وصلنا إلى هذا الحال المزري لأننا أدرنا ظهورنا للعميد باشراحيل

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
لم أجد قراءة موضوعية هادفة وهادئة لتاريخ عدن والجنوب العربي.. كيف حدث ذلك الجمباز من كونفدرالية القبلية إلى اندماجية الشعب، وكأننا في كوبا وفيتنام اللتين تحققان اليوم ناتجاً محليا إجماليا محترماً.
سادتني حالة نشوة وإعجاب كبيرين وأنا أقف بإجلال أمام افتتاحية «الأيام» في العدد (160) المؤرخ 18 أغسطس 1966م للعميد محمد علي باشراحيل، طيب الله ثراه، وجاء فيها : “إننا هنا في الجنوب العربي ندرك أن بريطانيا مغادرة أرضنا وندرك أنها لن تغادرها دون أن تكون قد زرعت الأشواك والألغام في طريق مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال.
معركتنا اليوم ليست من أجل خروجها من الجنوب العربي، بل من أجل مسح الطريق وكسح الأشواك والألغام، ولذلك فنحن نحتاج إلى من يساعدنا على ذلك وليس أقدر عليه من الدول العربية الشقيقة كلها.
معركة اليوم تحتاج - بالضرورة - إلى إيجاد وحدة وطنية في الجنوب العربي ولن تأتي قيامها مادامت هناك دول عربية تقبل أن تردد تسمية المنطقة “بالجنوب اليمني” وبذلك تنادي أو تبارك الدعوة التي تنادي بضم الجنوب العربي إلى دولة عربية أخرى مستقلة وذات سيادة...”.
يمضي العميد الحكيم الراشد محمد علي باشراحيل في تبيان الحلقة الجوهرية ألا وهي الوحدة الوطنية حيث افاد : “لأن انعدام العناصر الرئيسية لإيجاد الوحدة الوطنية تؤدي إلى هدر دماء عربية ما أحوج الأمة العربية إلى حقنها واحضارها لمعركة المصير الواحد على طريق الوحدة العربية.
أشاد الحكيم باشراحيل بموقف الجمهورية العربية المتحدة الرائع من التهديد الذي ألحقه قاسم العراق بأن بلاده ستحتل الكويت بعد جلاء بريطانيا منها وأعلنت الجمهورية العربية المتحدة شجبها لسياسة الضم وبقي الكويت دولة عربية مستقلة تسهم بنصيب وافر في القضايا العربية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
يمضي الحكيم البعيد النظر باشراحيل في رؤيته لقضية الجنوب العربي والأطراف المعنية فيه، حيث يفيد باشراحيل: “إننا واثقون من أن الرئيس جمال عبدالناصر لن يفشل حيث كان طبيعياً أن تفشل بريطانيا.. إنه لو دعا إلى مؤتمر يعقد برئاسته شخصياً في القاهرة لزعماء الجنوب العربي من سياسيين حزبيين ومستقلين وتقليديين كالسلاطين والمشايخ فإن النتيجة ستكون أقرب إلى المعجزة لصالح الجنوب العربي وشعبه.. لا يمكن أن يعتبر أحد ـ كائنا من كان ـ خطوة كهذه على أنها تدخل في شؤون الجنوب العربي وهو في وضعه الراهن.. إنها في الواقع عمل عربي صميم لمساعدة شعب عربي للخروج من محنته، ولا نظن الرئيس عبدالناصر يضن علينا بالتفاتة كريمة منه كهذه في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها شعب الجنوب العربي”.
أقول لعميدنا باشراحيل: لو أنصت المتشنجون إلى الرؤية الحكيمة والقراءة السليمة للعميد باشراحيل لما وصل حالنا إلى هذا المستوى المريع من التخلف والدموية والفراغ العقلاني والاستهتار في التعامل مع بعضنا البعض، لكنها طبيعة المراحل سواء في تلك الفترة أو الفترات اللاحقة حتى يومنا هذا، ان الصراع تصنعه قوى استخبارية خارجية بأدوات تنفيذ محلية.
رحمة الله علينا، ولا رحمة لمن قادونا عبر المراحل حتى أوصلونا إلى هذا الحال الذي يمليه مخطط حدود الدم الرامي إلى الشرق الأوسط الكبير، وصبراً أمنا عدن، فقد دفعت ولاتزالين تدفعين الثمن وأنت وأبناؤك خارجون من الفائدة وداخلون حتى الأذنين في الخسارة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى