مدير عام هيئة مستشفى الرازي العام في أبين لصحيفة «الأيام» : ميزانيتنا التشغيلية متوقفة منذ ستة أشهر واستلمنا الإدارة وهي مثقلة بالديون

> حاوره / ماجد أحمد مهدي

> تكتظ هيئة مستشفى الرازي العام بجعار بأبين بعدد من الحالات المصابة بمرض الكوليرا الذي انتشر واستفحل مؤخرا في محافظة أبين، وخلق حالة من الهلع والخوف بين أوساط المواطنين لعدد من الأسباب أهمها عدم الاهتمام بالنظافة والوقاية من هذا الوباء.
صحيفة «الأيام» توجهت إلى هيئة المستشفى والتقت بمدير الهيئة الدكتور هدار محمد هدار، الذي شكر الصحيفة على اهتمامها ونزولها إلى هيئة المستشفى والاطلاع عن كثب على أوضاعها.. وأجرينا معه الحوار التالي:
- نريد فكرة مختصرة حول مرض الكوليرا.
* مرض الكوليرا تسببه بكتيريا، للأسف تصل إلى القناة الهضمية عن طريق الفم عبر الأغذية والمأكولات والمشروبات الملوثة، وتتكاثر هذه البكتيريا في جدار القناة الهضمية وخاصة في الأمعاء وتفرز سموما مع تكاثرها في تلك الجدران.. ولأن جسم الإنسان عنده الحماية الخاصة به فيقوم بفرز سوائل كبيرة حتى يتخلص من هذه البكتيريا وسمومها والنتيجة أن الجسم يفقد سوائل كبيرة إلى داخل القناة الهضمية تكون نتائجها الإسهال والقيء الشديد، وهذه من الأعراض الأساسية لمرض الكوليرا.. ولأن المرض ينتشر بسرعة بين الأفراد نتيجة لانتقال البكتيريا بين الأفراد وخاصة من مخلفات الإنسان، لذلك يأتي على شكل وباء أو جائحة.
- كيف انتشر مرض الكوليرا بهذا الشكل المخيف؟.. وما مدى استعداداتكم لمحاربته ؟
*أشكرك على هذا السؤال.. نحن استقبلنا حالات إسهال خاصة مع عيد الفطر المبارك، وهذه هي حالات إسهالات عادية ومعروفة ويعلمها غالبية الناس، وهي ناتجة عن الصيام وكذلك الأكل الدسم في أيام العيد، وما استقبلناه من حالات ليست كلها وباء الكوليرا، وهناك عدد محدود فقط من الحالات ممن أثبتت الفحوصات بأنها مصابة فعلا بالكوليرا، ونحن دائما في أحاديثنا كأطباء نتكلم عن مرضى الإسهالات المائية الحادة، وهناك حالات إسهالات عادية أخذت علاجا وغادرت المستشفى في اليوم نفسه.. لقد حدث ارتباك شديد لدى عامة الناس وخوف شديد من مرض الكوليرا، وكانت تنقل إلينا جميع الحالات ولكننا حاولنا فرز الحالات، وهناك عدد كبير غادر المستشفى بعد تلقي العلاج المناسب.
وأود أن أشير هنا إلى أن وباء الكوليرا لم يعد ذلك المرض المخيف الذي كنا نسمع عنه، وذلك بفضل دراسة المرض بشكل جيد ومسبباته وطرق علاجه، ولكن أهم شيء الوقاية منه، فكما يعلم الكثيرون أنه عندما كان يجتاح مرض الكوليرا المناطق كان هناك خوفا وقلقا عندما يموت مصاب بالمرض كان يدفن هو وأغراضه، وفي بعض الأحيان كانت تحرق فرشان وملابس الموتى بسبب الكوليرا، بل وفي حالات كانت تحرق عششهم.. والان بفضل تطور الطب أصبح التعامل مع المصاب بإرشادات آمنة إذا اتبعت محاذير السلامة ومنها النظافة وخاصة نظافة الأيدي وغسلها.

وطبعا محاربة المرض تبدأ خارج المستشفى، ونقصد هنا الوقاية منه.. وهنا أشير إلى أن الوقاية من الوباء لا تختص به وزارة الصحة فقط بل تشمل جهات أخرى أساسية تتحمل عبئا كبيرا في الوقاية من المرض وأخص بالذكر صحة البيئة والمياه والصرف الصحي، وكذلك لا ننسى المدارس والمساجد في عملية التوعية المجتمعية.
والوباء في موجته الثانية لم يفتك بأعداد هائلة كما يروج له بالعكس في عموم المحافظة لم يتوفَ إلا عدد قليل بالنسبة للإصابة ولا يتعدى الـ(25) حالة فقط من مئات الحالات المصابة، على الرغم من أسفنا الشديد وحزننا على كل روح نفقدها بهذا الوباء.
وأحب أن أوضح أن هناك خطط للقضاء على هذا الوباء تشارك فيه عدة وزارات وجهات وكذلك منظمات داعمة والتي نكن لها كل الاحترام والتقدير لدعمها المتواصل لنا في القضاء على هذا الوباء.
-هل توجد أدوية ومضادات لمواجهة مرض الكوليرا؟
* نعم توجد أدوية، وعلى الرغم من العدد الهائل الذي توافد إلى الهيئة ونفاد السوائل الوريدية في فترة العيد وهي أساسية في علاج الكوليرا إلا أن اللواء أبوبكر حسين محافظ محافظة أبين بذل جهودا كبيرا وحث جميع المنظمات الداعمة على تزويدنا بالدواء خلال فترة العيد وفعلا كانت هناك استجابة وتم تزويدنا بالأدوية المهمة في علاج الإسهال، ونحن بدورنا نشكر جميع المنظمات والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية على دورها الكبير في توفير تلك الأدوية، كذلك نشكر الجمعيات الخيرية التي قدمت الدعم لقسم الإسهالات، ولا ننسى أن نشكر المجلس المحلي لمحافظة أبين بقيادة المحافظ اللواء أبوبكر حسين وكذلك جهود ومساندة وزير الصحة العامة والسكان ووكيل وزارة الصحة الدكتور علي الوليدي الذي زارنا وأثنى على الجهود المبذولة وكذا جهود مدير عام مكتب الصحة والسكان في المحافظة الدكتور علي منصور سالم الذي يتابع نشاطنا كل يوم.
هناك شكاوى من نقص الخدمات والرعاية في مستشفى الرازي.

مستشفى الرازي كغيره من المستشفيات الحكومية يعاني كما تعاني غيره من المستشفيات الحكومية من غياب كادره المؤهل، وكذلك نعاني من توقف ميزانيتنا التشغيلية لمدة ستة أشهر، كما أننا استلمنا الإدارة وهي مثقلة بالديون، وهذا كله انعكس على نوعية الخدمة المقدمة.. ونحن نرى أن هناك مبالغة في انتقادنا، بل نشعر أن هناك حملة منظمة وموجهة ضد مستشفى الرازي الغرض منها الانتقاص من قيمة وأهمية وتاريخ مستشفى الرازي وخدماته، وينسى البعض أن الرازي ظل يقدم الخدمة في كل الظروف وفي الحروب التي عانت منها أبين..
فبعض الإخوان يعيب علينا أنه رأى المرضى على الأرض، ونحن نقول إنه في حالة الكوارث والأوبئة وفي أكثر الدول المتقدمة ترى المرضى على الأرض.. وفي حالتنا نعم لدينا قسم بسعة (24) سريرا، ولكن عندما يأتي إلينا 80 مريضا في ليلة واحدة أكيد سيسبب لنا أزمة.
وتواجهنا أيضا مشكلة أن بعض المرضى لديهم أمراض أخرى غير الإسهالات، وعندما يتم تسجيل علاجات لهم غير علاجات الإسهال مثلا للمعدة أو القلب لا توجد تلك العلاجات في عيادة الاسهالات، ويضطرون إلى شرائها من مكان آخر، وهذا يضعنا في موقف صعب وتكثر الانتقادات لنا كوننا لا نوفر جميع الأدوية، ومع هذا وبتكاتف كل الجهود واجهنا كل الصعاب واستوعبنا كل الأعداد ونجحنا في تقديم ما يلزم للمواطنين.
-كم عدد حالات الوفاة والمصابين بمرض الكوليرا بشكل عام؟
* بلغ عدد حالات الوفاة 14 حالة سبع إناث وسبعة ذكور، بينما الحالات المصابة فبلغت 1773 حالة.
-كيف كان حضور السلطة المحلية وتعاملها ؟
* نشكر السلطة المحلية ممثلة باللواء أبوبكر حسين سالم محافظ أبين على تجاوبه السريع معنا، حيث قضى فترة العيد تقريبا في مستشفى الرازي، وكان حريصا على تقديم الخدمة للمرضى وعلى اتصال متواصل معنا للاطمئنان على كل المرضى.. والشكر موصول لكل الأخوة في لجنة الطوارئ في المحافظة، ولا ننسى هنا تقديم الشكر والتقدير للأخ الدكتور عمر زين ممثل (WHO) وكذلك الدكتور مراد عيدروس ممثل منظمة الهجرة الدولية، اللذين أجريا كل الاتصالات لتمكيننا من الأدوية اللازمة خلال عطلة العيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى