محافظ محافظة عدن عبدالعزيز المفلحي في أول حوار صحفي له خص به «الأيام»: وجود مستورد واحد أحد أسباب أزمة المشتقات النفطية والحاجة ملحة لتحرير السوق..نسعى لحل جذري لمشكلة الكهرباء وجعل عدن منطقة جاذبة للاستثمار

> حاوره / محمد هشام باشراحيل

> أجرت صحيفة «الأيام» حوارًا صحفيًا مع محافظ محافظة عدن عبدالعزيز المفلحي هو الأول له على مستوى الصحافة المحلية أو العربية أو الأجنبية، منذ توليه قيادة السلطة المحلية في عدن، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحاصلة الآن في العاصمة عدن ورؤية السلطة المحلية للمستقبل القادم..
مساء الخير سيادة المحافظ وأهلا وسهلا بك في أول حوار صحفي لك تجريه معك صحيفة «الأيام» ، ونحب هنا أن ننتهزها فرصة لتوجيه عدد من الأسئلة التي يبحث الناس عن إجابة عنها..
* تحتفل عدن هذه الأيام بالذكرى الثانية لتحريرها، ما تعليقكم على هذه المناسبة؟
- أولا شكرا لصحيفة «الأيام»، وهذه صحيفتنا التي نعتز بها جميعا، باعتبارها من أولى الصحف المطبوعة في الجزيرة العربية.. ثانيًا بهذه المناسبة وهذه اللحظة أهنئ شعبنا وأهلنا في عدن والمناطق المحررة بمناسبة تحرير عدن، الذي شكل تحريرها ملحمة شعبية ستخلد في الذاكرة والتاريخ، لأنه بالفعل كانت المعركة غير متكافئة ولا يوجد فيها أي توازن من حيث القوة التي كانت بالنسبة للانقلابيين، وتمثلت بعشرات الألوية المدججة بالسلاح مع مواطن أعزل من السلاح، ولكن بصمود أبناء الباسلة عدن ومع كل الشرفاء كان هناك صمودا واستبسالا منقطعي النظير في مواجهة ذلك العدوان، فرفضوا الإذعان والذل مجددا ولم يقبلوا بالركوع إلا لله سبحانه وتعالى، فوجدنا منهم ذلك الصمود الأسطوري الرائع، اشترك فيه كل أبناء عدن أطفالها ونسائها ورجالها وشبابها وشيبتها، وعملوا تلك الملحمة الرائعة، التي تكللت أخيرًا بدخول القوات العربية الإماراتية وقوات التحالف معها لتستكمل تلك الملحمة ذلك النصر التاريخي، والذي شكل معجزة حربية ستدرس لاحقا في المدارس العسكرية، لما لهذه المعركة من أبعاد لم تكن موجودة في معارك سابقة لها.
ونقول مبروك لشعبنا بهذه المناسبة ومبروك لعدن مدينة الحب والسلام ومدينة النور، نقول لهم ألف مبروك على هذا الانتصار الساحق، وشكرا لدول التحالف العربي التي كان على رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك العربي العظيم سلمان بن عبدالعزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة على ذلك النموذج العربي الرائع بقيادة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخويه سمو الشيخ محمد بن زائد آل نهيان، ونائبه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
* سيادة المحافظ، متى ستداومون في مبنى المحافظة بالمعلا؟
- نحن أتينا إلى عدن لنؤدي واجبنا أمام أهلنا، فالتكليف الذي كلفنا به فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، أراد من خلاله أن نجعل من عدن نقطة تحول باتجاه المستقبل، وبداية الإعمار وإنهاء كل آثار الحرب سواء كانت على الأرض أو الإنسان، من خلال الإسراع في تفعيل كل الأجهزة والمؤسسات الخدمية والأمنية الشرطوية والقضائية وغيرها، لأن عدن قدرها ووضعها الطبيعي أنها تمثل المركز التجاري والاقتصادي على مستوى جنوب الجزيرة العربية، وكانت قبل ذلك المركز الأممي والتجاري عالميًا، فنريد بالفعل أن نحقق ذلك بتعاون أشقائنا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الذين بالفعل دفعوا معنا ثمنًا باهظًا، وأرواحا ومالًا ودموعًا في الحرب ضد الانقلابيين في عدوانهم السافر على الأمة العربية، فمن خلال عاصفة الأمل نرى أنه حان الوقت لبداية إعادة الإعمار وإعادة الأمل إلى نفوس شعبنا في المناطق المحررة جميعا ابتداء من عدن.
أما بالنسبة لموضوع استلام مبنى المحافظة فأنا أقدر وأثمن الظروف الخارجة عن إرادتنا جميعًا وهي ربما لأسباب فنية وجزئية منها سياسية ربما، تم بسببها تأجيل استلام المحافظة بالرغم من أن الجميع جاهزون لموضوع الاستلام والتسليم، وأنا أتوجه بالشكر والتقدير لأخي عيدروس الزبيدي لما قدمه في الفترة التي كلفه فيها فخامة الرئيس له لإدارة عدن، وأقول له إنك قد أبليت بلاء حسنًا في مهمتك، وإننا جميعًا نسعى إلى هدف واحد وهو أن نقوم على خدمة شعبنا وأهلنا في التحرر من التبعية والعبودية والإخضاع والإذلال، ونبدأ ببناء مؤسسات الدولة على أسس تضمن ديمومتها وتضمن فاعليتها، من حيث تأكيد الأمن والاستقرار، واحترام القيم والعدل والحق من خلال القضاء المستقل الذي بدأ دوره قبل أسبوعين، وستليه خطوات لاحقة وقريبة في تأسيس الشرطة القضائية وإعادة كل مراكز الشرطة في كل المديريات في عدن بإذن الله تعالى، وتعزيز الأمن من خلال توحيد الجهاز الأمني وغرفة العمليات المشتركة التي سيكون للتحالف العربي دور إيجابي وفعال فيها.
* ماخططكم وبرامجكم الاستثمارية لإعادة بناء عدن؟
- أولًا: نحن من هذا الشهر نحلم بأن نعيد لعدن بريقها السابق، ونحلم بأن تكون عدن مثل العواصم القريبة منها الشقيقة والصديقة، وأن يكون لها مكان تحت الشمس، لأن عدن مؤهلة حقيقة لتكون بالفعل نقطة جاذبة للاستثمار بكل أشكاله، سواءً الاستثمار الصناعي أو الزراعي أو الخدمي، وتكون نقطة جاذبة للاستثمار، ولكن قبل هذا وذاك نريد أن نجهز الأرضية المناسبة والملائمة لقضية الاستثمار، حيث إن الاستثمار لا يمكن أن يجد طريقه إلى عدن إلا إذا كنا جاهزين نحن، أرضا وإنسانا، وجذب تلك الاستثمارات من خلال البنية الفعالة والطاقة وحل بشكل جذري مشكلة الكهرباء، وتطويرها إلى مستوى أعلى لتوفي بكل متطلبات الاستثمار القادم.
والجانب الثاني هو تعزيز البنية التحتية، سواء كانت الطرقات أو المياه أو الهاتف وغيرها.. وثالثا إعادة الأمن بمفهوم جديد، يكون على أساسه الترابط الفعلي بين القضاء وقوة واحترام القانون، من خلال السلطة القضائية، من أجل أن يكون القانون هو السيد على أرضنا في عدن والمناطق المحررة جميعًا.
* سيادة المحافظ.. هل بدأ تطبيق مشروع الأقاليم في عدن وأبين ولحج والضالع؟
- أستطيع القول إن المخرج هو الدولة الاتحادية بالأقاليم، فهي أفضل حالًا من الوضع البائس السابق في ظروف الوحدة الاندماجية التي ماتت، أرى أن الشكل الاتحادي أو الشكل الفدرالي هو عملية الانطلاق بالفعل الحضاري الإنساني على الأرض والتقدم بالبلاد بشكل تنافسي إيجابي، ويحقق غايات لمصلحة المواطن وتعزيز أمنه واستقراره وتحقيق مصالحه على الأرض، وإذا تكلمنا على مستوى المحافظات الجنوبية فالتعاون موجود من عدن حتى سقطرى، وكذلك مع المناطق المحررة الأخرى التي هي إلى مأرب والجوف وغيرها مثل أجزاء من تعز وإب والبيضاء، وعلى ذلك فنحن نأمل أن يخرج الجنوب من هذه الحرب بحلول منظمة نقول عنها واقعية لا تكررالماضي وأخطاءه، ولنعتبر من أخطاء الماضي لكي لا يتكرر المشهد المأساوي ويطاردنا في كل مرحلة من مراحل حياتنا، فلنجد الحلول التي تضمن الديمومة للاستقرار في هذه البقعة المهمة في الجزيرة العربية.
* مخرجات الحوار وقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية مازال الانقلاب الحوثي صالح يضرب بها عرض الحائط.. ما هو الحل في نظركم لإنهاء الحرب؟
- المبادرة الخليجية هي التي حقنت الدماء، وكانت مخرجا حقيقيا لحقن دماء اليمنيين في مرحلة تاريخية خطرة جدا كانت ربما تكون كارثة على الأرض اليمنية، وما تراه من تغير أو تغيير ونتائجها ربما اختيار الرئيس هادي كقائد رئاسي لهذه المرحلة نتج عنها أن الرئيس عبد ربه منصور هادي كان يبحث عن حلول جذرية للمشاكل المزمنة في اليمن، ومن هنا جاءت دعوته لمؤتمر الحوار الشامل الذي يمثل فيه حتى بعض المهمشين، على ذلك كانت النتائج ومخرجات الحوار الوطني تمثل حدا معقولا من الطموح لشعبنا في الخروج من أزماته.
وعلى ذلك عندما تم تتويج هذا العمل الإيجابي بمخرجات الحوار والتي هي مسودة الدستور الاتحادي للدولة الاتحادية، ورغم وصولنا إلى هذه المرحلة النهائية ليعيش الشعب في الدولة الاتحادية الفدرالية، إلا أن الانقلابيين قاموا بالانقضاض على هذا المشروع، لأنهم أولا مازالوا مؤمنين بأن الدولة تكون عبر المركزية، وثانيا لأنهم يؤمنون بالجمع بين السلطة والثروة، وبعد ذلك حاولوا الانقلاب على أسس الأمن الذي بدأ يظهر ضد شعب اليمن، من خلال العمل الانقلابي الذي تلاه العدوان الغاشم على طموحات شعب اليمن من صعدة إلى مأرب ويريدون إخضاعه وإذلاله وإبقائه في معادلة الذل والظلام.
* حسنا.. ما هو المخرج؟
- المخرج بإنهاء هذه الحرب، فالذي قام بالعدوان وبدأ بالطلقة الأولى هم الانقلابيون ونحن لم نكن إلا مدافعين عن حقنا بالحياة وبالحرية، ولذلك واجهنا ذلك العدوان، ووقفت معنا دول التحالف العربي كافة بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وكذلك المجتمع الإنساني الذي حدد موقفه من القرار الاممي 2216 الذي حدد المعتدي والشروط التي يجب أن يلتزم بها من قام بالعدوان على الشعب وطموحاته وقام بالعملية الانقلابية، والتي تمثلت بضرورة الانسحاب من كل مؤسسات الدولة، وتسليم السلاح الثقيل والإقرار بمخرجات الحوار، والاعتراف بالمبادرة الخليجية، والعمل بشكل جاد وواضح مع آليات القرار 2216 لبلوغ الحالة السلمية التي ممكن التوافق عليها بعد ذلك، ولكن كما يبدو أنهم أرادوا أن يحسموا الأمور بالحرب، وها هو أملهم يتضاءل يوما بعد يوم.
إن الحرب والعنف لا يمكن أن يقدما حلا، لذا من حرصنا على عملية السلام لهذه المناطق المهمة للعالم ولأنفسنا نتمنى السلام المشرف للجميع، ونقول تعالوا إلى كلمة سواء بأن نعترف أن من حق شعبنا أن يقرر مصيره، وقد قرر مصيره من خلال خياره في مؤتمر الحوار بالدولة الاتحادية، وبالتالي احترام مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية، والقرار 2216، ذلك يعتبر بالفعل أساسا لأي حوار مع الطرف الآخر، لابد أن يعبر الطرف الآخر عن مدى جديته في الحوار، لأن أكثر من مرة نجد أن اتفاقات السلام للأسف الشديد لم يحصل الاتيان بها مباشرة، فالاتفاق الذي تم في الكويت كان برعاية أممية، ولكن للأسف الشديد الطرف الثاني تمنع ورفض عملية السلام وصمم على استمرار الحرب المدمرة والقذرة التي راح ضحيتها الكثير من أبناء شعبنا والذي دفع ثمنها غاليا بدمائه وأمواله يوميًا.
وعلى ذلك نقول يجب أن نجلس معًا وبصورة شجاعة، وعلينا احترام الإرادة الشعبية للشعب اليمني لما قرره في مؤتمر الحوار واحترام مخرجاته واحترام مسودة دستوره، وكذلك الإقرار بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرار 2216 إذا أردنا بالفعل التحرك بالاتجاه الصحيح، وأول بادرة يجب أن يتجهوها في طريق السلم هي إطلاق سراح الأسرى السياسيين وعلى رأسهم اللواء محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب، وغيرهم من المعتقلين السياسيين وأيضا أحمد المرقشي وبقية المناضلين السياسيين القابعين في سجون صنعاء، وكذلك رفع الحصار عن المدن والسماح لمنظمات الإغاثة الدخول للمناطق المحاصرة.
* حضرة المحافظ.. يلامس المواطن في عدن تحسنا طفيفا في خدمات الكهرباء.. ولكنه لايزال يعاني منها في الوقت نفسه، استئجار الطاقة وشرائها يكلف الكثير جدا، فلماذا لا تعمل الدولة على إنشاء محطة توليد كهربائية؟
- موضوع الكهرباء وفسادها على مستوى الجمهورية اليمنية هي قضية قديمة لازالت آثارها قائمة إلى يومنا، إلى جانب أن الكهرباء في عدن دفعت ثمن أيام الحرب حيث تم تدمير الكثير من المحطات التحويلية والمولدات وغيرها، إلى جانب أن الكهرباء في عدن لم تحظ بأي تطوير على الإطلاق إلا في إطار محدود جدا، ولكن الشبكة ظلت تلك الشبكة المعمولة منذ الأربعينيات والخمسينيات، وعليه تجد أن هناك بالفعل معضلة حقيقية في قضية إيجاد محطة استراتيجية لأن الشبكة لا توائم طبيعة بناء محطة استراتيجية بقوة 300 ميجا أو 500 أو 1000 ميجا، من المؤلم جدا أن لا يكون تفكيرنا استراتيجيا في تحسين هذه الخدمة..
أنا أعتقد اعتقادا جازما أن الأشقاء سيقفون إلى جانبنا إذا ما رأوا جدية من قبلنا في هذا الاتجاه.. فالرئيس عبدربه منصور هادي - مشكورًا - أراد أن يرفع المعاناة عن أبناء شعبنا في عدن ولو بدفع ثمن غالٍ من خلال دفع القيمة الإيجارية التي تدفع الآن بمعنى تدفعها الدولة دون مقابل للأسف الشديد، والتي قد تكلف في 6 أشهر 54 مليون دولار من الوقود والديزل.
ولذلك نرى أن قضية أو موضوع الكهرباء في عدن يتطلب حلا شجاعا وجذريا من خلال إصلاح شبكة الكهرباء أو ممكن نسميها خطوط النقل والتوزيع، بأن تكون مؤهلة ومجهزة لاستقبال الضغط العالي سواء كان من 300 ميجا أو 500 أو 1000 ميجا، وللأسف توجد هناك قروض من قبل الصندوق السعودي للتنمية وكذلك الصندوق العربي الكويتي ومن قبل الصندوق الإماراتي بأكثر من 200 مليون دولار لإصلاح الشبكة، لكن للأسف الشديد لم يتم العمل على هذه القروض حتى اللحظة ولم يتم تفعيلها، وهذا أعتبره تقصيرا من قبل حكوماتنا المتعاقبة في هذا الجانب، وبالتالي يجب الاستفادة من تلك القروض التي تعالج مشكلة الشبكة، ونحاول الاستفادة من التعاون الإيجابي الموجود الآن من قبل أشقائنا الذين لم يبخلوا على الإطلاق بتقديم أي شيء للمناطق المحررة.
نحن متأكدون بأن إخواننا في المملكة العربية السعودية وإخواننا في الإمارات العربية المتحدة سيقومون بحل جذري لمشكلة الكهرباء في عدن، وهذه وعود حصلنا عليها من قبلهم، وقد بدأت الإمارات العربية المتحدة بمحاولة إصلاح الكهرباء والدفع بطاقات جديدة، ولكن للأسف الشديد الفساد والإهمال أكل ربما الشيء الكثير من تلك المعونات وذهبت في مهب الريح، ولذلك نؤكد الآن بأن هناك جدية وعزم حقيقي لحل مشكلة الكهرباء من خلال تعاون أهلنا في دول التحالف.. نحن نبحث جديا مع شركاء فاعلين دوليين في هذا المضمار على أساس أن تدخل هناك شركات عالمية في منظومة الكهرباء لتمثل مشروعا استراتيجيا للطاقة، ربما توصل إلى 900 أو 1000 ميجا معتمدة على المازوت والغاز، وهو يمثل حالة أرخص من وقود (الديزل).
وأعتقد أن بعضهم قدم مقترحات بأن يقوموا بإنشاء هذه المشاريع في عدن التي من الممكن أن تناقش لاحقا مع الشركاء الدوليين والشركات الدولية، لفتح آفاق جديدة للطاقة في عدن وآفاق جديدة للاستثمار في عدن من خلال توفير الطاقة الرخيصة، ولذلك نحن نبحث عن كل البدائل المتاحة ومن كل اتجاه من أجل إصلاح وضع الكهرباء في عدن التي أجلت كل أشكال التنمية فيها.
* أزمة المشتقات النفطية لاتزال تشكل هاجسا يؤرق المواطن، ما هي أسباب هذه الأزمة؟ ولماذا تتكرر؟
- المفترض أن لا تكون هناك أزمة في المشتقات النفطية، أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية الشقيقة، قدموا العون من بدايات التحرير في الدفع بمشتقات مجانية، وبعضها بشكل قروض كبيرة جدًا ولكن كما يبدو أننا لن نحقق استفادة حقيقية منها بسبب تدمير الإدارة من قبل العدوان، وتدمير بعض المنشآت الخاصة بشركة النفط والمصافي، وهذه الإشكالية الإدارية ربما أنها كانت من الأسباب الرئيسة في عدم الوصول إلى حالة من الاستقرار في الوضع التمويني للوقود بكل أشكاله سواء كان ديزل أو بنزين، أو غيرهما، ولكن هناك كذلك إشكالية مازلنا نعاني منها بأن هناك مستورد واحد وهو يتمثل في شركة النفط، وبالتالي نحن في أشد الحاجة لقرارات شجاعة بأن نحرر سوق النفط من خلال فتح المجال لكل من يستطيع الاستيراد وتقديم أقل الأسعار والقبول بالعملة المحلية كقيمة لهذه المنتجات.
* ملف المياه أيضا، سيادة المحافظ، فالناس تعاني بسبب انقطاعه وفي بعض المناطق والمديريات لا يصلها.. ما هي الأسباب والحلول التي لديكم لإنهاء هذه المعاناة؟
- لقد بدأنا بالتعامل مع مشكلة المياه والصرف الصحي إلى جانب الكهرباء في اليوم الأول الذي وصلنا فيه إلى عدن، حيث إن مشكلة المياه والصرف الصحي مترافقة، فقضية المياه مرتبطة بإشكالية الكهرباء والتي تعتبر سببا رئيسا لعدم وصول المياه إلى بعض المناطق المرتفعة مثل العيدروس والشيخ إسحاق وغيرها من المناطق، كذلك هناك قضية عدم وجود خدمة المياه للأسف الشديد مثل دار سعد الشرقية وكذلك في بعض المناطق في البريقة، فلم تكن خدمة المياه موصلة إليها.. فمثلا الطويلة قمنا بحلول مؤقتة من خلال دعم هذه المناطق بإسعافها من خلال استئجار شاحنة لتوصيل الماء للمواطنين، ولكن هذا الحل مؤقت ولن نقف عنده، وبحثنا عن الحل الذي يضمن استمرار تدفق المياه إلى هذه المناطق، ومن هنا قمنا بالاتفاق مع الكهرباء بمد خطوطها إلى بير ناصر على أساس أن يكون واحد ونص ميجا لحقل المياه ليرفع من إنتاجيته، وكذلك استخدام أو إحياء حقل الماء في أبين، الذي كان بالفعل متوقفا منذ فترة طويلة، وكانت مشكلة الطاقة إحدى المشاكل الرئيسية في حقل أبين.
وقد تم الوصول إلى حلول في هذا المضمار من خلال استخدام الطاقة الشمسية في بعض الآبار والمولدات كحل ثنائي بجانبها، الآن الطاقة الإنتاجية للمياه وصلت إلى نسبة مقبولة جدا وتصل إلى معظم مناطق عدن ولم تعد بالمشكلة التي كانت عليه سابقًا.
ووجدنا بعض الأنابيب المتصلة بالمياه لديها خلل في الشبكة وتم رصد مبلغ لمعالجتها وخاصة في المعلا مع الصرف الصحي بالمعلا وكريتر، بالإضافة إلى ذلك تم اعتماد تغيير شبكة الصرف الصحي المتهالكة الممتدة من كريتر حتى خور مكسر والتي يبلغ طولها حوالي 20 كم، كمرحلة أولى، لتستكمل بعد ذلك شبكة الصرف الصحي بالكامل في عدن، وقريبا جدا بإذن الله تعالى.
* تشهد عدن في الفترة الأخيرة ظواهر دخيلة عليها منها إطلاق الرصاص في الأعراس ما ينتج عنه مقتل بعض المدنيين بسبب الرصاص الراجع.. لماذا لا يتم اتخاذ تدابير لمنعها؟.
- هذه الظواهر السلبية الدخيلة على عدن قد أرقت المجتمع، ونحن متجهون بشكل صارم إلى تفعيل قرارات قد سبق أن تم اتخاذها، ولكن للأسف الشديد لم تلتزم بها بعض المديريات، وسيتم الاتفاق مع إدارة الأمن من أجل اتخاذ قرار صارم لمنع إطلاق النار في المناسبات والأعراس على الإطلاق، وأن ينال العقوبة كل من ينتهك مثل هذه القرارات، ونحن في سبيل توحيد الأجهزة الأمنية تحت إدارة واحدة وموحدة، وأعتقد أن الضامن الحقيقي أن يكون بذلك للقرار قوة للتنفيذ على الأرض.. بإذن الله ستخلو عدن من هذه الظاهرة السلبية، وكذلك ظاهرة المليشيات التي مازالت متواجدة والتي ربما بعضها تحت المقاومة.
ونحن نقدر ونحترم المقاومة، ولكن عدن تستحق منا أن نحترم منظومتها المدنية وبقوة إذا كنا بالفعل نقدم الحلول والولاء لها.. بعض المظاهر لا تتناسب مع عدن إطلاقًا، وبالتالي تمثل نوعا من الاعتداء على الذوق العام وحياة واستقرار عدن، منها هذه المظاهر المسلحة المفروضة.
* لماذا لم يتم حتى الآن إخراج المعسكرات من عدن ؟
- ثَمَّ اتفاق بين اللجنة الثلاثية ودول التحالف حول إخراج المعسكرات من عدن ونحن نبارك هذا الاتفاق الرائع، وتم الاتفاق على توحيد الأجهزة الأمنية في جهاز واحد وقيادة موحدة ومرفق عمليات مشتركة يشترك فيها حتى إخواننا في التحالف العربي في القرار والتنفيذ.. ومن هنا نحن نطالب - بالفعل - بالإسراع في تنفيذ هذه القرارات مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الألوية ليست مسلحة بالشكل الكافي وخاصة التي تنقل لمناطق المواجهات، سواء كانت المواجهة مع الإرهاب الذي يترأس حربه الانقلابيون، أو الذين يكونون على مستوى المواجهة المباشرة مع العدو، ولذلك أنا أعتقد أن دول التحالف تقدر مثل هذا الكلام وستدعم هذه الألوية بالأسلحة المناسبة لها لتكون في مواقعها العسكرية المواجهة للعدوان.
* ماذا عن انتشار السيارات غير المرقمة.. ألا يشكل ذلك تهديدا أمنيا على المواطن ؟ ما هي إجراءاتكم للحد من هذه الظاهرة؟
- هذه الظاهرة غير حضارية وسلبية ومرفوضة، سنسعى مع أشقائنا في التحالف وكذلك مع القوى الأمنية والأجهزة المعنية كالمرور إلى إعادة الانضباط والالتزام بقضية اللوحات لما لها من أثر خطير جدا على الموضوع الأمني، وترك الأمور على نحو قائم سيكون مدعاة إلى مزيد من الفوضى، ويفترض بالفعل الاتفاق مع الأجهزة المعنية على اتخاذ قرار لمنع هذه الظاهرة وضرورة إعادة السجل المروري والسجل الأمني الخاص بالسيارات لضرورة أن يتم ترقب السيارات.
* حسنا، ننتقل إلى موضوع آخر هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب رقابة الجهات المسؤولة ؟
- قضية ارتفاع الأسعار، هناك شكل احتكاري لموضوع استيراد بعض العلامات التجارية من المواد الغذائية، وأعتقد أن هذا الشكل الاحتكاري هو السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار، ولكن المفروض أن تكون الموانئ والمنافذ مفتوحة لكل من يستطيع أن يستورد موادا غذائية للسوق مطابقة للمواصفات وتحمل شهادة المنشأ بدرجة رئيسية، ومن هنا فمجرد أن تترك البلاد بحرية في الاستيراد فإن هذا سيخفف من الأعباء ويدفع للتنافس بين التجار أنفسهم، مما يؤدي إلى تخفيض الأسعار التنافسية أمام المستهلك..
الجانب الثاني يجب أن تفعل الأجهزة المعنية في التجارة التموينية، في قضية الرقابة على الأسعار، وأن لا تترك مفتوحة أو متروكة، فهذا الأمر خطير جدا لأن الملاحظ أن الأسعار قد وصلت بعضها إلى أن تكون أكثر من الدول المجاورة، وهذا أمر يخالف الواقع، وبالتالي لابد من معالجة جادة وحقيقية لمثل هذا الأمر.
* ما الذي ستتخذونه جراء هذا؟
- أعتقد أنه بتظافر جهود الأجهزة الأمنية وبالذات مع وزارة التجارة والتموين لتفعيل أجهزتها الرقابية وكذلك الأجهزة الرقابية المتصلة بالسلطة المحلية للقيام بمراقبة الأسعار وتقديم التكلفة المتوسطة ومقارنتها بالأسعار الإقليمية التي من حولنا ليتبين أن المبالغة في الأسعار أو أن السعر قد وصل إلى الشكل التنافسي المقبول على الأرض.
* المستثمرون المحليون والتجار يشتكون من زيادة الرسوم أو من الزيادة في أجور النقل عبر ميناء عدن، هل هناك من تسهيلات ستقدمها قيادة محافظة عدن لترتفع بها الواردات في ميناء عدن؟
- نعم سنقدم التسهيلات كاملة كما وعدنا، ونذلل المصاعب الممكن تذليلها لكل رجال الأعمال المتواجدين في عدن، وأولها أن تكون الرسوم في عدن متناسبة مع بقية الموانئ اليمنية الأخرى.. نحن نرفض الأسلوب الاحتكاري في موضوع النقل الذي هو قائم بواسطة النقابات وغيرها، هذا الأسلوب يؤدي بالفعل إلى تشويه هذه الخدمة، وكذا الاعتماد على آليات وشاحنات يفترض أن تخرج عن الخدمة من عشرات السنين، لأن لها مخاطر على الإنسان في الطرق وهذا الشكل الاحتكاري أدى إلى زيادة تكلفة النقل، ومن هنا يفترض أن يسمح لكل تاجر إذا كان عنده شاحناته وعنده وسائل نقله أن ينقل عليها ولا يلزم بأن ينقل عبر طرف آخر رغما عنه، وبالقوة والاحتكار.
أشكال الاحتكار يفترض أن تكون مرفوضة من قبلنا في مجتمعنا إذا أردنا أن نحسن خدماتنا ونحسن أداءنا في ميناء عدن ونجعل منه نقطة جاذبة لكل التجار، ليفضلوا الاستيراد من خلاله.. كذلك تحسين مستوى الخدمة للتجار في الميناء من خلال منحهم التسهيلات الممكنة في قضية الجمارك وقضية الدفع التي يتم بها، فالمفروض أن يتم القبول بأن تكون قضية الدفع (50 %) نقدا، و(50 %) بشيك مصدق من أحد البنوك المعترف بها، دون أن تكون هناك بعض الشروط المتعبة التي تتطلب دفع كامل الجمارك نقدا، بل المفترض أن يأتي بهم بعد ترتيب موضوعنا وآليتنا المالية وبشكل صحيح وأن لا يكون هناك الدفع النقدي المفروض.
سنعمل على تقديم الخدمات وبشكل أفضل وفي نفس الوقت أن يكون بمستوى لا يقل عن الموانئ المجاورة لنا في القرن الأفريقي وبقية الموانئ اليمنية.
* سيادة المحافظ.. كيف علاقتكم بالمجلس الانتقالي الجنوبي؟
- المجلس الانتقالي في بيانه الأول خرج كثيرًا عن الواقع.. أما علاقتي بأعضاء المجلس الانتقالي طيبة فهم إخواني في النضال وأخوة أحترمهم وأقدرهم كل التقدير، وأعتقد أنه لو كان بالفعل اتجهوا نحو بناء حامل للقضية الجنوبية يمثل الجنوب بأي حوارات قادمة وتفاوضات قادمة كان هو الأفضل والأنجح وفي نفس الوقت التوسع بالمشاركة الوطنية ليكون بالفعل معبرا تعبيرا حقيقيا عن القضية الجنوبية على الأقل بنسبة عالية.. أنا أحترم أي خطوة لكل مجموعة إذا كانت قادرة على التنفيذ.
لكن هذه الخطوة التي أتت في بيان المجلس الانتقالي كانت ستجلب الضرر الكبير على مستوى القضية الجنوبية وستجلب الضرر حتى على الحكومة الشرعية والتحالف معًا.. ولذلك نحن نقول جميعًا للمجلس الانتقالي وغيره من المناضلين الجنوبيين إننا مع الشرعية ومع التحالف، ولذلك لا يجب أن يكون خطابنا خارج عن هذه الاستراتيجية وبالذات أن دول التحالف يمثلون شريكا فعالا وحقيقيا للقرار العسكري والسياسي معنا.
* المشهد السياسي اليوم متقلب، هناك جزء من حكومة، وجزء من نظام، وجزء من الشرعية وجزء من المجلس الانتقالي، أين محافظ عدن من هذا المشهد السياسي؟
- أنا عن نفسي أتجه نحو البناء والتنمية وتقديم الخدمات بعيدا عن المكايدات السياسية وعن الغوص في هذه المناكفات السياسية الحاصلة، أستطيع القول إن كلا منهم جزء من جسد واحد، وبالتالي عليهم جميعًا أن يحرصوا على أن يجعلوا ذلك الجسد متعافيا ويبقى قويا، لأن أمامنا تحديات ليست سهلة، وأي اعوجاج أو إصابة أو مرض في أي جزء منها سيؤثر على الأجزاء الأخرى. ومن هنا أقول إننا حريصون على وحدة الصف ونرفض رفضا قاطعا الانجرار إلى أي مربع للصراع، سواء كان سياسيا أو غيره، لأننا في أشد الحاجة في هذا اليوم إلى توحيد صوتنا وكلمتنا، أمام عدو لا يرحم.
* من الملاحظ أن نظام الدولة الإدارية في المناطق المحررة ومنها عدن، متهالك في أحسن الأحوال وتحول إلى الجريمة المنظمة في أحوال أسوأ، ما الذي ينوي محافظ عدن فعله في هذا الخصوص؟
- المناطق المحررة حظيت بدمار هائل لكل مؤسسات الدولة، وهذا الدمار يلحق حتى بالمواطنين سواء كان ذلك الدمار في منازلهم أو في مراكز الخدمات، ومن هنا أرى أننا بالفعل لم نصل إلى المستوى الذي كان يفترض أن يكون من حيث الإدارة، وأن هناك بالفعل تقصير حقيقي في ذلك الجانب ولكن من الشكل المؤسسي أعتقد أن قضية استعادة بناء المؤسسات ليست بالعملية الهينة والسهلة، ولكن عندما تتوفر الإرادة والرؤية المتقدمة والفعالة، فمن الممكن أن نجعل من هذا الأمر منجزا وبشكل أسرع.
ولكن للظروف السالفة الذكر التي هي نتاج العدوان وآثاره على كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية حتى القطاع الخدمي والسكاني وغيره بالفعل كان له تأثير سلبي مرير، وعلى ضوئه جعل من استعادة بناء تلك المؤسسات عملية تتطلب وقتا لإنجازها، ولكن عندنا العزيمة والإرادة الحقيقية لاستعادة العافية لعدن، وبناء مؤسساتها وبأسرع ما يمكن، والدليل على ذلك بأن كثيرا من مكاتب الوزارات المعنية وبعض الوزارات ومراكز الشرطة والقضاء أوشكنا على الانتهاء من ترميمه وتأهيلها للقيام بعملها مع المجتمع.
* متى ستبدأ عملية إعادة الإعمار الذي طال انتظارها؟
- يفترض أن قضية إعادة الإعمار أن تكون قد تمت منذ سنتين أو بعد التحرير مباشرة، وأستغرب من التأخير في هذا المجال الحيوي والهام والخطير، وهذا ربما يعبر عن الإدارة الركيكة لحكوماتنا المتعاقبة، وعليه أرى أن تكون البداية عاجلة وسريعة ومدروسة، وربما إعادة الإعمار من خلال العمل بمقدمة الصندوق العربي في الكويت والتي رصدت منذ أكثر من سنتين وللأسف الشديد لم تستخدم بعد وسيبدأ العمل بها بإذن الله تعالى من الأسبوع القادم لإعادة إعمار ما دمرته الحرب من منازل في التواهي والمعلا.
* هل يرى المحافظ جهودا لأطراف معينة لإشعال الماضي؟
- هذا بالتأكيد.. هناك بالفعل من يريد أن يقود الجنوب إلى مربع الصراعات والسقوط، ويريدون التآمر على الانتصار الذي حققه شعبنا في هذه المعركة المصيرية، ولذلك نقول لكل من أراد الفتنة داخل شعب الجنوب إن شعبنا أصبح أكثر وعيًا ومناعة مما تعتقدون، ولم تمر مثل هذه الألاعيب عليه، وقد حدد موقفا واحدا وحدد مصيره بأن يكون مجتمعًا متماسكًا قويًا متجهًا نحو المستقبل وليس العودة إلى الماضي.
* ماهي رسالتك اليوم إلى الجنوبيين؟
- أقول لكل أهلي في الجنوب إنه نتيجة لصراعاتنا وتمزقنا استطاع الأعداء النيل منا وهزيمتنا، وما أن توحدنا وتماسكنا والتففنا حول بعضنا البعض انتصرنا على العدوان وعلى أعدائنا، فالعنوان الحقيقي لنا أن نحترم بعضنا وأن نحن لبعض، وأن نرسم لحياتنا خطة مستقبلية نمارس التحدي الحضاري الانساني من خلالها، وننطلق إلى آفاق أفضل لنبحث عن حياة أكثر إشراقا وأكثر حضارة وأكثر إنسانية، وأقول لإخواننا في الشمال نحن أسرة واحدة ولن نقبل إلا أن يكون الحل بما يرضي شعبنا في الجنوب وإخواننا في الشمال بإذن الله تعالى.
* كلمة أخيرة - سيادة المحافظ - تود قولها عبر صحيفتكم «الأيام»؟.
- أقول لشعبنا في الجنوب والشمال علينا التخلي عن القيادات الماضاوية، التي كانت سببًا في إبقائنا في دائرة العنف والفوضى والفساد والتخلف، وليعبر الشعب في الجنوب والشمال عن توقه لحياة أفضل من خلال إرادة وإدارة فعالة تتناسب وطموحاتنا المستقبلية، كذلك أقول إن على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي مسؤولية تاريخية كما قال ووعد سابقًا برفع الظلم عن الجنوب والشمال..وشكرًا جزيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى