قصة شهيد "محمد عمر أحمد حرباج (درس في حب الوطن)"

> تكتُبها: خديجة بن بريك

> عندما هبت رياح الغدر من شمال اليمن وقرعت طبول الحرب، تأهب لها رجال الحرب والسلم في الجنوب بأسلحتهم الخفيفة، منهم من لا يعرف كيف يستخدم السلاح، ومنهم من كان في السلك العسكري.. اجتمع الجميع تحت راية صد الهجوم على عدن ومقاتلة أي عدو يحاول اقتحام مدينتهم.
محمد عمر أحمد حرباج (45 عاماً) استشهد في 12/7/2017، من أبناء منطقة صلاح الدين في البريقة، أب لثلاثة أبناء وبنت، محب لجيرانه وأهله، وكان رجل خير يساعد الجميع.. عمل محمد جاهداً في جمع الشباب وتشكيل لجان شعبية، شارك معهم في التناوب في النقاط الأمنية في منطقته، وكانت له العديد من الصولات والجولات والمشاركات في العديد من الجبهات منها جبهة بئر أحمد، وجبهة صلاح الدين، فخبرته العسكرية جعلته قائداً لشباب المقاومة في المعارك، الذين كان يوجههم وفق خطط حربية.
بعد اشتداد المعارك والقصف العشوائي بشتى أنواع القذائف إلى كل مكان في محافظة عدن من قبل مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، والتي لم تستثن أي منزل وراح ضحيتها العديد من الأهالي، عندها قررت زوجته وأولاده النزوح إلى منطقة يافع (التي ينتمون إليها)، لأنه كان يمضي عدة أسابيع خارج البيت متنقلا بين الجبهات، ولا يوجد من يعيلهم في تلك الفترة سواه.
لم يقتصر نشاط وعمل الشهيد (حرباج) على المشاركة في المعارك بل كان يقوم بمساعدة الأهالي من خلال توزيع المعونات الغذائية التي كانت ترسل من أهالي الأخير، كما كان يقوم بإيصال المعونات أيضاً إلى الجبهات إلى جانب توصيل الذخائر.
بدأت بشائر النصر تلوح بالأفق، وازدادت عزيمة شبابنا وإصرار "حرباج" على النصر، كانت خططا محكمة وضعها الكبار وسار عليها من كان في المعارك من شباب المقاومة بإسناد بعض العسكريين الجنوبيين المتقاعدين قسرا أو العاملين في السلك العسكري.
وفي تاريخ 12/7/2015م كانت الخطة أن يتوجه "حرباج" ومن معه إلى منطقة عمران الساحلية لتعزيز الجبهات كونها في بداية انتصارها، وتم تعزيزها بالفعل، ودارت معركة شرسة بين شباب المقاومة في عمران إلى التعزيز البشري من شباب مقاومة عدن، وبين المليشيات الحوثية والعفاشية الغادرة، واستطاع شباب مقاومة عدن دحر العدو من منطقة عمران، وانتصرت المقاومة الجنوبية وطردت المليشيات الغازية شر طردة، وتم تلقينهم دروسا في الصمود والعزيمة والكرامة والدفاع المستميت عن الدين والأرض والعرض، فقد كانت حصيلة قتلاهم في عمران كبيرة إلى جانب التدمير في الآليات، وتنفس الشباب المقاوم الصعداء.
وأثناء محاولة "حرباج" وزملائه سحب جثت شباب المقاومة من ساحة المعركة فاجأتهم قذائف الهاون من كل مكان، فاستشهد اثنان من شباب المقاومة، وأصيب أربعة آخرون، وحاول "حرباج" حينها وزميله فواز وحيد اللذان أصيبا بإصابات خطيرة أدت إلى نزيف حاد، حاولا قيادة السيارة إلى أقرب مستشفى إلا أن الجروح كانت عميقة والنزيف حادا فلم يستطيعا مواصلة طريقهما وفارقت روحاهما جسديهما.
وصل خبر استشهاد حرباج إلى أهله كالصاعقة.. أسرته البسيطة كانت تعتمد عليه في كل شيء حتى في أبسط الأمور، لم يستطع الأولاد تقبل استشهاد أبيهم، فحياتهم أصبحت صعبة بدونه، كونهم مازالوا أطفالا، أما ابنته الباغة 16 عاماً فأكدت أنها تفتخر بأن أباها دافع عن دينه وأرضه وعرضه، وأصبح لها المثل الأعلى الذي علمها دروس حب الوطن.
تكتُبها: خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى