قــصـة شهـيـد "عبد الحافظ أحمد علي الصبيحي" (إيثار واستبسال)

> الشهيد عبد الحافظ أحمد من مواليد 1969م في قرية الفرشة حاضرة الصبيحة.. متزوج وله سبعة من الأبناء، يحمل مؤهل (ثانوية عامة) ليس لديه عمل حكومي، ولا في القطاع الخاص، ويعمل بالأجر اليومي، وهو شيخ لإحدى فصائل آل ذيبان في قرية الفرشة بمديرية طور الباحة محافظة لحج.
يقول صديقه أبو منيف العبدلي: “إن الشهيد عبد الحافظ الصبيحي سبق وشارك في حرب صيف 94م تحت قيادة البطل والأسد الأسير اللواء محمود الصبيحي آنذاك عندما كان محمود قائد لواء 25.. وعندما شنت مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح الحرب على عدن هب على إثرها أبناء الجنوب لتشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن في مدن عدن، وكان للشهيد عبد الحافظ دور بارز في مديرية دار سعد، فقام بنصب نقاط للتفتيش في المدينة مع اللجان الشعبية في جولة الكراع (البوابة الشمالية لمدينة عدن) بغية تأمين العاصمة عدن”.
وأضاف: “كانت للشهيد القائد عبدالحافظ الصبيحي صولات وجولات في جبهات دار سعد.. فقد كان الصبيحي وزملاؤه منهم: الشهيد منيف علي وسهيم هواش وعبدالله عبد الحميد ووائل محمود وباسل بقيم وآخرون صامدين ويقاتلون بشجاعة وبسالة، وسطروا أروع الملاحم البطولية في جبهات المديرية، وكانوا ينفذون هجمات ليلية على عناصر العدو المتواجدين في مبنى المجلس المحلي بدار سعد لإجبارهم على الاستسلام أو الانسحاب، إلا أن تلك المجموعة من عناصر المليشيات الحوثية ظلت داخل مبنى المجلس المحلي نتيجة لما يملكونه من سلاح وعتاد ومؤن غذائية استقدموها إلى المبنى، فساعدهم ذلك على الصمود في بداية المعارك إلى أن وصلت تعزيزاتهم إلى عدن.. وما هي إلا أيام حتى تدخل طيران قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، والذي استهدفهم بعدة غارات فدمر معداتهم وآلياتهم هناك”.
ويردف قائلا: “لعب الشهيد عبد الحافظ الصبيحي دورا بارزا في تزويد قيادة التحالف بالإحداثيات وأماكن تواجد المليشيات الانقلابية وقوات نظام صالح، إلا أن المليشيات نفذت هجوما قويا سيطرت من خلاله على جولة “الكراع” في محاولة منهم للاقتراب من حوش “درهم” بقرية مصعبين، شمال عدن، وكانت هناك معارك ومواجهات شرسة استبسل فيها شباب المقاومة في دار سعد بقيادة عبدالحافظ الصبيحي لصد العدو ومنعهم من الاقتراب من فلة علي درهم والتي تعد موقعاً هاماً بالنسبة للحوثيين لتأمين خط مصعبين وفرض قيود على مقاومة دار سعد”.
وقال أيضا: “وفي 10 /4 /2015 طلب عبدالحافظ الصبيحي من أسرته مغادرة مدينة عدن حتى يتفرغ تماما لمواجهة العدو، وبعد مغادرة أسرته تلقى الصبيحي اتصالاً من أحد حراسة فلة (درهم) وهو الشهيد إبراهيم أبو خديجة (رحمه الله) أخبره بأن المليشيات تحاصر الفلة ويطلقون النار عليهم، فسارع عبد الحافظ في موقف بطولي وإنساني من أجل فك الحصار عن الشهيد إبراهيم على الرغم من أن الشهيد عبد الحافظ حينها لم يكن يرافقه سوى الشهيد صلاح شريف وخاطر شوّاح وعدد من الشباب، إلا أنهم فضلوا الشهادة على أن يتركوا زملاءهم المحاصرين.
وعند اقتراب عبد الحافظ وزملائه من بوابة الفلة في الساعة الثانية ظهراً من نفس اليوم تلقى عبدالحافظ واثنين من رفاقه عدة طلقات من قبل عناصر المليشيات الانقلابية حينما كانوا في سيارة عبدالحافظ، فحاول شباب المقاومة إنقاذهم إلا أن كثافة الرصاص التي أطلقها عناصر المليشيات أجبرتهم على التراجع وظل عبد الحافظ وصلاح شريف ومحمد نجيب ملقين داخل السيارة إلى أن حلّ الليل ومن ثم أخذهم الحوثيون إلى جولة مصعبين، والتي كانت هي المكان الذي يضع فيه الحوثيون شهداء المقاومة”.
ويقول أحد أقربائه: “حاولنا أن نتفاوض مع مليشيات الحوثي من أجل تسليم عبد الحافظ الصبيحي الذي كان حينها جريحا ولم يستشهد بعد، إلى جانب أنه مصاب بمرض السكري، لأخذه للعلاج إلا أنهم رفضوا وطلبوا أن يتم استبداله بأسرى من عناصرهم لدى المقاومة الجنوبية، فظللنا يومين نتفاوض معهم، وفي اليوم الثالث قامت إحدى الأمهات في دار سعد والتي تعرض ابنها للقنص وسحبت المليشيات جثته، بالتفاوض معهم من أجل تسليمها جثة ابنها وقامت المليشيات بتسلميها الجثة في كيس بلاستيكي خاص للجثث، وعندما وضعوه في المسجد للصلاة عليه كشفوا الغطاء عنه ليلقوا عليه النظرة الأخيرة، فاكتشفوا أن الجثة ليست جثة الشاب الذي تبحث أمه عنه، فقد كانت جثة الشهيد عبد الحافظ الصبيحي، وذلك في تاريخ 13 /4 /2015م”.
القائد عبدالحافظ الصبيحي استشهد مخلفا وراءه سبعة من الأطفال يتضورون جوعا بعد رحيل معيلهم الوحيد بعد الله عز وجل، والذي كان يعمل بالأجر اليومي لتوفير لقمة العيش لهم.. فمن يتكفل بأولئك الأطفال الأيتام بعد رحيل أبيهم؟، رحمه الله وطيب ثراه!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى