مطالب المعلم بالعيش الكريم

> جمال مسعود

>
جمال مسعود
جمال مسعود
ماذا نتوقع من قيادات قضت معظم فترة خدمتها في الوظيفة العامة في كنف الرعاية والدلال العفاشي تتنقل من قسم لآخر ومن مكتب لآخر ومن وزارة لأخرى، قيادات تشربت من الكأس العفاشي المؤتمري الإصلاحي طوال مراحله المختلفة بين الدوائر والمكاتب، وطبعت أسماؤهم في صفحة الكتاب المدرسي بالتناوب كالختم في كل نسخة جيلا بعد جيل، تنقلوا بين الفرق والأحزاب اليمينية واليسارية والوسط تلاءموا مع كل ألوان الطيف السياسي، وهم في النسخة الأصلية مطبوعة كراسيهم ومناصبهم وأنصبتهم في كل مرحلة، وفي كل فلك يدورون.
ماذا نتوقع ممن أشرف وعايش وتماشى مع فترة الإهمال والتهرب الاستحقاقي للمعلم والتربوي واتباع سياسة المماطلة والتسويف وترحيل الحلول والمعالجات وتهميش دور المعلم وتقزيم مكانته والانتقاص من شخصيته، إنها فترة العفافشة والإصلاحيين، قادة التربية والتعليم بالتناصف الحزبي والنسبي، وتبادل الأدوار وتقاسم المكاتب.
هؤلاء العفافشة الأزليون هم قادة العمل التربوي في الماضي والحاضر والمستقبل والخيالي والرقمي الديجيتال، هم عنوان الفشل والفشل والفشل المكرر، هم تكرار النسخة المكررة وتجربة التجربة المجربة، هم الخطأ وإصلاحه، والإخفاق وتعديله، هم لجنة المراجعة ومراجعة عمل اللجنة، وهم المشروع الفاشل وإعادة دراسته، هم الخبراء والمستشارون والاستعانة بالخبراء والمستشارين في آن واحد، هم سمعة التعليم المتدني ومعالجة أسباب تدني التعليم، هم التعيينات والتغييرات والتحويلات والتبديلات وإعادة التوزيع والمعالجات وبقاء الوضع على ما هو عليه، وهم عملية إنقاذ التعليم من التحول الطائفي، وهم الطائفة التي تحول التعليم إلى التعليب برعايتها وتحت إشرافها وقيادتها، إنهم الواقعيون، من يرون مطالب المعلمين بالعيش الكريم أنها خيالية وغير رسمية، من يرون حصول المعلم على حقه أولا بأول وفق القانون عرقلة لجهود الدولة.
هؤلاء هم العفافشة المتلونون بلون الوعاء، الباقون في مناصبهم حفاظا على مصلحة الدولة والشرعية وحماية للإنجازات العظيمة والمشرفة، التي تحققت في التربية والتعليم، إنهم راسمو الخطط والدراسات الاستراتيجية وصانعو التحولات التكتونية، عنوان النجاح والنجاح الدائم في تكدير كل شيء جميل، إنهم العفافشة الإصلاحيون منتجو مآسي وأحزان الجنوبيين في كل المجالات.
فقط ارحمونا وغادروا مواقعكم المتحجرة واتركوها تلين قليلا لينبض قلبها من جديد بإجراء تجارب جديدة عصرية لم تلتصق بالأحافير التراثية العالقة بالوهم الزائف بأنها تراكم الخبرة مع المهارة، بينما هي تراكم الخرابة مع الهرامة لا بد من التغيير نحو الأفضل ومحاسبة الكل على الكل وكشف الغطاء الخيالي لأساطين التربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى