صدام سالم أحمد الكازمي.. الشهيد الحي أطباء سودانيون وصفوا حالته بالمعجزة

> دلهي«الأيام» فارس العزيبي

> الجريح صدام سالم أحمد الكازمي من أبناء مديرية المنصورة، يسكن بالمدينة التقنية، يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً عرف عنه أنه أحد أبطال ملحمة تحرير مديرية صيرة بمدينة كريتر.
في يوم الخميس 30 رمضان 1436هـ - الموافق 16 يوليو 2015م انطلق الجريح صدام الكازمي مع مجموعة من شباب المقاومة الجنوبية، كان في مقدمتهم آنذاك الشهيد القائد عبدالرحمن قنان، صوب مديرية صيرة مستهدفين مدينة كريتر بالتحديد وما جاورها لتحريرها.
*المطاردة..
خمس مدرعات وصلت إلى قلب كريتر في ذلك اليوم، وكان صدام أحد الممتطين لها من الخلف بجوار ذخائر الاحتياط، وكان له مترساً يسعه ويتمركز فيه، وبدأ الفريق حسب الخطة المتبعة بالتمشيط وملاحقة القناصة وأفراد الحوثي وقوات صالح في كل المديرية.
وبعد ساعات من التمشيط تلقت الفريق الاتصال الأول الذي أفادهم بالتوجه نحو مستشفى (بابل) وتمشيط المباني المجاورة له، حيث يتمركز بعض الغزاة هناك، فهبّت الفرقة للموقع وأسقطوا عددا من القتلى القناصة بعد معارك عنيفة استشهد فيها أحد أفراد الفريق، ويدعى مبارك ناصر سلامة.
توجه الفريق بعدها إلى داخل صيرة حيث يقع مطعم (بيدزا هت)، حيث أفادت المعلومات بوجود عناصر من مليشيات الحوثي وصالح داخل المطعم وبالقرب منه، فباشرت الفرقة بمداهمة الموقع في موقف بطولي أوقعوا في المليشيات عدداً من الأسرى ليتوسع نطاق عملية التمشيط في كامل المنطقة المحيطة بهم.
*رصاصة العدو
كان موقفا بطوليا لا يقوم به إلا أولي البأس الشديد، كيف لا.. وقد امتلك شباب المقاومة الجنوبية زمام المبادرة وأصبحوا هم من يقومون بالمطاردة والتمشيط بدلا من أن كانت المليشيات هي من تملك المبادرة والهجوم.
لكن، وعلى حين غفلة وبشكل مباغت باشر أحد عناصر المليشيات المختبئين بإطلاق النار نحو صدام، فأصيب في مقدمة الرأس برصاصة اخترقت جمجمته بجانب عينه اليسرى.
أسعف صدام مباشرةً إلى مستشفى (مايو) بالمنصورة لتلقي الإسعافات اللازمة وإيقاف النزيف الحاد الذي حصل بسبب الحادث، وبعد أسبوع ساءت حالته كثيرا ونُقِل إلى مستشفى النقيب لتجرى له عملية جراحية مستعجلة، وهي عبارة عن زرع عضلة بلاستيكية تحل محل العظمة المدمرة في مقدمة الرأس.
*رصاصة الغدر
عشرون يوماً منذ أن أجرى صدام العملية، خرج بعدها من المستشفى وهو بحاجة لفترة نقاهة قبل أن يتم استدعاؤه ليكون أحد أفراد شرطة كريتر ليسيروا العمل فيه لضبط الأمن وإحلال الاستقرار الذي طالما حلم به الكثيرون بعد أن ذاع صيته وبسالته والشجاعة التي أبداها أثناء تحرير مديرية صيرة.
باشر صدام عمله في شرطة كريتر لتأدية المهام الأمنية وضبط الوضع وكسر شوكة الخارجين عن القانون.. إلا أن عناصر مجهولة تربصت به وزملائه واستهدفتهم بوابل من الرصاص، نتج عنها إصابة صدام الكازمي مرة أخرى بجروح بليغة جدا كادت تودي بحياته.
إحدى الطلقات في الهجوم على أفراد شرطة كريتر أصابت الجانب الأيمن من جسد صدام جهة الخلف وخرجت من الجنب الأيمن الأمامي مسببةً تدمير شبه كلي لأمعاء البطن وتأثر القولون، وأصابت رصاصة أخرى قدم صدام اليسرى من أسفل الركبة أعطبت العصب وكسرت عظم القدم.
أسعف صدام حينها إلى مستشفى أطباء بلا حدود ومكث في المستشفى عدة أسابيع أجريت له عمليات استكشافية وعملية فتح مجرى للبراز من البطن وأصبح في حالة صعبة.
المعجزة
انتقل صدام في شهر سبتمبر لعام 2015م إلى جمهورية السودان بعد أن زادت حالته في سوء ودخل في العناية المركزة بمستشفى الخرطوم الجنوبي.. وبعد فحص دقيق اكتشف الأطباء السودانيون وجود جلطات في الساق وأجزاء أخرى من الجسم، وخشيةً من وصولها للقلب تم زراعة فلتر طبي بجوار قلبه لمنع وصول الجلطات.
وصف الأطباء السودانيون حالة صدام بالمعجزة، فبعد أسابيع من مكوثه في العناية المركزة وشعوره بتحسن غادر غرفة العناية على أمل أن يستمر في تلقي العلاج إلا أنه غادر السودان نتيجة توقف العلاجات للجرحى هناك بسبب إرسال الجانب اليمني 400 جريح في ثلاث دفع متتالية، وهو مالم يتم الاتفاق عليه مع الجانب السوداني مما سبب عجزا في الميزانية المخصصة لعلاج 60 جريح فقط تعهدت بها الحكومة السودانية سابقاً.
*من عدن إلى الهند
في شهر مايو من عام 2017م وصل صدام برفقة آخرين إلى الجمهورية الهندية ضمن مكتب شؤون جرحى المقاومة في الهند والذي ترعاه دولة الإمارات العربية المتحدة.
وباشر صدام خلال الأسابيع الاولى إجراء الفحوص الروتينية الطبية والاستكشافية في مستشفى انمدار التخصصي بمدينة "بونا" فأجرى عمليتين دقيقتين الاولى كانت إقفال الفجوة في مقدمة الرأس بشكل نهائي خصوصا بعد فشل عملية إغلاقها بشكل دائم التي اجراها في اليمن.
وأستخدم الأطباء تقنية العظم الإسمنتي حيث تكبس المادة المخصصة في الفجوة لينتج عنها عظم يشابه الواقع إلى حد كبير يغطي الفجوة بشكل نهائي ودائم.
كانت العملية الثانية وهي عبارة عن زراعة شبكة للبطن من الجانب الأيمن والاوسط تكللت كلتا العمليتين بالنجاح، كما سيخضع لعملية جراحية لإصلاح عصب القدم وإزالة الشظايا وذلك خلال الايام القادمة.
حالة صدام الان مستقرة لكن الحنين الى الوطن ورفاق السلاح لا زال يراوده ،يقول صدام أنه قد رهن نفسه فداءً لأرض الوطن ويتمنى أن تعود عدن كالسابق بل افضل من السابق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى