المسيرة الظافرة (1)

> محمد زين الكاف

>
محمد زين الكاف
محمد زين الكاف
سأحاول في هذه المقالة أن أخصص الحديث عن شخصيات (جنوبية) لعبت دوراً فعالاً ومؤثراً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال وجودها في معمعان الحركة الوطنية والصحافية والمؤسسات المدنية والجمعيات النقابية والحرفية وغيرها.
وهناك شخصيات أضعها هنا في دوائر الفكر والثقافة والصحافة لكونها امتلكت قضايا وظلت ترفعها وتترجمها على أرض الواقع على مدى سنوات طويلة من الزمن، فنذكر منهم إنصافاً للحق شخصيات كبيرة أمثال: الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني، عمر سالم طرموم، محمد بن هاشم (أبو الصحافة الحضرمية)، عمر عبدالله الجاوي، علي محمد لقمان، أحمد عمر بافقيه، حسين محمد البار، الشيخ محمد علي باحميش.
وإشارتنا إلى هؤلاء وغيرهم ممن لم تسعفنا الذاكرة لذكرهم أنهم - كما قلنا سلفا - خاضوا معترك الحركة الوطنية والصحافة، ولديهم رؤوى وأفكار (نيرة) تعتبر في ذلك الوقت متقدمة ربما عن عصرهم.
ونتوقف هنا أمام قامة وطنية صحافية من هذه الشخصيات، وهو الفقيد محمد علي باشراحيل رحمه الله.
فالرجل الذي دخل السياسة وهو في الثامنة عشرة من عمره، وأراد من خلال دخوله انتخابات المجلس البلدي أن يؤكد بأن قضايا الناس ومعالجتها هي بملامسة نبضهم والإحساس بما يحدث في حركتهم اليومية.
وانتقل الفقيد إلى الشأن الصحفي كمهنة لنقل هذه الهموم والمعاناة، وترجمتها في صحيفة “الأيام” لتكون واضحة لكل ذي بصيرة، ولكل مسئول يحكم هذا البلد.
انتهج الباشراحيل نهجاً وطنيا دون أية إملاءات من أحد أو إغراءات من سلطة، أو وعود بمنصب أو وظيفة.
ولذلك لاقت (أفكار) باشراحيل ومنذ بدايتها صدى عند الأغلبية العظمى من الناس في الجنوب العربي أو غيره.
وتكاد «الأيام» في ذاك الوقت أن تكتسح الصحف الصادرة في عدن، لسبب رئيسي أنها تضع الحقائق كما هي موجودة على الواقع،
وظلت هذه (الميزة) أو الخاصية نهج أولاده وهم يواصلون مسيرة «الأيام».
وتعرضت «الأيام» والفقيد باشراحيل لحملات ومواجهات عديدة، بدءاً من الاتهامات الزائفة والحملات الإعلامية من (إذاعة تعز) حينها للتحريض عليها والزحف إلى مكاتبها!!.
كما تعرضت للإغلاق لعدة مرات وتوقيفها لتحيد عن مواقفها تجاه الحركة الوطنية والنقابية.
كذلك أطلقت على مقر دار «الأيام» وعائلة باشراحيل الموجودة فيه ومعهم محررو الصحيفة وعمالها القنابل اليدوية أكثر من ثلاث مرات، وباءت كل تلك المحاولات بالفشل، وظل الباشراحيل يناضل عبر صحيفته«الأيام» إلى جانب كافة المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الجنوب العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى