية**
الحمامات
الحمامات

مدير المدرسة التربوي محمود صالح علي تحدث لـ«الأيام» عن بعض من المشكلات التي تعاني منها المدرسة وطلابها بالقول: “مدرسة ابن سيناء تعاني منذ سنوات طويلة من الإهمال المتعمد من الجهات ذات الاختصاص في المديرية والمحافظة، وموقع هذه المدرسة الوحيدة في مركز المديرية جعلها وجهة لكل النازحين من المناطق المجاورة للمدينة وما يترتب عن هذا التنقل من زيادة الكثافة الطلابية الفائضة عن القدرة الاستيعابية لفصول المدرسة، حيث يزيد عدد الطلاب فيها عن 562 طالبا وطالبة، كما أن هذه المدرسة أصبحت اليوم لا تمتلك مقومات البيئة التعليمية من حيث المبنى والأبواب والنوافذ والآثاث والمستلزمات المدرسية أسوة بباقي مدارس المديرية”.
ويضيف صالح: “لقد قمنا في الماضي ومازلنا نتابع السلطة المحلية في المديرية والمحافظة لاعتماد ترميم لهذه المدرسة المنكوبة التي لم يتم ترميمها منذ تأسيسها قبل عقدين ونصف العقد من الزمن، ولكن لم نلق أي استجابة على أرض الواقع، ولهذا فإننا نعيد مطالباتنا لتلك الجهات عبر «الأيام» ونتمنى الاستجابة لإعطاء اهتمام لهذه المدرسة وطلابها وحل مشكلاتهم التعليمية”.
**المدرسة بحاجة ماسة إلى الترميم**
من جهته قال المعلم عارف محمد حسن: “أوضاع هذه المدرسة يرثى لها، إننا والطلاب نعاني الكثير، ففيها طلاب يفترشون الأرض، وفصول بدون نوافذ ولا أبواب، ومعلمون لا يستطيعون توصيل المعلومة إلى الطالب بشكل سليم لتداخل الأصوات ما بين الفصول المجاورة، فضلاً عن انعدام دورة المياه والكهرباء، إن كل شيء في هذه المدرسة سيئ ومأساوي، بل إن المختبرات العلمية في المدرسة انتهت تماماً، ولهذا أصبحت جميع المواد فيها تدرس نظريا، ولهذا نطالب الجهات المتخصصة في المديرية والمحافظة بسرعة ترميم المدرسة وتأثيثها”.
**الجهات المعنية تتحمل المسؤولية**

“اليوم يدفع أبناؤنا الثمن بسبب مواقف سياسية لآبائهم”.. هذا ما بدأ به الناشط الاجتماعي في المديرية نبيل محمد صالح حديثه لـ«الأيام» حول أوضاع المدرسة وما تعانيه”، مضيفاً: “المسؤولية تقع على السلطة المحلية والحكومية، فأبناؤنا اليوم يعانون كثيراً في مجال التعليم، وإذا لم تقم السلطات بإنقاذ هذه المدرسة ووضع حد لمعاناة الطلاب فإن الأهالي لن يظلوا صامتين تجاه معاناة أبنائهم ومستقبلهم، وسيكون لهم مواقف بهذا الصدد”.
عضو مجلس الآباء في المديرية علوي حسن عثمان قال لـ«الأيام»: “كل شيء في هذه المدرسة تعرض للتخريب والدمار بدءاً من المراوح وشبكة الصرف الصحي، والمبنى، وصولاً إلى أسلاك الكهرباء التي تم سحبها من داخل الجدران، ومن هنا نناشد الجهات المعنية وسلطة المحافظة للالتفات إلى المدرسة باعتبارها تمثل وجه ومظهر عاصمة المديرية، وما زاد الحاجة إلى خدمات هذه المدرسة هو التزايد والانفجار السكاني في المديرية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى