> 1- الشيخ محمد فريد العولقي:
مشيخة العوالق العليا:
توزع العوالق قبل الاستقلال الوطني للجنوب في 30 نوفمبر 1967 إلى:
1 - سلطنة العوالق العليا وحاضرتها نصاب
2 - سلطنة العوالق السفلى وحاضرتها أحور
3 - مشيخة العوالق العليا وحاضرتها الصعيد
تقع مشيخة العوالق العليا بين كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي.. من أهم أوديتها وادي يشبم، وترتفع المشيخة بنحو 3400 قدم عن سطح البحر، ومناخها جاف معتدل صيفا وشديد البرودة شتاء.
يتكون سكان المشيخة من ثلاث قبائل رئيسة:
-1 معن -2 أهل خليفة -3 المكارحة
تتكون معن من قبيلتين رئيسيتين هما:
1- أهل علي 2- أهل محمد
تتفرع من أهل علي عدد من الفخائذ منها “أهل دحة” ومنهم يتفرع أهل يسلم بن دحة، ومن بطونهم “أهل فريد”.
ينقسم أهل فريد إلى البيوت التالية:
- أهل محسن بن فريد وأهل بوبكر بن فريد وأهل محمد بن فريد وأهل سالم بن فريد في الحيد.
- أهل صالح بن فريد في الهجر.
- أهل امرصاص في الحافرة.
- أهل رويس وأهل ناصر في الوسيطة.
- أهل علوي بن فريد وأهل أحمد بن فريد وأهل عبدالله بن فريد في الصفح.
**الولادة والنشأة
هو الشيخ محمد فريد بن محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي العولقي (هكذا ورد اسم جده الشيخ محسن في الاتفاقية الموقعة مع الميجر جنرال متيلاند، المقيم السياسي في عدن يوم 8 ديسمبر 1903 (أي قبل 112 سنة) وورد تعريف الشيخ محمد فريد مع عبدالله عبدالمجيد الأصنج وزين عبده باهارون وعبدالله سالم باسندوة وعلي عبدالله باصهي ضمن الشخصيات البارزة في كتاب (?who is who) الصادر عن: EUROPA PUBLICATION LTD MIDDLE EAST AND NORTH AFRICA 1965/66.
جاء في التعريف أن الشيخ محمد فريد العولقي، سياسي من الجنوب العربي من مواليد 1929، تلقى تعليمه في كلية محميات عدن لأبناء الأعيان والمدرسة الثانوية الحكومية في عدن.
ماذا قال السير هيكين بوتم عن الشيخ محمد فريد العولقي
قال السير هيكين بوتم، أحد ولاة بريطانيا في عدن (وفي فترة ولايته قامت جلالة الملكة إليزابيث الثانية بزيارة عدن يوم 27 أبريل 1954)
في كتابه المرجعي (ADEN) - ص 124: “محمد فريد، نائب المستشار السياسي (وهو حفيد الشيخ المسن) الذي سبق له العمل مع اليستير مكنتوش كنائب مستشار مبتدئ، وصل إلى مستوى في اللغة الإنجليزية أعانه على أن يكمل وبنجاح باهر دورة لمدة عام واحد في جامعة أكسفورد على حساب وزارة المستعمرات، من حسن حظه أنه بعد عودته من إنجلترا مع هج بوستيد، المقيم الديناميكي في المحمية الشرقية، ولما كانت مهمته صعبة وكانت هناك حاجة ملحة للم شمل الأسرة الحاكمة رأينا أنه الجدير بهذه المهمة ولم يكن أمراً منا بل هو الذي تفهم ذلك، لقد كانت بداية الجيل الصاعد موفقة جداً”.
**الشيخ محمد فريد يصعد درجات السلم باقتدار**
التحق الشيخ محمد فريد العولقي بخدمة محميات عدن عام 1950 كمساعد ضابط سياسي وأصبح ضابطا سياسياً Political Officer عام 1956 حتى عام 1959.. تبوأ حقيبة المالية في حكومة اتحاد الجنوب العربي Federation of South Arabia في الفترة من 1959 حتى عام 1963 ثم وزيرا للخارجية عام 1963م.
**الشيخ محمد فريد ونصيحة قيمة من الشريف حسين الهبيلي**
من أوراق ذكريات آل فريد بن محسن أن الشيخ محمد فريد كان في لقاء مع المندوب السامي البريطاني كينيدي تريفاسكس (1915 - 1990) والذي كان مندوبا ساميا في عدن خلال الفترة 1963 - 1965 وفي سياق اللقاء سأل المسؤول البريطاني الشيخ محمد: أين تسكن يا شيخ محمد؟ فقال له في “البناية الخضراء” GREEN BUILDING (مالكها سالم عمر الكاف وكائنة بجانب سينما راديو بالمعلا وكانت مكونة من دورين: الدور الأرضي تشغله وكالة رويترز للأنباء، فيما شغل الشيخ محمد الدور الأول) فرد عليه المسؤول البريطاني: يفترض أن يكون لك مسكنك الخاص.. ووجه مفوض الأراضي LANDS COMMISIONER بعدن بصرف قطعة أرض في خورمكسر باعتباره وزيرا للخارجية.
عانى الشيخ محمد من الانتظار حتى يأتي دوره وصرفت له الأرض في خورمكسر وكلف الشيخ محمد أحد المهندسين للتخطيط لمشروعه السكني، وفي أحد الأيام مر الشريف حسين بن أحمد الهبيلي، وزير الداخلية وأمير بيحان منذ عام 1935 وحتى عام 1967 (وتوفي في الطائف عام 1985) ورأى الشيخ محمد بجانب أرضه فأوقف الشريف سيارته ليستفسر من الشيخ محمد عن وقوفه فشرح له سر الوقوف وسر المشروع، قال له الشريف: كم معك لهذا المشروع؟ فقال له: كذا من الدنانير، رد الشريف: يا ابن فريد الإنجليز ماعد يبونا وأكيد بيكون توجهنا إلى السعودية وأنتو يا آل فريد بن محسن كثر وفي الشهور الثلاثة الأولى ما بينفعك إلا كمرك (المقصود هنا جيبك) والسعودية ما باتصتضيلك إلا بعد الثلاثة الشهور.
قال لي الشيخ صالح فريد (الشقيق الأصغر للشيخ محمد): هذا الرجل (يقصد الشريف حسين) حكيم .. تصدق أننا عندما وصلنا مع أسرتنا الكبيرة إلى السعودية ما نفعنا إلا كمر أخي محمد (أي تحويشة أخي محمد).
**الشيخ محمد فريد وزايد الخير بن سلطان آل نهيان**
بعد فترة تزيد على العام ذهب الشيخ صالح فريد إلى أبوظبي وكان حاكمها آنذاك الشيخ الجليل الفاضل زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت أبوظبي كبرى “الإمارات المتهادنة” TRUCIAL EMIRATES والتقى الشيخ زايد وقال الشيخ زايد: أبوظبي هي أرضكم وسارعوا جميعا بالقدوم إلينا.. عندنا فكرة قيام اتحاد فيدرالي للإمارات المتهادنة وسنحتاج إلى خبرة الشيخ محمد بن فريد العولقي وأشتيه يستدعي كينيدي تريفا سكس وهو صاحب خبرة طيبة في الفيدرالية.
وصل الشيخ محمد فريد مع أسرته الكبيرة إلى أبوظبي واستضافهم الشيخ زايد ورتب الشيخ محمد لقدوم كينيدي تريفا سكس وأعدا مشروع اتحاد الإمارات الذي قام عام 1971 أو قل إنهما ساهما في ذلك.. دخل الشيخ محمد في فتح مشروع شراكة تجارية مع تريفا سكس وتفرغا للعمل التجاري.
**الشيخ محمد فريد شيخا لقبائل معن العولقية الأبية**
تم تنصيب الشيخ محمد فريد العولقي شيخاً لقبائل معن العولقية الأبية (مشيخة العوالق العليا سابقا) خلفا لعمه المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله بن محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي العولقي الذي انتقل إلى جوار ربه عام 1994م.
ما أحوج القوم إلى خبرة الشيخ محمد فريد في رسم معالم الرؤية
تحدث ديفيد ليدجر في كتابه الشهير “الرمال المتحركة” عن حصافة الشيخ محمد بن فريد العولقي في استشراف المستقبل برؤية برجمانية عام 1967 وكان عمره آنذاك (38) عاما فما بالكم اليوم والرجل في الـ(86) عاما وفي ظل هذه الأوضاع الشائكة والمتردية والرجل صاحب خبرة ومعرفة متراكمتين وتعامل باقتدار مع التجربة الفيدرالية في الجنوب وكانت تجربة راقية قياساً إلى قصر عمرها (1959 - 1967)، وما أحوجنا إلى تأسيس قاعدة عمل مشتركة من كل القوى تضم سلاطين وشيوخ الجنوب الذين غادروا البلاد وهم فقراء.
**الشيخ محمد فريد العولقي متزوج وله ستة أولاد، الذكور منهم ثلاثة: أحمد، فريد، منصر، وثلاث بنات.
2- إضافات هامة في السيرة العطرة للشيخ عبدالرحمن بامجبور:
بعد قراءة ما نشرته «الأيام» في حلقة (رجال في ذاكرة التاريخ) عن الشيخ عبدالرحمن بامجبور في العدد السابق بتاريخ 15 مارس 2015 رأيت أن من الواجب إضافة بعض البيانات المتعلقة بسيرة هذا الشيخ الجليل الذي أعطى ولم يأخذ، مكتفيا بأن ما أعطاه دخل في ميزان حسناته، ومن تلك الإضافات:
أن أصوله - رحمه الله - حضرمية ودخل تاريخ الأسرة في الجوانب الدينية والروحية لمدينة شبام العريقة، حيث إن اسمه الكامل الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن سالم بامجبور الحضرمي الكندي، وقد ذكره وذكر والده أحمد وولده الشاعر المعروف أحمد بامجبور الباحث الأستاذ إبراهيم المقحفي في موسوعته (معجم القبائل اليمنية) المختصرة والموسعة.
توسعت المدارك اللغوية للشيخ عبدالرحمن بامجبور أثناء إقامته في الصومال والحبشة وجيبوتي فأجاد لغات تلك البلدان إضافة إلى اللغة الإيطالية.
كان - رحمه الله - حسن السيرة ولم يقع في آفة من آفات النفاق، وكان صادقا في حديثه وباراً في وعده وأمينا في مسؤوليته وعهده، وكان - رحمه الله - محبا للشعر وكانت مشاعره رقيقة وأملت عليه تلك المشاعر قول الشعر الرقيق.
كان الشيخ بامجبور - رحمه الله - متعدداً في أعمال البر والخير، وقد دأب بعد كل حلقة من حلقات العلم على اختتام الحلقة بالحديث الشريف “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن.. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، وكان مرتادو الحلقة يرددونها وراءه مرات.
كان الشيخ بامجبور - رحمه الله - دائما ما يقبل على شراء كتب الحديث، ويهديها لزاوية الحبيب صالح بن عبدالله الحداد، وفي حب أبي القاسم صلوات ربي وسلامه عليه، كان دائما ما يردد المدائح النبوية، ولأن العلماء ورثة الأنبياء كان دائما ما يستضيفهم.
كان - رحمه الله - محبا لإصلاح ذات البين عامة وقضايا الدين خاصة وكان يقوم باستقطاع أقساط الدين بعد الاتفاق مع الطرفين لأن الرواتب كانت تخرج من تحت يديه، وكان - رحمه الله - يسلمها لأصحابها لوجه الله.
كان الشيخ بامجبور - رحمه الله - مقلاً في كلامه حتى لايثقل مستمعيه أكثر من حاجته إلى توصيل حديثه حتى أن زوجته قالت بعد موته: “لم أشبع من كلامه لأنه كان مقلاً”.
تحدث عنه العلامة حسين الهدار في كتابه (هداية الأخيار في سيرة الوالد العلامة محمد الهدار).