المجلس الانتقالي الجنوبي.. استجابة لتحديات الضرورة

> فهد حنش أبو ماجد

> انتظر الشارع الجنوبي طويلا أية توافقات سياسية بين المكونات الجنوبية وولادة حامل سياسي جنوبي يوحد الجهود ويعبر عن إرادة الشعب في الشارع الجنوبي التواق إلى الحرية، واستعادة حقوقه المغتصبة فتشكلت اللجان التنسيقية على أمل المقاربة ولملمة المكونات الجنوبية للخروج برؤية سياسية وإطار سياسي جامع، أو في الحد الأدنى مجلس تنسيق مشترك، إلّا إن تلك الجهود واجهت الكثير من العثرات بسبب أزمة الثقة بين زعامات تلك المكونات، فاستغلت السلطة الشرعية والأحزاب اليمنية ذلك فعملت على استقطاب بعض القيادات الحراكية ومدتهم بالمال، واستخدمتهم في شق الصف الجنوبي والتصدي لرفاق النضال الجنوبي بكل جبروت بالوكالة، متناسين التضحيات والدماء الجنوبية التي قدمها الشعب الجنوبي لبلوغ أهدافه المنشودة.
وما أن جاء إعلان عدن التاريخي حتى تنفس الشعب الجنوبي الصعداء بعد طول انتظار، مستبشرا بولادة أول إطار سياسي جنوبي، توحدت خلاله عدد من المكونات الجنوبية بتأييد والتفاف جماهيري كبير.
لقد تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل تحديات وتجاذبات وضغوط داخلية وخارجية في وقت قياسي استجابة لتحديات الضرورة والضغوط الجماهيرية.
لم يدّعِ أحد أن تشكيلة المجلس والحوارات والتشاورات التي أدارها القائد عيدروس الزبيدي مع المكونات الجنوبية مثالية، وإنما هذا ما أمكن الوصول إليه، فيجب القبول به باعتباره أول إنجاز تفرزه الساحة الجنوبية، كما يجب تلافي أي قصور وتعديله والبناء عليه.
لقد مثل المجلس الانتقالي الجنوبي اللبنة الأساسية للمارد الجنوبي للانطلاق نحو المستقبل فتنتصب أمام المجلس مهام جسيمة وملحِّة أهمها:
أولا: انطلاقا من حقيقة أن الجنوب بحاجة إلى كل أبنائه بمختلف توجهاتهم السياسية يجب إطلاق حوار سياسي مع كل المكونات والقوى السياسية الجنوبية المتحفظة والمعارضة للمجلس واستقطابها وتطمينها، والأخذ بآرائها، وتقديم التنازلات بما يخدم القضية الجنوبية لتفويت الفرصة على القوى المتربصة بقضيتنا الجنوبية العادلة.
ثانيا: تنفيذ خطة إعلامية احترافية من خلال إيجاد منظومة إعلامية واسعة الانتشار لإقناع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بعدالة القضية الجنوبية من خلال التواصل مع المؤسسات الإعلامية العربية والدولية ومراكز الدراسات الاستراتيجية، ومدها بالمعلومات والبيانات والدراسات المحلية، واستقدامها واستضافتها لإجراء الاستقصاءات والاستبيانات والدراسات، لأن الدول صانعة القرارات الدولية تعتمد على مراكز الدراسات الاستراتيجية في اتخاذ القرارات.
ثالثا: ترشيد الخطاب الديني ونهج خطاب وسطي معتدل يدعو إلى التسامح والتعايش مع الأديان ونبذ التطرف والإرهاب والتكفير.
رابعا: ابتعاد قيادة المجلس عن العمل الانفرادي المرتجل والاستعانة بمستشارين وخبراء وكفاءات في مختلف المجالات لرسم السياسات والاسترتيجيات، بما في ذلك الإشراف على الخطاب السياسي والإعلامي والديني للمجلس.
فهد حنش أبو ماجد/ يافع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى