عَـذراء الشّجن المُؤبّد

> منصور أحمد عثمان الأصبحي

> (ﻋﺪن) اﻷﻧﻴﻘﺔ في ضفافي
من زمان حدودها في رقعة الشطرنج
أو بشرودها في خاطري
بخدودها السمراء
في كتب الهوى
بصمودها كالعاتيات
بوجه “ميدلتون”
أو بخلودها في كل سَــمٍّ للخياط
كثوبها المنقوش في إلهام “دافينشي”
تمجيداً لمعزوفاتها الشرقية اﻹحساس
بالأعراس في أقصى زواياها
بمسراها لآخر نجمة
أمارة باﻹحتماء بقلبها
منذ المرافئ قاسمتها بوحها
للماء .. للميناء .. للسمَّــار .. “للعُشَّـار”
باسم جمالها ودﻻلها الروحي
باﻹدهاش في أعياد “حي الزعفران”
وفي “السبيل” وفي شغافي
حين أعشق من سناها
فجرها المسبوق بالأشجان قطعاً
كي أبارك سِربها
وأطير في جنح الظلام
وفي جناح السرعة العذراء
في مضمارها
وبهمسها في قافلات “الـرِّيْـل”
إيحاءً على ضوء القمر
فلها أضاعف قيمتي
ومداد روحي والصلاة وبسمتي
ﻷصافح اﻷنسام
في محرابها الكوني
واﻷحلام في تحصيلها الذوقي
واﻷقلام في إيقاع “رامبو”
أو بتخصيب المناخ العاطفي
ببسمـةٍ لـ “إِليـزا بِيْـث”
وشوقها للـ “بينيان”
وللـ “الصهاريج” العتيقة
منذ مملكة الأريج
ومنذ إقرار الندى للفل والذوق الرفيع
بأنها أمّ البراءة والقراءة والمسارح والحياة
وجَعْـد “زرقـاء اليمـامـة”
حين يشرق وجهها الأزلي
أو يستنفر البحر المسافر
ضحكة الأمواج في “حُقَّـات”
أو يستفتح المعراج
من أقصى “خليج” العابرات
بما تبقَّى من تفاصيل الهوى
ومناسك التنسيم في “كالتكس”
بالهمس النَّـدي بـ “ساحل أبين” دائماً
أو بـ “البُـرَيقَـة“
حين تأوي كالنوارس في فؤادي
بالبخور العاصفي
لأنه.. ولأنها
بـ “الأخضَـرَيْـن“ بصدرها
بالعطر في ميثاقها الجيني
أو بمزاجها العدني بالإجماع
منذ البدر كان مسافراً
والفجر كان مدى
وكان متاخماً لمشارف التأريخ في “شهنـاز”
كـ “الــدَّار” المحصَّـن بـ “الخضيـرة” و “الكَمَسْــرِي”
والصدى الشعبي في “زَكّــو”
وفي “الشيـخ” المجاور للـ “السنـافـر”
للضفائر حين تنسجها صبايا “السيسبان”
وللضمائر يا بقاياها بعمق الذاكرة
فأنا على ثقـةٍ
بأن “أبـان” أوقعها بحبي
حينما أحببتها حد الجنون
وكُنْتُها المجنون يا “فيكتوريا”
أهديتها أنغامي السمراء والشقراء والخضراء
واﻷضواء في “الحسـوة”
والضوضاء في “دكَّــة” أو “كـود النَّمـر”
فجمالها في وعيها الأزلي
حين تفاخَـرَت
بطقوسها ورموزها وكنوزها
وبطهرها النوعي
في قسمات أطفال “المعلا”
أو بأنفاس “الغدير” و “جولد مور”
وفي “خليج الفيل”
تكمل ما استجد من التعايش
في “كـريتـر”
تستلذ بصمتها والعابرين
وفي رحاب “العسقلاني”
أو بلاط “العيـدروس”
تمارس “اليـوجا”
لتعقد صفقة لله أيضاً
في رياض “النـور” يا “شمسـان”
أو في “خـور مكسـر”
وقتما تشتاق “صيـرة”
للخطى اﻷخرى بذكراها
إلى الماء البعيد
لكل ألوان المروج العابثات بشَعْــرها
لجلالها الشرقي
في فصل النجوم العائدات
من المواسم كلها
ومن البداية للنهاية
للضباب وخصبها
لبريقها فيما تناسل من ثقافات الشعوب
وما تناثر في جداولها الخبيئة في “أمان”
فلها أدير سعادتي
وﻷجلها استعمر الفردوس
والفردوس فيها عاصمة
“عدن” القداسة
والمواسم والمسافة والضيافة والورد وشوكة الميزان والميلاد واﻹنسان
فاﻹشراق منها آية عظمى
لتهذيب السماء
بحبها وبقربها وببعدها
حتى أعانقها
لأصنع من هواها يا شغاف القلب
أرقى مزهرية
**منصور أحمد عثمان الأصبحي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى