تساؤلات في خاطرة ربما تخيب وربما لا..!

> محمود المداوي

>
محمود المداوي
محمود المداوي
لقد أشبعنا "بن دغر" رئيس الوزراء في الحكومة الشرعية كلاما، ولقد قلنا فيه ما لم يقله مالك في الخمر.. نعم لقد "فشينا خلقنا فيه" كما يقول إخوتنا اللبنانيون، ولم نترك بذيئة ولا أكبر منها إلا وألبسناها هذا الرجل الذي لا أعرفه ولا يعرفني ألبتة، والذي تجدني هنا لا أدافع عنه كما قد سيشطح خيال البعض به، وربما اتهمني بل وحسبني أحد جوقته المدفوع لها الأجر مقدما ومؤخرا كما يحدث مع الأقلام والأبواق المأجورة الموزعة أدوارها في أجندة هذا أو ذاك من النافذين اليوم وأمس.
مرة أخرى، أرجو ألا يساء فهمي، وأعود لأقول: ماذا لو تأكد لكم (افتراضا) وأكررها (افتراضا) بأنكم قد ظلمتم الرجل كثيرا ليس عن طريق تراجع منه عما قاله في تلك القاعة الاحتفالية البائسة كما أشيع، وليس ﻷنه أبدى في لحظة نقاء من ضميره عن ندمه ولو حتى بهمس لمن يثق بهم متعشما الصفح والعفو منا.. بل إذا عرفنا أن ما صدر عنه من كلام أثارنا واستفزنا هو كلام وأمر قد يكون متوافقا عليه مع الآخر المعني والمستهدف باستفزازه وإثارته ألا وهو المجلس الانتقالي الجنوبي ومعه باقي المكونات السياسية المعنية بالشأن الجنوبي وقضيته الرئيسية، وذلك ضمن لعبة سياسية قد لا نستوعبها الآن من شدة وطأ المعاناة وما نعيشه من ظروف عامة استثنائية في وقعها الذي تجاوز وقع هول الحرب التي لم تنته بعد.
ولمَ لا يكون قد قال ما قاله بسبب حصوله على ضوء أخضر أو بإيعاز من أطراف أو حتى طرف رئيسي في دول التحالف العربي ربما تكون المملكة العربية السعودية وربما هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وربما هما معا ومن ورائهما القوى الدولية الكبرى المؤيدة لهما... لِمَ لا ؟!
إنني هنا لست خياليا، كما قد تصورني بعض الأفهام والأقلام، بل تراني أجد نفسي واقعيا جدا، وذلك متى ما اختصرت لكم المسافة ووضعت أمامكم سؤالا آخر وهو: لماذا فقط عندما يقترب موعد أي حدث ومناسبة “جنوبا” نسمع ما نسمعه من تصريحات قوية ومن شخصيات عليا وكبيرة بعينها في الرئاسة والحكومة الشرعية وبأسماء وتوقيعات جنوبية؟!
حدث ذلك في رئاسة بحاح ومنه شخصيا وأقيل على إثرها بدراماتيكية استفزت الشارع الجنوبي حينها، وكان على إثرها الاحتشاد المليوني ومن بعدها تبلورت فكرة الحامل السياسي للقضية الجنوبية، ومن ثم جاءت فكرة الإعلان عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واستمرت الحكاية بعد ذلك بالتناوب بين الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس وزرائه بن دغر في وقائع مشابهة وإلى هذه اللحظة التي لن تكون الأخيرة بالتأكيد.
أقول هذا وأنا أعي كل كلمة كتبتها وأعرف ما تعنيه لي ولكم وبعيدا عن أدنى انفعال وتشنج وشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفي ذات الاتجاه أعود وأقول وبصراحة شديدة ترى هل نسينا فعلا كل ذلك؟ أم أن ثم من نحسبه جنوبي الولاء والانتماء وهو عكس ذلك تماما؟ ونجده فاطنا لكل ما يدور من حوله هنا وهناك بفطنة أو بدهاء أو هي غباوة، سمه ما شئت.. ويستثمرها مستمرئا أسلوب المناكفة والمكايدة ويتركنا في حيرة من أمورنا وقضايانا !
ولكن أي أمور وأي قضايا هنا، إنها ليست أمورا وقضايا عادية أو اعتيادية، بل هي كل أمورنا مجسدة في قضيتنا الرئيسية.. إنها حق تقريرنا لمصيرنا واستعادة دولتنا الجنوبية.
إن ما طرحته سلفا يعد مجرد تساؤلات خاطرة خطرت لي، فأردت أن أشرككم فيها، قد تكون صحيحة وقد لا تكون، إلا أنها تساؤلات لابد منها وتبقى الإجابة عنها من حق كل واحد منا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى