> 1 - اللواء علي ناصر هادي:

الولادة والنشأة:
ورد في كتاب (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة: تنقسم ولاية دثينة إلى أربع مناطق هي:
1 - المنطقة الوسطى وعاصمتها مودية، وأهلها يعرفون بالمياسرة وهي العاصمة الإدارية للولاية.
2 - المنطقة الشرقية وعاصمتها امقليته، واهلها يعرفون بآل الحسني.
3 - المنطقة الغربية وعاصمتها امخديرة، وأهلها يعرفون بآل السعيدي.
4 - المنطقة الشمالية وعاصمتها جابرة وأهلها يعرفون بعلية الحيد.
الشهيد علي ناصر هادي حسين أحمد الصقري العلهي من مواليد قرية فرعان بولاية دثينة (محافظة ابين) عام 1945م.. توفيت والدته وهو في شهره العاشر وانتقل بعد وفاة والدته مع والده إلى عدن ليستقروا في الشيخ عثمان (قسم C ، وعرف خلال العقود الستة المنصرمة بأنه من أبناء هذا القسم) في منزل رقم 302 / 29 بالترقيم البريطاني، واسم الشارع حاليا شارع بور سعيد، وكان والده يعمل في جيش محمية عدن (جيش الليوي) Aden Protectorates Levies ، والذي عرف بعد عام 1959 بالجيش الاتحادي النظامي Federal Regular Army.
*علي ناصر هادي في ساند هرست البريطانية:
التحق علي ناصر هادي بالخدمة العسكرية عام 1960 (وكان رحمه الله في الخامسة عشرة من عمره) وتلقى جرعات مكثفة من الجناح التربوي للجيش والمعروف بـ (الجناح الثقافي).
التحق علي ناصر هادي بكلية ساند هرست البريطانية عام 1964 وكان في التاسعة عشرة من عمره، وتخرج عام 1967 برتبة ملازم ثاني، والتحق بدورة قادة ألوية نهاية عام 1978 وتخرج منها نهاية عام 1979، وتلقى بعد ذلك دورات في أكاديمية عسكرية بجامعة فرانسوا بموسكو عام 1983.
*علي ناصر هادي في مراكز الشرف:
صال الأشوس علي ناصر هادي وجال في المواقع التي عين فيها حيث شغل منصب أركان كتيبة ثلاثة في حضرموت عام 1968 ومنصب رئيس عمليات محور كرش عام 1972 وأركان لواء باصهيب في خرز عام 1978 وقائد لواء 14 مشاة عام 1979 ونائب قائد الحرس الجمهوري عام 1989 وقائد محور الخشعة عام 1995 وقائد لواء 115 مشاة 2002م، وأحيل للتقاعد في فبراير2007م.
*علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة وغياب أبسط الإمكانات:
تولى اللواء علي ناصر هادي قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وصمد على الأرض فيما هربت القيادات العسكرية إلا من رحم الله، وتحمل شرف القيادة في ظل غياب أبسط الإمكانات العسكرية والقتالية للمنطقة العسكرية الرابعة وقاتل معه شباب أشاوس لا يتعدى عددهم 100 فرد.
خاض اللواء الأشوس علي ناصر هادي معركة الشرف دون إمكانات تعينه على صنع الانتصارات في المعركة التي خاضها في فجر الأربعاء الموافق 6 مايو 2015 مع معاناة شحة السلاح وانعدام الماء والكهرباء والغذاء والدواء، ونصحه الكثير بأن يغادر مدينة التواهي في قوارب كانت تقل المدنيين، إلا أنه رفض ذلك وآثر أن يكون القدوة لجنده الشباب وخاض المعركة ببسالة قياسية وسقط شهيدا يوم 6 مايو 2015 وهو في عقده السابع.
*وداعاً علي ناصر هادي ولا نامت عين للجاحدين:
مر عامان على استشهاد اللواء علي ناصر هادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، ولم يحصل على التكريم الذي يليق بقائد عسكري ميداني بحجم الغضنفر اللواء علي ناصر هادي وإذا غاب الوفاء سقطت القيم وتلوثت الوجوه.
*الاختتام وتعظيم سلام لشقيقه أحمد ناصر هادي:
أعانني الأخ/ أحمد ناصر هادي، شقيق شهيدنا اللواء علي ناصر هادي بكل المعلومات المطلوبة لتقديم هذه السيرة العطرة واختتمها بمعلومات عن ذرية الشهيد وهم:
1 - طارق علي ناصر هادي
2 - سالم علي ناصر هادي
3 - فتحي علي ناصر هادي
4 - سند علي ناصر هادي
5 - لهمان علي ناصر هادي.
وخلف الشهيد أربع بنات، المتزوجات منهن ثلاث، اثنتان ترملتا حيث استشهد زوجاهما في معارك العريش، إحداهما خلفت أربعة أطفال والأخرى خمسة أطفال، وكلهن مقيمات في بيت والدهن.
2 - الشهيد الشيخ علي عثمان:
الميلاد والنشأة:
كتب محمد عادل حسن وطني في “المختصر المفيد في سيرة الشيخ علي الشهيد”: هو الفقيه الصالح الموجه التربوي مربي الأجيال الداعي إلى الله الشيخ علي بن عثمان بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الشكور بن إسماعيل القادري طريقة والشافعي مذهبا والأشعري عقيدة.
ولد - رحمه الله - في عدن، مدينة العلم والعلماء سنة 1373هـ الموافق سنة 1954م ونشأ تحت رعاية والده الحاج عثمان محمد (ت 1425هـ / 2005م) وجده الشيخ محمد بن عبدالكريم..
نشأ الشيخ الشهيد علي عثمان كأقرانه من المحافظين المحبين للعلم جنبا إلى جنب مع دروس تلقاها في مدارس التعليم النظامي، حيث التحق بالمدرسة الإعدادية ثم معهد المعلمين.
عمل شهيدنا الشيخ علي عثمان مدرسا في نصاب بشبوة لمدة عام واحد ثم في الإعلام لمدة عام أيضا ثم مدرسا في مدرسة مدرم الابتدائية (مدرسة عقبة حالياً) ما يقارب اثني عشر عاماً.
انتقل الشيخ علي بعد ذلك إلى مدرسة أبان الثانوية وثانوية باكثير وثانوية عبدالباري قاسم وثانوية لطفي أمان ومعهد المعلمين والمعلمات واختتم مشواره التعليمي موجها تربويا في إدارة التربية والتعليم م/ عدن حتى تقاعده عام 2012م.
*الشيخ علي في طلب العلم من مشائخه:
حفظ الشيخ علي - رحمه الله - أجزاء من القرآن الكريم وتلقى معارفه من العلوم الشرعية في هذه المدينة المباركة على كبار علمائها منهم:
1 - العلامة الشيخ علي محمد باحميش (1915 / 1977) .
2 - العلامة الشيخ سالم بن عبدالله الشاطري أثناء إقامته في عدن.
3 - العلامة الشيخ أحمد كريم بخش (إمام مسجد أبو قبة - سابقا).
4 - العلامة الشيخ أنور محمد حسن (إمام مسجد الهدى - سابقا).
5 - الشيخ محمد سعيد الصائغ (خطيب سابق في مسجد العسقلاني).
6 - العلامة الشيخ أبو بكر بن حسان اليماني (من الذين تولوا الزاوية الشاذلية).
7 - الشيخ محمد صالح السودي (خطيب مسجد باعلوي بالقطيع وقاضي مديرية الميناء “التواهي”).
8 - الشيخ يحيى عبدالله قحطان، مدير أوقاف عدن – سابقا.
9 - الشيخ عبدالرحمن الجيلاني، أحد مشايخ الطريقة القادرية في بغداد.
10 - الشيخ هاشم الجيلاني، شيخ الطريقة القادرية في بغداد.
*محطات في حياة الشيخ علي عثمان:
تعددت المحطات في حياة شهيدنا الشيخ علي عثمان منها:
1 - تقلد مشيخة الطريقة القادرية عام 1402هـ / 1982م.
2 - عمل في سلك التدريس منذ عام 1395هـ / 1976م.
3 - إمام وخطيب مسجد الجيلاني منذ 1402هـ / 1982م
4 - موجه تربوي منذ 1412هـ / 1992م.
5 - عاقل حارة حسين الأدهل لفترة قصيرة.
6 - مأذون شرعي لمدينة عدن منذ 1415هـ / 1995م.
7 - دأب - رحمه الله - على إصلاح ذات البين وحل المشاكل الزوجية والأسرية.
8 - إلقاء خطب الجمعة وخطب المناسبات الدينية.
9 - إنشاء المدرسة القادرية والدعوة إلى الله عام 2009م في مسجد الجيلاني.
10 - إلقاء محاضرات على نساء تربويات.
11 - إقامة حلقات الذكر في مسجد الجيلاني.
12 - المشاركة في احتفالات الطرق الصوفية في عدن.
*ماذا يقول شهيدنا الشيخ علي عثمان؟
رست قناعات الشيخ الشهيد علي عثمان وهي قائمة على خلفيته الدينية في أمور شتى منها:
1 - الشريعة هي الميزان فما وافق الشريعة خذه وما خالفه اتركه.
2 - حياتي كلها تمر أمام عيني وكأنها شريط فيديو أرى فيه ما عملت في حياتي كلها، ومادام أنا عارف ما قدمت فلماذا أخاف من الموت؟
3 - لو بقى مشايخنا إلى اليوم أحياء لعشنا إلى اليوم تحت أقدامهم.
4 - عدن محمية، من أراد بها أو بأهلها سوءا والله لا ينال خيرا، عدن محفوظة، الله تعالى جعل الرحمة فيها وبأهلها، عدن في خير وأهلها في خير.
*المخطط الاستخباري القذر يطال شهيدنا الشيخ:
سيسجل التاريخ أن قوى دولية سعت لإنقاذ صالح من براثن الجنوب فتبنت عملاً استخباريا تمثل في حملة (ارحل.. ارحل) وما تبع ذلك من تنازل صالح لنائبه والانتخابات التوافقية وما تبع ذلك أيضا من حركات الملعوب الاستخباري عندما وصفوا عدن في دائرة الضوء المشبوه القائم على الفوضى الخلاقة ومن أشكالها تصفيات جسدية قائمة على التغايرات: أبيض – أسود / سني - شيعي / شمالي – جنوبي / حوثي – عفاشي / طغمة – زمرة / أبين – ضالع..
وفي سياق ذلك المخطط طالت أصابع المخابرات حياة الشيخ علي عثمان وهو خارج من بيته فجر الاثنين 4 يناير 2016 وهو قاصد المسجد ليؤدي فريضة الفجر، وفي نفس السياق دراجة نارية عليها مرتزق رمى بقنبلة بلاستيكية على الزاوية الأحمدية في مغرب الأربعاء 9 سبتمبر 2015 وعلى خلفية ذلك العمل الإرهابي أغلقت الزاوية أبوابها حتى اليوم.
خلف شيخنا الشهيد علي عثمان إرثا من الأعمال الجليلة وتلاميذ نجباء ومحبين أوفياء وابناً صالحاً سماه “يوسف” عمره (13) عاماً..