سالمين وفيصل علوي.. موعد مع النجومية والزعامة.. فما هو المشترك بينهما؟

> خالد قائد صالح

> أحدهما كان على موعد مع زعامة البلاد، وهو الرئيس سالمين، والآخر كان على موعد مع زعامة الفن الشعبي في البلاد، وهو الفنان فيصل علوي.. اجتمعا قبل أن يعلم أحدهما بما يخبؤه القدر له وللآخر.
تعرف سالمين على فيصل علوي، وهو طفل في بداية مشواره، فقير، معدم وموهوب في نفس الوقت.
استضافه في أابين، بل وتبناه، وكان أول من أهداه دراجة هوائية، كما خصص له تناول الطعام في أحد المطاعم على حسابه.
كان هذا إيمان من سالمين (المدرس حينها) بموهبة فيصل علوي.
ومرت الأيام، وبرز الثائر سالمين، وارتقى كرئيس تسلم رئاسة البلاد، وارتقى فيصل علوي سلم الفن، واجتهد.. فكان الموهبة الفطرية التي حملت على كاهلها تقدم وتطوير ونشر الأغنية اللحجية.. إلى أن تسلم زعامتها وزعامة الأغنية الشعبية اليمنية دون منازع.
معروف عن سالمين أنه كان ثائرا.. وفي عهده صدرت عدة قوانين سميت بالثورية (نحن لسنا بصدد مناقشتها في مقالتنا هذه).
ولكن هل كان فيصل علوي ثائرا أيضا؟
وقبل أن نذهب للإجابة عن هذا السؤال، دعونا نجري مقاربة بين عبدالحليم حافظ في مصر وعلاقته بجمال عبدالناصر والثورة المصرية، وبين فيصل علوي وعلاقته بسالمين والثورة في الجنوب.
فعبدالحليم تعرف عليه جمال عبدالناصر وهو في بداية مشواره الفني، وشجعه، فقدم أغنيات خلدت جمال عبدالناصر والثورة المصرية إلى اليوم، مستفيدا من كلمات صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي وألحان الموجي والطويل، وغيرهم، وواكب كل المنعطفات والمتغيرات، فأصبح فنان الثورة وجمال.
وفيصل علوي عرفه سالمين في طفولته، واستمرت علاقتهما، وبدوره قدم فيصل علوي مجموعة من الأغاني والأناشيد الثورية والوطنية، التي واكبت مختلف المراحل، وبالذات مرحلة حكم الرئيس سالمين، مستفيدا من كلمات أحمد عباد الحسيني وسالم حجيري وغيرهما.
ولكن ثورة فيصل علوي لم تقف عند تقديم الأغنيات والأناشيد الوطنية، بل طالت الأغنيات القديمة بتحديثها بنكهة فيصلية، وتركيب كلمات جديدة على أغنيات لحجية قديمة.
ولكن ما الذي خلد من أناشيد وأغاني فيصل علوي الثورية والوطنية كـ (الاستشهاد غاية كل مدرم) و (غني للشعب غني) و (صوت الهون يشجيني) و (إذا لم أكن لبلادي الفداء) و(أيش استوى) وغيرها.
أم أنها انتهت بانتهاء مراحل الصراعات السياسية المختلفة؟ كونها كانت ابنة تلك المراحل التي فرضت نفسها سياسيا؟
ولكن المؤكد أن فيصل علوي هو الابن الروحي لسالمين، وهو ابن الثورة المدلل، وما ميزه أن موهبته الفذة وذكاءه الفطري كانا أيضا من أسباب استمراريته وعدم تعرضه لنتائج تلك المراحل، التي كانت وبالاً على الجميع، وباعتراف تلك القوى المتصارعة التي كانت نتيجة اعترافها هي إعلان التصالح والتسامح.
خالد قائد صالح

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى