«الأيام» .. فجر الإشراق

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
قد كان دهري إذا أمرته امتثلا
واليوم أصبحت مأمورًا ومنهيا
هكذا ردد في ضيقة نفسه آخر ملوك الطوائف حين وقع في الأسر عند غروب عهد الدولة الأندلسية أو هو الفردوس المفقود إلى غير رجعة، حين عادت «الأيام» في محطتها ربما الثالثة حسب اعتقادي، بعد توقف لسنوات، وبعد حربها الشرسة مع سلطات النظام السابق وخصتها في مقدمة أهدافها العدائية.
كانت تلك الأثناء عصيبة جدًا حين استهدف مبنى «الأيام» وحين حوصر وروع آل باشراحيل مع أسرهم على نحو مريع من قبل من ظلوا يسعون وبكل قواهم إلى استعباد من سواهم.. هنا كان يقف الأستاذ هشام باشراحيل طيب الله ثراه أمام غرور المعتدين برباطة جأش واتزان بل ومحاولة جعل الأمور لا تأخذ منحنى تصعيديا.
إلاّ أن فضاضة من عقدوا العزم على استعباد من سواهم بدت مشحونة بنمط من العدائية الساخرة وهكذا تم العبث بكل ما يرتبط بمعنى «الأيام»، في مسعى لإخراس هذا الصوت الجهوري.
أناخ الليل على مطبعة «الأيام» الصامتة إلاّ أن حالة إشراق متجددة في ثنايا النفس البشرية التي لم تولد مستعصية. ذلكم الإشراق ما لبث أن أعلن عن صباح جديد وعهد آخر في مسيرة «الأيام» بل الحقيقة.
على مقربة من مبناها وفجر شروقها الجديد.. يرقد فارسها الشجاع الأستاذ “هشام باشراحيل” الرجل الذي كان رقمًا صعبًا أبيًا على المساومة، كان رجلًا استثنائيًا في مواقفه يشعر بعمق مأساة أبناء جلدته مضى إلى ملكوت الرحمن بيد بيضاء وقلب نقي.
بعد أن بلي في مواجهة خصومه الكثر أو هم خصوم الحقيقة، إن جاز التعبير.
عادت «الأيام» تعانقها روح رجل شجاع اسمه الأستاذ هشام، وبرفق الأسلاف، وبالنظر إلى صفحة ما مضى من أيام الدهر نجد في خلاصات الأحداث عبرا كثيرة، تشير إلى صيرورة الحياة ومضيها وقدرة الحق على الاعتلاء في نهاية المطاف.. بل إن الزبد يذهب جفاء دون ريب.
فكثيرًا ممن رأيتهم يهاجمون مبنى «الأيام».. رأيتهم في حالة انكفاء وخذلان.
فما أبشع الظلم في حياتنا كبشر وما أبشع غرور السلطة وما أبشع المنافقين والشامتين وما أبشع من يبيعون الأوطان.
وما أجمل وفاء الرجال في المواقف العصيبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى