في ذكرى مجزرة دار سعد الثانية .. الجريمة التي تجرد فاعلوها عن الإنسانية

> كتب/ علاء عادل حنش

> جاء العام 2015م وحمل في طياته حربًا شرسة أكلت الأخضر واليابس، وأظهرت كل شخص على حقيقته، وبينت جوانب الرحمة والإنسانية عند الجميع رغم دموية ذلك العام الذي قُتل فيه الكثير والكثير.
فربما يتجرد الإنسان عن أخلاقه ومبادئه ونخوته ويصبح إنسانًا لا قيمة له، لا في مجتمعه ولا في موطنه، وحتى مع محيطه -أكان شخص أم جماعة- لكن الأعظم على الإطلاق إن تجرد الإنسان أو الجماعة عن إنسانيته ورحمته، فحينئذ سيصبح بلا ضمير ولا أدنى شفقة أو رحمة.
هذا ما وقع فعلًا في يوم الأحد 19 يوليو عام 2015م في مديرية (دار سعد) بالعاصمة عدن، حينما قام الحوثيون وأتباع الرئيس السابق صالح بقصف مدينة (دار سعد) قصفًا عشوائيًا وبمختلف الأسلحة المختلفة على أحياء ومنازل ساكني المدينة الذين كانوا خطأهم الوحيد الجلوس بمنازلهم!!
مديرية دار سعد
مديرية دار سعد

كيف لا وهذه الجماعة تقصف دون أن تراعي ساكني المنازل التي توجه نحوهم أفواه مدافعها النتنة؟!
نعم.. فمن قاموا بهذه الجريمة تجردوا كليًا عن الإنسانية، فحين ترى بأن عدد الأطفال الذين قُتلوا في هذه المجزرة هو (6) أطفال، وعدد النساء (8) فعندئذ سترمي بأبشع الكلمات تجاه فاعليها، وهذه ليست الإحصائية الكاملة لهذه المجزرة، فعدد الضحايا الذين لقوا حتفهم وصل لـ(34) قتيلًا، وجُرح ما لا يقل عن (46) مواطنًا ما بين أطفال ونساء وشباب المدينة، وذلك طبقا لمنظمة (حق) للدفاع عن الحقوق والحريات.
والأمر الذي يفضح انعدام إنسانيتهم هو قصفهم لأماكن لا تتواجد فيها أي خطورة عسكرية آنذاك، فالحوثيون وأتباع صالح أطلقوا قذائفهم نحو منازل مدنيين، وعلى السوق الشعبي المكتظ بالمتجولين شمالي المدينة، حيث أكدت المصادر أن القذائف التي أُطلقت من قبل الحوثيين وأتباع صالح جاءت من اتجاه إحدى المزارع المتواجدة في محافظة لحج - تبعد حوالي أربعين كيلو متر- حيث تعتبر مديرية (دار سعد) البوابة الشمالية للعاصمة عدن، وهي بالمقربة من محافظة لحج.
ضحايا القصف دار سعد
ضحايا القصف دار سعد

وبسبب موقعها تعرضت هذه المدينة للكثير من المجازر، وراح منها الكثير من القتلى لا سيما الأطفال والنساء والشباب، فتمنى أهل المدينة لو أن مكان مدينتهم ينتقل لمكان آخر؛ ليحقنوا دماء من تبقى من ساكني هذه المدينة آنذاك، فمدينة (دار سعد) لم تكن تستحق كل ما حدث لها من قتل وسفك للدماء وتدمير لمبانيها، حيث قُدر أن عدد شهداء المدينة حتى مارس2016م بـ(385) شهيدًا، وعدد جرحى المدينة وصل لـ(728) جريحًا، وهما رقمان كبيران بالنظر لحجم المدينة وعدد سكانها القليل، وقُدر عدد المنازل المتضررة حتى التاريخ الذي ذُكر آنفًا بحوالي (4000) منزلٍ.
هذا وقد ذكرت إحصائية مديرية واحدة فقط في عدن، فما بالكم لو خضنا في كل مديريات محافظة عدن، ستكون الإحصائية كبيرة بلا شك.
ضحايا القصف دار سعد
ضحايا القصف دار سعد

إن يوم الأربعاء الماضي 19 يوليو 2017م، هو اليوم والتاريخ اللذان يُصادفان الذكرى الثانية لمجزرة (دار سعد) الأليمة، والتي وقعت يوم الأحد 19 يوليو 2015م.
ولذلك فإننا نعزّي أنفسنا وكل أسر الشهداء الذين فقدوا أطفالهم ونساءهم وشبابهم في هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي وقعت في (الجنوب)... فإنا لله وإنا إليه راجعون.??

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى