عدن تقاوم مغول العصر

> محمد العزعزي

>
محمد العزعزي
محمد العزعزي
عدن مدينة الحب والحياة والعلم والجمال تتعرض لأبشع مجزرة في تاريخها المعاصر، وقد تخلى عنها المنتفعون من دمها وخيراتها، وهي اليوم تظلم ببشاعة منقطعة النظير، وهي التي ما بخلت يوما بتقديم العون لمن جاء إليها حافيا وعاريا وجاهلا، وها هي تتعرض للوحشية بطريقة نتنة من الصرب الجدد ومغول العصر بلا رحمة.
فجأة تخلى عن هذه المدينة المدعون حبها وتركوها تغرق بالدماء، وهم من أكل خيراتها ثم تركوها للكلاب تأكل لحمها وتدمر سكينتها وطهرها في هذا الظرف العصيب.. تخلوا عنها لكي تغرق بالدم وتوارى أرباب المصالح والمنافع و«شقاة» الطاغية صالح عن الأنظار لاقتناص ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وسنراهم يقصون حكاوي الدهاء وحبهم لهذه المدينة المظلومة، لكن ما حصل ويحصل كفيل بالكشف عن الأقنعة والوجوه المأجورة.
لقد هرب كل الطاقم الإداري والأمني ليتركوا العاشقة المعشوقة تنهب وتقتل وتغتصب في وضح النهار من قبل شذاذ الآفاق وعصابات الفوضى والفيد والفساد ومافيا الموت، وسيكتب التاريخ أن كل من دافع عنها هم الشرفاء المدافعون والمقاتلون عنها ببسالة حتى لا تغرق أكثر ببحيرة الدم القادم من خلف أسوارها، وغدا سيلعن التاريخ كل من تآمر على مدنيتها وذبح أهلها بسيف الغدر والقبح والفجور، وستحل اللعنة على كل دنس طهرها وعفتها، وكما عرفناها عدن تقاوم كل أشكال الردة والخسة والنذالة.
لم يعد في عدن إلا الشرفاء الذين يدافعون عنها ببسالة أسطورية وملاحم بطولية ضد الدواعش والحوافش والفواحش بإمكانات متواضعة بعد أن نهب السلاح من جبل حديد وباعوه في السوق السوداء بأبخس الأثمان خارج إطارها الجغرافي، وهي مؤامرة بهدف إذلال أهلها، فتبقى تحت رحمة القتلة وتحالف الموت وتخلى عنها الجميع.. عدن تقاوم عوضا عمن هرب وتركها تواجه المرتزقة الزاحفين إليها من كل حدب وصوب لنهبها وقتل أهلها الطيبين المسالمين.
إن عدن في هذه اللحظة الفارقة تقوم بدورها الطبيعي والطليعي لاستعادة مكانتها مدينة السلم والعلم والعمل، ولن تنسى من اقترف جرما بحقها لحظة الشدة وسيدحر العدوان فالقضية تتلخص بمعركة كرامة وبقاء لتحافظ على مدنيتها ومكانتها بين المدائن، وثمن الحرية غال، ولكن الدفاع عنها واجب، وها هي عظمة أبنائها تبرز في الدفاع عنها الدم والإرادة والعزيمة والكفاح، خصوصا من أحب هذه المدينة من شعب الجنوب الذين سارعوا إلى عدن للدفاع عنها من غزو المغول لاستعادة الأمن والسكينة إلى ربوعها، وفك أسرها مما هي فيه.. وغدا تبتسم الحياة، فلا نامت أعين الجبناء، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى