مـقـاطـع

> شيماء باسيد

> (1)
منذ أن ندخل لعبة الحياة ونحن نتلقى الصفعات، الضربات واحدة تلو الأخرى، على الوجه، على الظهر، على الروح، بدءًا من تلك الضربة القوية التي تمنحها لك (القابلة) على ظهرك، ضربة تمنحها لك بحبٍ رغبة منها أن تدبّ فيك الحياة، أن تتوجع بما فيه الكفاية فتصرخ باكيًا.. من يومها وأنت تزحف فوق شوك التفاصيل لتلفت انتباه نفسك إليك، لا يهم الآخرون.
أنت تجمع الكل لاستقبالك في يوم ولوداعك أيضًا في يومٍ آخر، وما بينهما أيامٌ ممتدة تكمن فيها قصتك الحقيقة، ولك الحق أن ترويها كما تحب، فلا تعش وقتك الثمين كومبارس وتغدو تفاصيلك المتعبة كبروفا تتلاشى مع أشلاء الحياة.
(2)
هل تعرفُ أحدًا ضريرًا ؟
أخبره ماذا ترى ؟ ولاتخجل من سؤاله.
سيحدثك عن لون المكان في امتداد الفراغ، عن انعكاسك الشفاف في بؤبؤ العين، عن تنهد خيالاته في حقول الفراغ، عن المحبة وهي تحتلُ كل نواة في خلاياه فتُزهرُ حباتها جمرًا تضيئ له الطريق حتى يتم دورته من الحياة.
(3)
قضيتُ حياتي بأكملها وحيدة، لا أصدقاء، لا أحبّاء، لا أقرباء، لا وطن، لا وسادة تحتضنُ رأسي كل مساء، ولا حتى هواء في رئتي.. لذا أفضلُ الموتَ في مجزرةٍ جماعية، أحبُّ أن أتشارك دموعي الباكية مع الآخرين.
(4)
- هل كل الذين نكرههم علينا أن نقتلهم ؟
- لا، علينا ألا نكره أو نقتل، هناك خيارٌ أفضل.
أن نمتهن الكتابة.
(5)
للفوز في لعبةِ ورقٍ عابرةٍ بينا متعةٌ خاسرة، كأنّ يغرق رأسك في صداعٍ مزمنٍ، أو أن تعزف لحنًا يعجب الجميع ولا يكترثُ سواك لأصابعك النازفة ألمًا.
أنا لا أفكر في التفريط فيك، بل بالخلود الأبدي معك، ولو كلفّني الأمر أن أقتل كل مهاراتي أمامك.
(6)
كنتُ أموتُ يوميًا منذ قدمتُ لهذه الحياة، لقد توقفتُ عن الموت دفعةً واحدة.. منذ أحببتك.
شيماء باسيد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى