قصة شهيد "هاشم زيد علي يحيى السيد اليافعي" (مفجر دبابة العقبة)

> تكتُبها: خديجة بن بريك

> صراخ الأطفال وعويل النساء يملآن الآفاق، وأزيز الرصاص يهز الشارع الرئيسي في المعلا.. اشتباكات عنيفة بين شباب المقاومة أبناء المعلا وبين المليشيات الحوثية العفاشية.. فقد نكل شباب مديرية المعلا بالعدو أشد تنكيل، فما كان من العدو إلا أن يدك مدينة المعلا بقذائف الدبابة، حيث كان يطلق القذائف بطريقة عشوائية وهستيرية في كل أرجاء المدينة، مما أدى إلى تدمير واحتراق بعض المنازل والشقق في بعض العمارات، ومحاصرة الأهالي في تلك المنازل.
الشاب هاشم زيد علي اليافعي أحد شباب المعلا من مواليد 1988م، أب لطفلة، كانت حياته المعيشية صعبة وقاسية كقسوة تلك الجبال التي كان يعمل فيها كأحد عمال الكسارة بعد أن فقد الأمل في الحصول على عمل آخر.
عُرِف هاشم بدماثة أخلاقه تواضعه وحبه لأهله وللناس جميعا.. عندما سمع بكاء وعويل النساء وصراخ الأطفال، قال مقولته الشهيرة: “بلاها حياة وأهلي يموتون قدامي”.
لم يستطع هاشم تحمل صرخات النساء وبكاء الأطفال الذين أصابهم الخوف والروع وبلغت قلوبهم الحناجر بسبب التدمير وإشعال الحرائق في منازل الأهالي بسبب قصف العدو العشوائي للمدينة الذي كانت تنفذه دبابة العدو المتمركزة في العقبة على مدخل مدينة المعلا، بالإضافة إلى الصوت المدوي الذي أدخل الرعب والخوف في قلوب النساء والأطفال. فقرر هاشم أن يدمر ويصمت صوت تلك الدبابة.. وتم التخطيط لعمل هجوم على تلك الدبابة تدميرها رحمة وشفقة بأولئك النساء والأطفال.
يقول شقيقه الذي كان يشارك معه في المعارك: “كان أخي هاشم يخيفني دائما، حيث كان مقداما ولا يهاب العدو، فقال لي في أحد الاشتباكات “اليوم سأتقدم، وسأكون أنا وعناصر الحوثي وجها لوجه ولن أتركهم، سأقضي عليهم، لن نتركهم يعبثون ببلدنا، لن نهابهم”.
وأضاف: “أخي كان متحمسا جدا في صد هجوم العدو وكان يحمسنا، وكان يجوب الجبال لتمشيطها كونه عمل في الكسارة بالجبل، وهناك علاقة قوية بينه وبين الجبل، فهو يعرف طبيعة الجبل وكهوفه، فكنا نقوم مع إخواننا شباب مقاومة المعلا في الهجوم وصد الهجوم، وعندما بدأت الدبابة بقصف منازل المعلا مسببة الخوف والرعب للأهالي أقسم أخي هاشم بأن يسكتها وقال: “أنا لها. فأخذ الـ(آر. بي. جي) على كتفه وبدأ يزحف من الجولة التي بها مجسم المفتاح إلى أعلى العقبة، حيث وجود الدبابة وكان حذراً جدا ونجح في الوصول، ونفذ مهمته بنجاح فقد أصاب الهدف وانفجرت تلك الدبابة وقتل عددا من عناصر مليشيات الحوثية”.
ويواصل شقيق الشهيد: “في اليوم الثاني استشهد في تاريخ ٤-٤-٢٠١٥م، حيث دارت معركة قوية بين العدو وبين شباب المقاومة في المدينة استشهد فيها أخي هاشم بطلقة قناص.. لم نستطع تشييعه إلى المقبرة، حيث كانت الطرقات مقطوعة، ورفضت مليشيات العدو الحوثي والعفاشي أن نقوم بدفنه.. فعدنا إلى المنزل وتركناه هناك إلى اليوم الثاني، وحاولنا مرة ثانية تشييعه ودفنه في المقبرة فرفضت في البداية مليشيات العدو، فقلنا لهم بأنه قتل برصاص راجع، عندها سمحوا لنا بالعبور إلى المقبرة واستطعنا دفنه”.
الشهيد الشاب هاشم الكلدي اليافعي ترك ابنته وضحى بروحه من أجل أن تنعم عدن بسلام.. فمن سيعيل طفلته وزوجته التي ترملت من بعده؟.. من سيقوم برعايتهما، فمعيلهما الوحيد دفع حياته من أجل مدينة عدن ومن اجل مستقبل طفلته وأطفال الحبيبة عدن؟.
من لا يعرف الشهيد هاشم الذي فجر الدبابة في العقبة؟.. فيومها كان حديث المدينة، فالجميع كان يدعو له.
نسأل الله أن يتقبله ويتقبل شهداءنا كافة الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدين والعرض والكرامة.. ومن أجل عدن الغالية وأهلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى