"مُشيجح" القرية النائية والحلم الذي تحقق!.. 15 أسرة تسكنها يمتازون بالتلقائية والبساطة درجة تناول وجبة الغداء مع بعضهم

> تقرير/ قائد زيد ثابت

> "مُشيجح" قرية نائية في يافع تقع بجوارِ قمة جبل "غُرَّاب" الشاهق الذي يُعد من أشهر جبال كلد.
هذهِ القرية تنعم اليوم بالطريق بعد أن ظلت معزولة تماما عن مركز مديرية يافع رصد طوال العقود والقرون الماضية، إذ كان ساكنوها يواجهون صعوبة كبيرة في جلب المواد الغذائية ونقل مرضاهم.
فقبل وصول الطريق إلى هذه القرية كان أبناؤها يعيشون واقعا مريرا تعجز الكلمات عن وصفه، فوسيلة النقل كانت الحمير وظهور بني آدم، وكانت كل أسرة في هذه القرية إذا أرادت البقاء عليها أن تملك حماراً.
هذه القرية تتمتع بطبيعة خلابة تتنوع فيها صور الجمال، حيث تنساب روافدها في الاتجاه الشمالي للجبل، ومن ثم تلتقي بروافد ومنحدرات جبال شقصة التي تتجة مياه سيولها جنوبا باتجاه وادي المضمار بمنطقة الصفأة.
حين يعبر الزائر جبل (أهل علي) مرورا بطريق العوارض التي تم شقها بتمويل من الأهالي والمغترببن ورجال الخير والعطاء من أبناء يافع يتوقف قليلا في قرية مشيجح ليرى المكان رائعا بزخات المطر، وكذلك الخضرة النضرة تكسو القرية وتلفها من كل الجهات وكأنها حديقة مزدهرة بأزهى أنواع الورد والزرع والأشجار المعمرة، وكل هذا وذك يثير في النفس رغبة في التأمل والمشاهدة.
الجميل في قرية مُشيجح التي تقطنها أكثر من 15 أسرة أن سكانها يمتازون بالتلقائية والبساطة وتجدهم دائما يتجمعون معا لتناول وجبة الغداء.

تنتابك الدهشة وأنت تشاهد أطفال القرية - وبعضهم لم يكن قد أجاد الكلام بعد - يتجمعون مع الكبار والشباب وسط القرية ويفترشون الأرض ويستعدون لتناول وجبة الغداء وكأنهم أسرة واحدة أو حفل زفاف متواضع، لكن الأجمل في هذه القرية هو الاهتمام بالنشاط الزراعي والحفاظ على المدرجات الزراعية من الاندثار والتشبث بالأرض وعدم الانتقال من الجبل إلى الوديان مقارنة ببعض القرى الجبلية التي خلت من أهلها كقرى ومناطق جبل أهل علي.
هذا المكان الحنون أنجب المهندس المعماري علوي محمد، والشاعر الشعبي الفقيد حسين مُحُمد سعيد بن رُبَّاح العلوي الذي ولد في عام 1928م والشهيد محسن مُحُمد سعيد.
وبالعودة لطريق العوارض فقد دشن العمل في المشروع البالغ طوله 4 كيلومتر في 30 من أكتوبر من العام 2014م بتصاميم هندسية أعدها وأشرف عليها المهندس صامد عِبِد الوعلاني.
ويعدُ مشروع طريق العوارض البالغ تكلفته الإجمالية 48 مليون ريال يمني واحداً من بين عشرات المشاريع الأهلية في يافع، ومن أكبر مشاريع الطرقات الأهلية في يافع كلد التي جرى تنفيذها على نفقة الأهالي والمغتربين ورجال الخير والعطاﺀ في ظل غياب الدولة والظروف العصيبة التي تجتاح البلد.
وفي صباح يوم الأحد 30 أكتوبر من العام 2016 م تم افتتاح الطريق رسميا ، وأقيم بهذه المناسبة احتفال مميز في رهوة المنقل ارتسمت فيه الفرحة والسرور في وجوه الحاضرين بمناسبة افتتاح طريق العوارض التي تربط مديريتي رصد وسرار عبر جبل موفجة.
رصد «الأيام» قائد زيد ثابت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى