الإضــراب والمزايدة الجوفاء

> وهيب الحاجب

>
وهيب الحاجب
وهيب الحاجب
قمة الغباء أن تصدر بيانا لا تعترف فيه بحكومة الشرعية، وتطالبها في البيان ذاته بحقوق وتسوية المرتبات.. يعني أنت تعترف بهذه الحكومة إن أكرمتْك مرتباً وزيادةً وتسوية، ما لم فهي حكومة احتلال وتوصيفك لها هو “حكومة ما تُسمى بالشرعية”.. هذا هو حال نقابة المعلمين الجنوبيين وبعض المزايدين من المعلمين (المزنبلين) الذين يبحثون عن فرصة لتعطيل التعليم في مدارس الجنوب!!.
يا عزيزي.. هناك قوى نافذة في حكومة الشرعية لاتريد أن تُطبّع الأوضاع في الجنوب ولا تريد لمؤسسات الدولة في الجنوب أن تستقيم وتعمل؛ لذا فدعوتك ومزايداتك بالدعوة للإضراب هو جزء من توجهات الشرعية اليمنية “لاحتلال الجنوب” وإشاعة الفوضى فيه وتعطيل مرافقه عن العمل!!.
العقل والمنطق يشي بأن الإضراب وتعطيل العمل التربوي وحرمان أبنائنا من التعليم في هذا الوضع هو مجرد مزايدة وشعارات جوفاء تضر بالتعليم والمعلم أكثر مما تفيده وتخدمه، فمشكلة المرتبات والتسويات هي مشكلة القطاع المدني بشكل عام وليس التربية والتعليم وحدها، ومعروف أن مرتب العسكري المستجد ربما يصل إلى ضعف مرتب خريج الجامعة حديث التوظيف، فالأمر يحتاج إلى معالجة جذرية وتنسيق بين كافة القطاعات المدنية الآخرى وبشكل منهجي وبأسلوب حضاري لا يستهدف العمل وتعطيله أو إثارة بلبلة لا تسمن ولا تغني من جوع كما هو واضح من دعوات اليوم - غير المسؤولة - التي لا يمكن ان تأتي أُكلها بأي حال من الأحول، ولنا في الدعوات السابقة خير دليل.
ومن المفارقات العجيبة أن مدارس الشمال التي لم يستلم معلموها مرتباتهم منذ نحو عام لم تتبنَ مثل هذه الدعوات واكتفى المعلمون هناك بالوقفات الاحتجاجية ورفع الشارات في أكثر الحالات، ومعلمونا هنا في محافظات الجنوب كافة يتقاضون مرتباتهم بانتظام قبل نهاية كل شهر ومع هذا لم يرق لهم الوضع !.
في الحقيقة أن هناك فهما قاصرا للعمل النقابي والعمالي، واستيعاب ربما عقيم لمفهوم الإضراب الشامل الذي يتطلب مسؤولية وتأنياً وحسابات دقيقة قبل الدعوة إليه، فالإضرابات التي تشل حركة مؤسسات وتجبر حكومات على تنفيذ مطالب تخرب أيضا دولا وتقود إلى فوضى ونوع من عدم الاستقرار، إن كانت في غير وقتها وبغير أسلوبها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى