بحاح: اليمن شمالا وجنوبا وأد 5 فرص لعدم تصالح القيادات مع ماضيها

> عدن «الأيام» غرفة الأخبار

> هاجم رئيس الوزراء السابق خالد بحاح رموز وقيادات الجنوب التي حكمت البلاد بعد نيلها الاستقلال العام 1967 واعتبر الحكم الذي تسلط في تلك الفترة ودام 23 عاما بتجربة سياسية فاشلة وكان حالة نشار تسببت في تراجع عدن عن محيطها.
وقال رئيس الوزراء خالد بحاح إن اليمن دخلت اليوم في واحدة من أعقد الأزمات على الصعيد العربي بعد فشل ثلاث من الفرص التاريخة هي: ثورة سبتمبر التي أشار إلى أنها امتزجت فيها الجمهورية وذابت بالقبيلة وثورة أكتوبر التي انتجت دولة اتخذت الاشتراكية منهجا وخطا لنظامها فكانت حالة نشاز عن المحيط الطبيعي، ثم الوحدة التي أخذت نصيبها من الخيبة فتضاعفت تلك الخيبة بما نتج بعد حرب صيف 1994م من نتائج سلبية فشلت السنوات بمعالجتها في إطار وطني.
وأضاف بحاح في مقال صحفي كتبه بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة أكتوبر: "بالنظر في تاريخ اليمن السياسي نرى كم تعاقبت الفرص على بلادنا دونما استثمار نافع ينتشل البلاد والمجتمع الذي اضطر دوما للتعايش مع انتكاسات فرصنا المهدرة، فـ 26 من سبتمبر 1962م مثّلَ الفرصة الأولى عندما أسقط حكم الإمامة وسجل شمال اليمن دخوله في الجمهورية الأولى، سعيا نحو قيم رفيعة لتحقيق الحرية والكرامة وانتشال الإنسان من الجهل والفقر، غير أن هذه الفرصة أُهدرت بتزاوج الجمهورية بالقبيلة وإنتاج هجائن معقدة انقضّت على كل تلك الأهداف فتبخرت الآمال، كانت عدن المدينة الأكثر بريقاً بين شقيقاتها العربية وجاء يوم 14 أكتوبر 1963م حاملاً فرصة للملمة كل السلطنات والمشيخات في دولة واحدة، نجحت الثورة وحصل الاستقلال ووحدت السلطنات، غير أن الفرصة ضلت الطريق عندما اختار حكام الجنوب الاشتراكية العالمية كمنهجا وقيما وإطارا خاطئا للمجتمع، فكانت حالة نشاز عن المحيط الطبيعي ففشلت التجربة السياسية التي امتدت لثلاث وعشرين عاما وتراجعت عدن خطوات في ظل تقدم شقيقاتها.
سنحت الفرصة الثالثة في 22 مايو 1990م وأحيطت بميراث كل ما حدث شمالاً وجنوباً من انتكاسات، ووضعت الوحدة اليمنية كفرصة خلاص ممكنة في ظل تنامي الرغبة عند مجاميع واسعة من الطامحين للتغيير، لكن لم تكن النوايا كافية ولا صالحة لاستثمار ثالث الفرص والتي وقعت لاحقا في شِراك ما تعثرت فيه الفرصتين الشمالية والجنوبية فنالت الوحدوية نصيبها من الخيبة ثم تضاعفت الخيبة بما نتج بعد حرب صيف 1994م من نتائج سلبية فشلت السنوات بمعالجتها في إطار وطني، وتمت شيطنة وملاحقة كل من تحدث عن ذلك".
وأكد أن "الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم هي أن مطالب الجنوبيين باتت أمام انظار العالم في عصر سادته مؤخرا ظاهرة الاستفتاءات وتحديد المصير، مما يضاعف الضغوط لتقديم الحلول "الجذرية" حسب توصيف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في إحاطته الأخيرة".
واعتبر بحاح ما حدث في فبراير 2011م من محاولة شبابية فرصة رابعة لكسر كل ما في المسار السياسي التقليدي من صراعات معتادة بين الرموز السياسية، لكنها فرصة وئدت هي الأخرى، قائلا: "لم تدرك كل القوى السياسية أهمية الفُرص الأربع وأن إهدارها تأزيما وإنهاكا لليمن إنساناً وثروةً، وكل فرصة ضاعت قابلتها أزمة عمّقت الإرث وأعاقت التنمية بشكل مباشر، وكما أخفق اليمن شمالا وجنوبا في التعامل مع الوحدة والتقاط الفرصة الأخيرة ممثلة بوثيقة العهد والاتفاق الموقعة بالأردن في 1994، أعادت ذات الوجوه إخفاقها عندما فشلت في استثمار المبادرة الخليجية بالشكل الصحيح لإخراج اليمن من المأزق السياسي، فذهب اليمن الى الوصاية الدولية ثم عاصفة الحزم كمجهود إقليمي عربي بطلب شرعي لاستعادة الشرعية وصياغة العقد المنفرط بفعل هيمنة طرف على أطراف مختلفة مع بعضها.. ورغم أن عاصفة الحزم نجحت في تحجيم الخطر وحررت الكثير من المناطق، إلا أن النافذين ظلوا حبيسي الماضي بكل تقاليده وأشكاله المهترئة".
وعزا الفشل الحاصل وإهدار تلك الفرص إلى القيادات التي قال إنها لم تنجح ولو لمرة واحدة للتصالح مع ماضيها، وظلت رهينة ترسبات ألقت بظلالها على مستقبل أجيال لا ذنب لها، وضلت ذريعة (الوفاق) في كل مرة مسار لإعادة إنتاج صور مكررة هي انعكاس لسابقتها وبأخطاء أخرى".
وأردف أن هناك فرصة خامسة سماها بـ "استعادة الوحدة" هي اليوم أمام أجيالنا للحياة للنهوض في وجه الفساد السياسي، قائلا: "متى ما نجحوا - أي الأجيال - في استثمار الفرصة الخامسة وتجاوزوا عقدة التركيبة السياسية وواجهوا قضاياهم بصدق وشجاعة دعونا لا نُفشِل فرصهم، فأمامهم تحديات جمّة في مقدمتها استعادة (الوحدة) بعد أن صار الكثير من الواقع خلاف ذلك، أو الذهاب إلى صيغ أخرى تضمن للجميع التعايش في سلام واستقرار دائم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى