الصولبان.. ولعنة الصولبان !

> علي منصور أحمد

>
علي منصور أحمد
علي منصور أحمد
قبيل التوقيع على وثيقة (العهد والاتفاق) في 20 فبراير 1994م بالعاصمة الأردنية عمان بين (صالح والبيض) حينها كان البيض ورفاقه يتواجدون في عدن، وكان معسكر (الصولبان) بالعريش مقرا لقوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية الشمالية، ويطل على مطار عدن الدولي ومدرجات المطار المدني ومرابض الطيران العسكري تحت سيطرة نيران تلك القوات.. وكانت تلك القوات وموقعها الحساس بمثابة (شوكة الحنجرة) للرفاق في عدن، وقد حاول البيض ورفاقه إخراجهم إلى معسكر صبر - لحج، بذريعة أنهم سيسقطون طائرة البيض عند تحليقها من المطار ويفشلون سفره إلى عمان.
وحينها تدخلت اللجنة العسكرية من الجانبين بمشاركة الملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي والروسي الذين كانوا يشرفون على عمل اللجنة العسكرية التي كانت مهمتها التهدئة وفض أي اشتباكات، وزارت عدن وضمنت للسيد البيض تأمين سفره وعودته بسلام.
وعند انفجار الموقف العسكري في عمران الشمالية والهجوم على اللواء الثالث الجنوبي من قبل قوات الفرقة الأولى مدرع ظهر يوم الأربعاء في 27 أبريل 94م، رد الطرف الجنوبي في عدن في الثامنة مساء من نفس اليوم بالهجوم العسكري على معسكر الصولبان وأسر جميع منتسبيه ممن استسلموا بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين، وتم تطهير معسكر الصولبان، وإزالة التهديد الذي كانت تشكله تلك القوات على مطار عدن الحربي والدولي.
ما يجري اليوم من سجال وتوتر حول قرار الرئيس هادي بإقالة قائده (العميد السقاف) وتعيين قائد جنوبي خلفا له هو (العميد جواس) وما واجهه من رفض وعصيان وتمرد من قبل (السقاف) وقواته المستنفرة، وما خلفه من تداعيات من استنفار تلك القوات، وما يقابلها من رد فعل اللجان الشعبية، ومن هلع وخوف السكان الأبرياء في تلك المنطقة “العريش” المجاورة للمعسكر يعيد إلى الذاكرة مشاهد أليمة سبقت حرب 94م.. التي انتهت باجتياح الجنوب واحتلاله عسكريا باسم الدفاع عن الوحدة اللعينة.
علاوة على ارتفاع حدة السجال السياسي بين حلف إيران (عفاش - الحوثي) وحلف الشقيقة الكبرى (الرئيس هادي وشرعيته) والمهاترات الإعلامية المتصاعدة وتيرتها هذه الأيام، والذي كان آخرها وأخطرها التهديد الذي أطلقه من صنعاء الرئيس السابق باجتياح للجنوب ومطاردة من أسماهم بـ(المهرولين إلى عدن)، وبأنهم لن يجدوا هذه المرة سوى منفذ واحد للهروب عبر البحر الأحمر، على حد تعبيره.. وهذا ما يعني “إعلان الحرب” على معسكر الرئيس هادي، وهذا في حد ذاته يعني إعلان الحرب الثانية على الجنوب، وباسم الدفاع عن الوحدة الميتة واللعينة.
ما يجري اليوم بين الرئيس السابق الشمالي “صالح” وبين الرئيس “الشرعي” الجنوبي “هادي” الذي وصفه صالح ببطل حرب الدفاع عن الوحدة و“صانع النصر” الوحدوي، هو إعادة إنتاج لمشهد حرب 94م بين الرئيس الشمالي “صالح” ونائبه الجنوبي “البيض” الذي وصفه صالح بأنه صاحب الفضل الأول والتاريخي للوحدة.. في كلا الحالتين فالخاسر الأول هو الشعب الجنوبي الأعزل والمسالم الواقع تحت نير الاحتلال منذ حرب 94م المشئومة وباسم الوحدة الفاشلة والممقوتة، وما جلبته السياسات الصبيانية المغامرة والمراهنات غير المحسوبة العواقب، وسذاجة الطيبة الزائدة وعاطفة الثقة الجنوبية المطلقة، وخفايا مصالح ذوي ودول الشركات “العملاقة” وما تبطنه نوايا بعض الأصدقاء والأشقاء.
فما أشبه الليلة بالبارحة.. ولك الله يا شعب الجنوب العظيم من ويلات الحرب، وأسرارها الخفية ودواعيها الوحدوية اللئيمة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى