عدن لا يليق بها إلا ثوب المدنية

> هشام باعويضان

>
هشام باعويضان
هشام باعويضان
ما من شك أن "عدن".. تلك الفتاة التي تنظر بحنان إلى البحر وتمتشط في مرآته، بعد أن عاثت في خصلاتها أيادي الخراب، لن يكتمل جمالها إلا إذا ارتدت الثوب المدني.
"عدن" .. يجب أن تظل - كما عرفت منذ الأزل - رمزاً للمدنية والرقي اللذين يشكلان أجمل ألوانها ، ولا يتصور أن تكتسي بأجمل من ثوب مطرز بهذين اللونين.
لقد استوعبت "عدن" كل قاطنيها واحتوتهم برأفة ومودة منقطعتي النظير، والآن جاء موعد رد الجميل، الذي يتمثل في ضرورة أن تكون مبادرة (وضع السلاح) جزءاً من قافلة المبادرات التي تسعى لاستعادة البسمة المشرقة لـ "عدن"، كمبادرات الإغاثة، والنظافة، ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم.
إن اختفاء المظاهر المسلحة سيساعد "عدن" على النهوض اقتصادياً وتنموياً بصورة أسرع، فالعديد من رؤوس الأموال، والمؤسسات والمنظمات التي أجبرت على ترك "عدن" بسبب الحرب، تنتظر أن ترى ملامح الأمن في الأفق لتعود إليها مجدداً، ولن تظهر هذه الملامح إلا إذا غابت (ملامح البنادق).
وكما أن نزع السلاح سيسهم في تطبيع الحياة، وعودة مظاهر المدنية، فإنه سيسهم - أيضاً - في طمس النبرة الحادة التي لوثت الطابع السلمي لمنطق الأمان والتعايش الذي تتميز به "عدن" ثغر اليمن الباسم.
يجب أن يعي القائمون على أمور "عدن" أهمية الاجتهاد في نزع السلاح وتطويع جميع المعطيات على الأرض لتحقيق هذا الهدف، لتستطيع "عدن" الاستشفاء من جراح الحرب، واستعادة رونقها وأناقتها في أقرب وقت ممكن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى